أنت هنا

هل نحن جاهزون؟

فى أقل من ثلاث سنوات سيكون عدد مستهلكى المحتوى الإعلامى على الأجهزة المتنقلة (الهواتف الذكية/النقالة والتابلت وغيرها) حوالى 50% من مجموع المستخدمين مما سيشكل قفزة فى الطلب على تقنية المشاهدة تحت الطلب أوVideo on demand  (VoD). يشكل هذا الرقم زيادة بنسبة 85% عن التقرير الصادر عام 2010، وستنفرد الهواتف الذكية وحدها بنسبة 25% من هذه المحتويات.

هذا ما أظهرته أحدث تقارير شركة إريكسون (Lab Ericsson Consumer اصدار 2017) وهو النسخه الثامنة من سلسلة تقارير الشركة. شملت الدراسة 13 دولة وهم البرازيل وكندا والصين والمانيا والهند وايطاليا وروسيا وكوريا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة واسبانيا وتايوان والسويد.

الدراسة التى اعتمد عليها التقرير تمت عن طريق 20 ألف مقابلة عبر شبكة الانترنت لمواطني الدول الـ13 وتتراوح اعمارهم ما بين 16-69 عام وجميعهم يملكون اتصال عريض النطاق (سريع) بالإضافة لمقابلات معمقة لمن يستخدمون تقنية الواقع الافتراضى فى منازلهم virtual reality(VR)  والذى من المتوقع أنه بحلول عام 2020 ستستخدم من قِبل 1 من كل 3 مستهلكين.

يشير التقرير إلى أن هناك زيادة تقدر بنحو 70% فى معدل مشاهدة التليفزيون عبر الهواتف الذكية ما بين 2012 و2017 بمعدل مشاهدة يقارب الـ6 ساعات أسبوعيا بالإضافة لإنهيار متوقع لمستخدمى المحتوى بنسبة 1 لكل 10 مستخدمين بحلول عام 2020؛ وهو ما برره التقرير بالتطور التكنولوجى للشاشات التى تعمل باللمس والشاشات الذكية وزيادة سرعات الانترنت.

وعن الشباب من عمر 16-19 عام فأوضح التقرير أنهم يقضون نحو 33 ساعة أسبوعيا في مشاهدة المحتوى (بزيادة قدرها 10 ساعات تقريباُ في الأسبوع عن معدلات عام 2010)؛ حيث يستخدمون نصف تلك المدة في تقنية المشاهدة تحت الطلب عن طريق هواتفهم الذكية بنسبة 60% للمشاهدة

ويؤكد التقرير أن 55 % من عينة الدراسة يقتنون الأدوات والمعدات المتطوره التي تساعد على الاستخدام الأمثل والاستمتاع  بالواقع الافتراضى شريطة أن تكون أسعارها مناسبة لهم.

وبالرغم من وجود العديد من مستخدمي الإنترنت الفاعلين في افريقيا وتصل نسبتهم إلى 16% كما اشار تقرير We are Social عام 2017 ألا أن تقرير اريكسون لم يتناول أي من من دول المنطقة العربية او حتى الشرق الأوسط.

فطبقاً إلى تقرير مؤشرات الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات (أكتوبر 2017) أن مصر تحتوي على 90 مليون خط اتصالات و32.76 مليون مستخدم لشبكة الإنترنت كما أن جيل الألفية أو Generation Z يشكل أغلبية المجتمع حيث يُشكل من أهم من 35 سنة نسبة 68.8% من سكانها حسب ما ذكرته وزيرة التخطيط المصرية فى نوفمبر الماضى.

وبناءاً عليه فإن إنتاج محتوى مختلف (خبرى أو معلوماتى أو ترفيهى) لهذا الجيل بالإمكانات المتاحه حالياً هو أفضل ما تقوم به شركات الانتاج خصوصاً فى ظل انحسار عوائد الإنتاج للقنوات الفضائية. السوق فى حاجه إلي استيعاب تلك القفزات المستمرة فى التكنولوجيات التى من شأنها أن تغير شكل الإعلام؛ نحتاج للتدريب المكثف للعاملين فى الحقل الإعلامى وأخيرا وليس آخراً نحتاج إلى منتجين لديهم من الجرأة وبعد النظر للاستثمار فى تلفزيون الإنترنت على نطاق.

السؤال الآن هل نحن جاهزون لهذا التطور؟

تم نشر هذه المقالة في مجلة لغة العصر.
 

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك