أنت هنا

هل التدريب عبر الإنترنت له نفس الفعالية؟ التدريب عبر الإنترنت: ما له ... وما عليه

يعتبر التدريب من أسس استمرار الأعمال، ومن أهم المتطلبات الأساسية لنموها وبشكل خاص في أوقات الأزمات.

وانتشرت هذه الأيام فكرة التدريب عبر الإنترنت بسبب أزمة فيروس كورونا، وما تبعها من فرض التباعد الاجتماعي والذي حتّم على مقدمي التدريبات سواء الشخصية أو المؤسسية  الانتقال إلى الشكل الرقمي بحيث يُسمح للمتدربين المشاركة وحضور البرامج التدريبية التفاعلية دون الحاجة إلى الانتقال من أماكن إقامتهم أو أعمالهم.

وكانت فاعلية البرامج التدريبية عبر الإنترنت محورًا للعديد من النقاشات والأبحاث واللقاءات، وسوف نستعرض في هذه المقال بعضًا من النقاط التي تضمنها ذلك النقاش:

نبدأ بما على التدريب عبر الإنترنت (-)

1- غياب التواصل وجهًا لوجه

و هو أمر لو تعلمون عظيم فيما يتعلق بالتدريب، فأي مدرب يعلم جيدًا أهمية التواصل وجهًا لوجه مع المتدربين، والذي يمثل أحد الأعمدة الأساسيةلنجاح التدريب من خلال خلق مساحات تعلم آمنة، ودعم المشاركين وملاحظة تعبيراتهم وانطباعاتهم وبالتالي تزويدهم بما يحتاجونه، فالمدرب يعتمد بشكل كبير على الملاحظة المباشرة  وذلك أمر يصعب القيام به في التدريب عبر الإنترنت.

2- مستويات الطاقة

حجرة التدريب تعتمد بشكل كبير على نشر الطاقة، فالمتدربين يستمدوا طاقتهم من المدرب والعكس صحيح، فإذا كان المدرب نشط ومتحرك ينعكس ذلك على المتدربين، وللأسف كل ذلك لا ينطبق على التدريب عبر الإنترنت نظرًا لعدم وجود الجميع في غرفة واحدة.

وكل ذلك يضع عبء أكبر على المدرب لخلق نقاط كثيرة للتفاعل للحفاظ على طاقة الحضور، فمحاولته للتحرك في غرفته أو الوقوف أو رفع الصوت كل ذلك لن ينعكس على المتدربين، فهو ينظر إلى شاشة وليس إلى أشخاص.

والآن ننتقل إلى ما للتدريب عبر الإنترنت (+)

1- تقسيم التدريب إلى ساعات قصيرة

فاقتصار التدريب على ساعة و نصف إلى ساعتين في المرة الواحدة، يجبر المدرب على التركيز على المعلومات المفيدة حفاظًا على وقت التدريب. و بالتالي فالتدريب عبر الإنترنت يحتاج إلى كثير من التحضير لكي يستفيد الحضور أقصى استفادة  خلال وقت التدريب القصير.

2- ساعات التدريب القصيرة

والتي تتيح الفرصة للمدرب لتقسيم مادته بأشكال مختلفة غير معتادة، واستخدام أكثر من يوم للتدريب على فترات متباعدة، فمشاكل التدريب العادية ليس لها مكان في التدريب عبر الإنترنت، كحجز المكان وازدحام الشوارع والمواصلات وميزانية الطعام والقهوة. فالكرة الآن في ملعب المدرب لترتيب مادته بالشكل الملائم دون التقيد بالمكان أو الميزانية.

3- المشاركة الفعّالة للمتدرب

التدريب عن بعد يُجبر المتدرب أن يكون عنصرًا فعالًا في عمليته التعليمية، فلابد من القراءة والقيام بتدريبات عملية بين كل حصة تدريبية و أخرى، وذلك لتعويض قصر فترة التدريب، مما يتيح فرصة أكبر للمتدرب للعمل الجاد على المادة التدريبية بفاعلية، وحضور التدريب للحصول على أهم المعلومات والسؤال عما يحتاجه وينقصه. فالعملية أصبحت تبادلية و يلعب فيها المتدرب دور فعّال. وهو الأمر الذي طالما حاول المدربون تحقيقه ولكن الميزانية ووقت التدريب كانوا دائمًا ما يقفون في سبيل تحقيقه، والآن بفضل التدريب عبر الإنترنت أصبح ضروريًا على المتدرب القيام بدوره في العملية التدريبية.

4- الإبداع

 بقدر ما يحرمنا التدريب عبر الإنترنت من متعة الألعاب التفاعلية التعليمية، لكن البدائل الفعالة التي تتيحها لنا التكنولوجيا تفي بالغرض، فهي تتييح لنا فرصة الابتكار والتجربة والخوض في مناطق جديدة لم نكن لنخوض فيها لو لم نجبر على ذلك.

5- الفرق بين الوبينار و التدريب عبر الإنترنت

ففي الأخير لا بد أن نحافظ على قلة الأعداد المشاركة بحيث لا تزيد عن 20 أو 25 على أقصى تقدير. فلابد أن نراعي أن عملية التدريب ينقصها الكثير مما نحاول تعويضه، ووجود فضاء واسع و فسيح لا يعني حشد الأعداد. فطالما أقررنا أنه تدريب، فلا بد إذن من المحافظة على عناصره والتي تتيح للمتدرب التفاعل والسؤال والتدريب، فكيف لنا أن نحقق ذلك مع أعداد غفيرة لا نراها حتى بالكاميرا ولا نستطيع سماع تعليقاتها نظرًا لضيق الوقت.

إن كلمة التدريب كلمة عميقة جدًا تحتاج لكثير من العمل، والمدرب الآن عليه دراسة الكثير لكي يقدم تدريب تفاعلي فعّال عبر الإنترنت. 

الصورة بواسطة  Nick Morrison من موقع Unsplash

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك