تشير التحولات في دعم الشركات الناشئة من "إيتيدا" (ITIDA) إلى أن منظومة الابتكار في مصر تدخل حقبة جديدة من النمو.

أطلق مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال (TIEC)، التابع لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA)، الدورة الـ 47 من برنامج الحاضنة "ستارت آي تي" (Start IT)، ليستقبل مجموعة جديدة من الشركات الناشئة التكنولوجية التي تُعالج بعضًا من أبرز التحديات في مصر بقطاعات الرعاية الصحية، والتعليم، والرياضة، والخدمات اللوجستية، والتجارة الإلكترونية.
يُعد برنامج "ستارت آي تي" جزءًا من مهمة "إيتيدا" الأوسع لتمكين الشباب، وتعزيز الابتكار، وبناء شركات جاهزة للاستثمار انطلاقًا من الأفكار في مراحلها الأولية. ويشير التوسع المستمر للبرنامج إلى تزايد الرغبة في ريادة الأعمال بمصر، خاصة في القطاعات القائمة على التكنولوجيا. لكن بعيدًا عن الاحتفال بالدفعات الجديدة، يبقى السؤال: ما الذي يقوله هذا عن حالة منظومة الشركات الناشئة في مصر، وكيف تتطور لمواكبة المنافسة العالمية؟
لماذا يكتسب هذا أهمية؟
نضجت منظومة ريادة الأعمال في مصر بسرعة على مدار العقد الماضي، مع ارتفاع مطرد في عدد الشركات الناشئة المعتمدة على التكنولوجيا. ومع ذلك، لا تزال فجوات التمويل، ومحدودية الوصول إلى الأسواق، وعدم الكفاءة التشغيلية تُشكل عقبات. وتهدف برامج مثل "ستارت آي تي" إلى سد هذه الفجوات ليس فقط بتقديم رأس المال، بل أيضًا عبر توفير الإرشاد، والبنية التحتية، والآن من خلال منصة "Start IT Perks" الجديدة التي تقدم خصومات للوصول إلى الأدوات والخدمات الرقمية الأساسية.
دفع أكبر لتحقيق التأثير
تضم الدفعة الأخيرة ثماني شركات ناشئة، تتنوع حلولها من التقارير الطبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي (Converse2Note) إلى رقمنة الامتثال الضريبي (eDariba). هذه ليست مجرد أفكار متخصصة؛ بل تعالج أوجه قصور حقيقية في قطاعات حيوية لتنمية مصر. ومن خلال استهداف الرعاية الصحية، والخدمات اللوجستية، والتعليم، تعكس الدفعة تحولًا نحو شركات ناشئة ذات تأثير اجتماعي واقتصادي ملموس.
طموحات في التوسع بدعم مالي أكبر
في خطوة لافتة، زادت "إيتيدا" حزمة الدعم المخصصة لكل شركة ناشئة من 180,000 جنيه مصري إلى 480,000 جنيه مصري، وهو ما يجمع بين المنح المالية والخدمات العينية. كما تضاعف الدعم السحابي من خدمات أمازون ويب (AWS) ليصل إلى 10,000 دولار من الاعتمادات لكل شركة، وهي إشارة إلى أن البنية التحتية الرقمية تُعتبر الآن ضرورية، وليست خيارًا إضافيًا.
أنماط ناشئة في دعم الشركات
يُعد هذا التوسع جزءًا من اتجاه إقليمي أوسع: فالحاضنات والمسرعات تتجه بعيدًا عن نماذج التدريب قصيرة المدى نحو شراكات أعمق وأكثر ثراءً بالموارد، وتستمر عبر مراحل نمو متعددة. ويعكس تضمين "TIEC" لتمكين الذكاء الاصطناعي، وشراكات استقطاب المواهب، والخدمات الاستشارية المتخصصة، إدراكًا بأن المشاريع التكنولوجية تحتاج الآن إلى أكثر من مجرد تمويل أولي للنجاح.
الخلاصة
منظومة الشركات الناشئة في مصر عند نقطة تحول حاسمة. فمع زيادة الدعم المالي، وموارد الحوسبة السحابية، ومبادرات تنمية المواهب، يُقدم برنامج "ستارت آي تي" نفسه كأكثر من مجرد حاضنة للمبتدئين، بل شريك نمو طويل الأجل. والتحدي القادم هو ضمان أن هذه الشركات الناشئة المدعومة بشكل جيد يمكنها التوسع بمرونة في الأسواق المحلية والعالمية، لتحويل دفعة اليوم إلى قادة الصناعة في الغد.
موقع إبداع مصر غير مسؤول عن مضمون التعليقات