أنت هنا

ريادة الأعمال القاهرية: الناس والأسواق (الجزء الأول)

هذا المقال جزء من سلسلة urbaneconomies# والتي تم نشرها بالأصل على موقع  Progss وتم تفويضه بdistrict للعمل الجماعي.

ننظر في  الجزء الرابع والأخير من urbaneconomies# على الدور المزدوج للأسواق والموارد البشرية في نمو ريادة الأعمال التكنولوجية وغير التكنولوجية أيضا باستخدام مجالات النظام البيئي لريادة الأعمال لدانيل ايزنبرج كدليل.

تعتبر مصر سوقا جذاباً لأي تجارة، وذلك لوجود ٩٠ مليون مستهلك محتمل بها، ولكن بالرغم من إمكانياتها الهائلة يجد رواد الأعمال صعوبة في الوصول إلى مساحات كبيرة من السوق.

يرى عثمان أحمد عثمان، رائد الأعمال المصري والمستثمر وإحدى مؤسسي بارليو- Parlio أن إمكانيات السوق في مصر عادة ما يتم المبالغة بها. قال عثمان، "السوق في مصر ليس كبيرا إلى هذا الحد وتعداد السكان ليس بهذا الكبر والناس لا يملكون دخل متاح يمكنهم إنفاقه. يستهدف رجال الأعمال في مصر الشرق الأوسط، وينتهي بهم الأمر بالوقوع في فخ لأنهم يظنون أن الشرق الأوسط  شئ متجانس، ولكنه ليس كذلك. كل بلد تختلف ثقافيا عن غيرها، ولها قوانين وتركيبة سكانية خاصة بها، لذلك يجب عليك أن تحدد استراتيجية لكل بلد وعندها تخسر المقياس الاقتصادي."

أشار آخرون إلى الصعاب التي تخلقها سيطرة الأسواق الغير رسمية وانخفاض الوصول إلى البنوك لرواد الأعمال على الالتزام بالقوانين. قال محمد الصاوي، صاحب The Courtyard  والمدير التنفيذي ل Misr Contracting Company، "عدد رواد الأعمال الذين يختارون طريق السوق الغير رسمي  يعني عدم تواجد معلومات عنهم لذلك لا نعلم إذا كانت مربحة بالفعل أم لا لأنهم لا يدفعون الرسوم والاشتراكات، هذا يصعب المنافسة على الآخرين."

أضاف الصاوي، "القيام بأعمال تجارية في مصر محبط جداً ليس فقط في الشركات الجديدة وبين رواد الأعمال ولكن حتى في الشركات الضخمة. تتنافس يومياً مع شخص يتكلف أقل منك ب10% على الأقل، مما يعني أنهم يحصلون على ربح أكبر. هم يتمكنون من المرور بالنظام أسرع لأنهم لا يجب عليهم أن يلتزموا بالقوانين."

أشار الصاوي إلى أنه بسبب قلة المعلومات يصعب على رواد الأعمال والمستثمرين  تقييم الإمكانيات الحقيقية للسوق في مصر . وضح الصاوي، "يسعى رواد الأعمال إلى الفرص التي يسهل عليهم تنفيذها والتي يملكون مصادر لتنفيذها على عكس التجارات التي تخدم حاجة حقيقية في السوق. هذه التجارات يصعب جدا وجودها وينتج عنها أموال أقل." كما أشار أنه في بعض الأحيان  يجب على الحُماة اختراق السوق في القاهرة، وينتج عنه فرص أكبر  لرواد الأعمال حيث يمكنهم التواصل مع الأشخاص ذات صلة.

وفقا لدينا شريف، المدير التنفيذي وشريك مؤسس في  Ahead of the Curve  وأستاذ مشارك ومدير مركز ريادة الأعمال في الجامعة الأمريكية في القاهرة، فإن أحد الأسباب التي تجعل الكثير من رواد الأعمال يتجهون للتكنولوجيا هي قدرتهم على الدخول في السوق.

اختارت الأمم المتحدة UN Global Compact شريف مؤخرا كرائدة للتنمية المحلية المستدامة، وقد أسست ATC عام ٢٠١٢ لتشجيع ممارسات الإدارة المستدامة ونمو السوق الشامل والإبداع من أجل سلامة المجتمع في العالم العربي بتشجيع رواد الأعمال ومتعددي الجنسيات. وضحت شريف أن سهولة القيام بالأعمال التجارية على الانترنت جذب العديد من رواد الأعمال للتكنولوجيا. قالت شريف، "لا يوجد حواجز في العالم الافتراضي لا أنه لا يوجد حاجة للاتصالات الشخصية ولا يوجد ترخيص. لكن إن أردت بناء مصنع أو مركز اتصالات، يجب أن تحصل على مليون موافقة...لذلك هي نظم ومساحات مختلفة."

ترى شريف إن إنقسام التكنولوجيا وغير التكنولوجيا كبير، وتؤمن أن جميع الأعمال ستصبح تكنولوجية خلال العشر أو عشرين سنة القادمة. كما ترى أن إمكانيات السوق في مصر هائلة، لكن يجب إيجاد طريقة للوصول للمجتمعات المهمشة التي تعتبر "غير موجودة على الخريطة." أضافت شريف، "سنسمع عن شركة متعددة الجنسيات تغادر سوق العمل في مصر إلا إذا كان الأمر له علاقة بأسباب إستراتيجية. المشاكل التي يجب علينا أن نصلحها متعلقة بالقدرة على الوصول للمنتجات في مناطق مختلفة."

في تقرير التنافسية العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2015- ـ2016، جاءت مصر في المركز رقم  ١١٦ من ضمن ١٤٠ دولة. بالرغم من أن عوامل أساسية مثل حجم السوق كان مركزها جيدا، وكان ٥.١ نقاط من ٧ ، إلا أن عوامل أخرى مثل التعليم العالي والتدريب (٣.٢)، كفاءة سوق العمل  (٣.٢) وتطور بيئة الأعمال (٣.٧)  والابتكار (٢.٧) تعكس تحديات كبيرة تواجهها الأعمال التجارية.

ترقبوا الجزء الثاني من المقالة الرابعة في سلسلة اقتصاديات الحضر. هذه المقالة برعاية :    و 

ترجمة : نورا شبل

 

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك