أنت هنا

القاهرة وثقافة ريادة الأعمال الجزء الثالث

تم إعادة نشرهذا المقال من  progrss تحت رعاية The district وهو جزء من سلسلة #إقتصاديات_الحضر.

يضع الخوف من الفشل والقبول الاجتماعي، مع باقي الصعوبات والتحديات، رواد الأعمال في حالة من الإحباط. يجب على رواد الأعمال أن يعافروا طويلاً إن كانوا يريدون أن ينجحوا، وذلك بسبب تأخر الهيكل الأساسي للتواصل والنقل مع غياب المساندة القوية لمتخصصين لخدمات الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم – بدون ذكر القوانين المحيّرة وأحياناً متناقضة. قال محمد الصاوى: "أعتقد أن كل رجال الأعمال ورواد الأعمال سيتفقوا أنك، في مصر، تقضي ٨٠٪ من وقتك في محاربة البيروقراطية و٢٠٪ في الابتكار، مما يقتل روح الابتكار فينا."

بجانب البيروقراطية، يشتكي أغلبية الناس علناً من البنية التحتية للإنترنت. وتَسائل كون دونيل قائلاً: "نحن نتسابق مع العالم في حد أقصى ٤ ميجا في الثانية (سرعة الانترنت) في حين أن أقاربنا في البلاد الأخرى يستخدمون سرعة ٤٠ ميجا في الثانية مما يجعلنا ١٠ مرات أبطئ. وفي آسيا يسبقوننا بـ ٢٠ مرة. إذاً هل يمكننا أن نتسابق معهم؟". قد تم تصنيف مصر المركز الـ ١٥ في ابطأ سرعة انترنت في العالم، والمركز الـ٥٢ من ٦٢ دولة في التسعيرعام ٢٠١٥.

ويعتبر إمكانية الاتصال ليس المشكلة الوحيدة في تحدي البنية التحتية التي يواجهها رواد الأعمال، فالمدن الضخمة المزدحمة تعتبر تحدي آخر لرواد الأعمال بالقاهرة – التي يسكن بها خُمس سكان مصر: يقدرون بـ٢٠ مليون شخص - وكابوس كبير. طبقاً إلى التقرير الذى نشره البنك الدولي في مايو ٢٠١٤ الذى يدرس ازدحام المرور في القاهرة، فإن التكلفة الإقتصادية للازدحام المرورى في العاصمة توصل إلى ٤٧ مليار جنيه مصري، مما يعادل ٣٫٦٪ من إجمالي الناتج المحلي لمصر، إن تم تقسيمهم على سكان القاهرة الذين يُقدرون بـ١٩٫٦ مليون ساكن، ستكون تكلفة الفرد حوالي ٢،٤٠٠ جنيه مصري في العام.  وفي حين أن نيويورك تخسر ١٠ مليار دولار سنوياً بسبب المرور وجاكارتا تخسر ٥ مليار دولار، إلا أن هذه الخسارات تمثل ٠٫٠٧٪ و ٠٫٠٦٪ فقط من إجمالي الناتج المحلي لأمريكا وأندونيسيا.

لعل هذه الأسباب هي التي جعلت معظم رواد الأعمال يتجهوا للتقنية عند بدء مشاريع خاصة بهم، بعيداً عن مشاكل البنية التحتية المُلازمة للتكنولوجيا لكن أصحاب الأعمال التقنية يخوضوا في لوجستيات أقل ويعتمدوا على عناصر خارجية أقل لإنتهاء مشاريعهم. وطبقاً لهاشم الدندراوي، أن يُسر وسهولة الدخول في مجال ريادة الأعمال التقنية يجذب الناس للدخول فيه، شرح هاشم وقال: "إذا قلت لك أن تنشئ شركة لنقل المنتجات من مكان لمكان أخر في الصعيد، ستفكر في كل العقبات التي ستواجهها مثل توفير سيارات للنقل طوال اليوم. لكن إذا قلت لك أن تنشئ تطبيق يجد أول سيارة تمر من الطريق لتنقل المنتجات، ستقول أن هذا شئ بسيط وسهل تطبيقه. لذا فإن البنية التحتية في التحقيق مختلفة."

وهذه هي التحديات التي يجب على رواد الأعمال أن يظهروها وعلى المنظمين أن يعالجوها لكي يكون لريادة الأعمال تأثير إيجابي واضح على حياة الناس. وأضاف الدندراوى: "يجب عليك أن تُحدث عامة الشعب إن كنت تريد التطوير حقاً، وعامة الشعب ليسوا خبراء تقنية. لذلك فإن هذه البلد تحتاج لشخص خبير بتكنولوجيا المعلومات لكي يهيئ البلد لكي تكون في المقدمة ورائد الأعمال الذى سينظر إلى الجانب المادى للإقتصاد.

مجتمع ريادة الأعمال

بالرغم من أن البنية التحتية تؤثر على كل الأعمال بالمساواة، إلا أن هناك بنية تحتية قد نشأت في الـ١٥ عام الماضية خصيصاً لرواد الأعمال والشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم تجمع مجتمع من رواد الأعمال ومن يدعمونهم. وبينما تزداد الفعاليات مثل المؤتمرات والمسابقات وستارت آب ويك أند، تبقى هذه الفعاليات متمركزة حول شباب متعلم من الطبقة الوسطى.

قالت هالة حطاب: "أسمع بعض الناس يقولون أننا مجتمع حب الذات ( ego-system)  بدلاً من مجتمع ريادة الأعمال. نعم، ترى نفس الوجوه في فعاليات مختلفة ولكن ذلك جزئياً لأن نفس الأشخاص يدعون نفس مجموعة الناس ليناقشوا نفس النقاط. هذا يجعل الناس تشعر أننا كتلة واحدة، لكن دعونا ننظر للجانب الإيجابي: نحن ننضج ونتعلم من تجاربنا."

عندما تقارن ترابط مجتمع ريادة الأعمال التقنية بباقي الصناعات، تجد ترابط مجتمع ريادة الأعمال جذاب للغاية. شرح باسم لطفي، رائد الأعمال والمدير التنفيذى للطفي للأحذية، تجربته في صناعة الأحذية التي تعتبر بالنسبة له صناعة تنافسية بدون غرض وبدون بعد نظر. وأضاف: "نحن في سوق لا أحد يساعد الأخر فيه. في مصر، عندما يقع أحد لا يجد من يساعده. هذا لا يحدث في باقي الأسواق."

وأيضاً حتى الذين يعملون في المساحة التقنية يروا أهمية ضم مجموعة أكبر من رواد الأعمال مع بعضهم البعض. قال دونيل: "يمكننا أن نكون قوقعة داخل قوقعة، لكننا لا نريد ذلك." وأضاف "هذه السنة نحن ننظر عن قرب في الإقتصاد المبتكر مثلاَ. المجموعة الثانية التي نخطط لضمها هى التكنولوجيا النظيفة، هؤلاء الأشخاص لديهم تكنولوجيا مستترة ولكن ليست تكنولوجيا عالية المستوى.. هؤلاء الأشخاص سيغيروا العالم."

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك