أنت هنا

ما صفات مدرب الإبداع والابتكار المثالي؟

ناقشت من قبل كيف يمكن للشركات أن تتوقف عن الاعتماد على الاستشاريين، والبدء في الاستثمار لبناء قدراتها الإبداعية الخاصة، فمن الصعب توسيع نطاق الإبداع والابتكار كعملية قابلة للتكرار إذا استمرت الشركات في الاعتماد على التدريب الخارجي لفرق الابتكار الخاصة بها، وإحدى الطرق للقيام بذلك هي التعامل مع التدريب باعتباره عضلة تنظيمية، تحتاج إلى الحفاظ عليها في شكل مثالي، مما يمكّن الشركة من الاستجابة بسرعة للاضطراب عند حدوثه.

وقد عملت على مدار سنوات عديدة مع منظمات متعددة، لمساعدتهم على تطوير مجموعة من مدربي الابتكار الداخليين الذين يمكنهم دعم فرقهم، وقد تعلمت خلال هذه المرحلة عدة دروس عن كيفية إنشاء تدريب ابتكاري داخل المؤسسة، فروح المبادرة الداخلية تشكل مفارقة مثيرة للاهتمام حيث يتعين على المدربين أن يتحلوا بروح ريادة الأعمال بالإضافة لبراعتهم في إدارة سياسات الشركات على حد سواء، ولذلك فإن الشركات تحتاج إلى توظيف مدربين يدركون هذه التوترات، وكيفية مساعدة الفرق الداخلية في الإبحار بها.

اختيار المدربين المناسبين

قبل أن نناقش السلوكيات التي تؤدي إلى التدريب الجيد على الابتكار، من المهم أن تختار الشركات الأنواع المناسبة من المدربين أولا، فالخطأ الوحيد الذي رأيت الشركات تقوم به هو أنها تركز على توظيف الأشخاص المتحمسين للابتكار كمدربين، وهذا النوع من التوظيف يركز على الأفراد الذين حضروا ورش عمل الابتكار، ودرسوا تصميم نموذج العمل التجاري، وتزداد فرص التعيين إذا كان هؤلاء الأفراد يعملون في المؤسسة.

ومن الضروري عند عند اختيار مدربي الابتكار، أن تبحث عن مزيج من عاملين: أشخاص لديهم اهتمام كبير وواضح بأساليب الابتكار مثل التفكير التصميمي، وفي نفس الوقت لديهم اهتمام كبير وملموس بتدريب أشخاص آخرين على استخدام أساليب الابتكار .

سلوكيات التدريب الصحيحة

وبعد توظيف المدربين المناسبين وتدريبهم، سيبدأوا في القيام بعملهم في الشركة، ويعد التدريب على الابتكار مهمة شاقة، فهو يتضمن تدريس سلوكيات جديدة للأشخاص ضمن سياق تنظيمي لم يتم إعداده لدعم هذه السلوكيات، لذا، فأنت لا تعلم الأشخاص كيفية الابتكار فحسب، بل تعلمهم أيضًا كيفية القيام بذلك بنجاح في ظل قيود شركتك، في تجربتي، يجب أن يكون أفضل مدربي الابتكار قادرين على القيام بما يلي:

التحدي: يتضمن هذا التحدي لأفكار الأشخاص المكونة مسبقًا حول ما يصلح في سياق الابتكار، وهناك نوعان من مدربي الإبداع السيئيين في هذا الصدد: من يخافون من إبداء ردود فعل سلبية للفرق، ومن يقومون بإبداء ردود فعل سلبية  بطريقة عدوانية للغاية، وفي إطار التدريب على الإبداع والابتكار، يتعين عليك أن تلقي ما يسميه أليكس أوسترالودر "القنابل اليدوية الدبلوماسية"، بمعنى أن تكون ردود فعلك التي تقدمها للفرق ملائمة تمامًا لما يتم تقديمه دون خوف أو إذلال.

التيسير: بعض المدربين يجدون صعوبة في الحفاظ على دور حيادي في الفرق، ومع ذلك، حتى في الوقت الذي قد تواجه فيه الفرق بعض التحديات، لا يجب أن تكون الشخص الذي يخبرهم بما ينبغي عليهم القيام به، بل عليك أن تشجعهم على التفكير في طرق غير متوقعة. فالعمل كمنسق جيد يشكل القوة العظمى لمدرب الابتكار، وإحدى الطرق الفعّالة لذلك أن تطرح الأسئلة الصحيحة في الوقت الصحيح، باستخدام الأسئلة المفتوحة من خلال طرح سيناريو "ماذا سيحدث لو".

تقديم النصائح العملية: فالتدريب على الابتكار لا يتعلق بإلقاء الكلمات التشجيعية، فيمكنك إلهام الفرق دون استخدام الكلمات الرنانة، فما يبحث عنه الأشخاص حقًا هو الأدوات العملية التي يمكنهم استخدامها في حياتهم العملية اليومية، لذا فمن المهم أن يقوم المدربون باختيار وإتقان الأدوات الصحيحة والمناسبة لتصميم نماذج العمل وتقديم القيمة المضافة، كما ينبغي عليهم أيضًا إتقان الأدوات المناسبة لمساعدة الفرق في تحديد الافتراضات واختبار أفكار العمل الخاصة بهم.

الخلاصة

أصبح التدريب على الابتكار عملية مهمة للشركات التي تبني قدرات الابتكار الداخلي الخاصة بها، ولكي يتم التوسع بنجاح، يجب عليك اختيار المدربين المناسبين، ويجب على المدربين التعامل بالشكل الصحيح، ومع وجود هذه القدرات في مكانها فمن المرجح أن تقلل الشركة من اعتمادها على المدربين والخبراء الاستشاريين الخارجيين.

مصدر المقال والصورة

 

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك