لماذا أنشأنا مسرعة أعمال خاصة بالشركات الناشئة في الصعيد؟
خلال السنوات الست الماضية، كنا نعمل في مساحة عمل كلاود [Cloud Co-working Space] مع شركات ناشئة عن قرب من المنيا بشكل خاص، والصعيد بشكل عام. المشكلة الرئيسية المتعلقة بالصعيد في ريادة الأعمال أن هناك العديد من الفعاليات والبرامج الخاصة بريادة الأعمال والكثير من الشباب المؤمنين بالفكرة ولكن عندما يبدأون العمل على شركتهم الناشئة، يجدون صعوبة في العثور على هذه البرامج ويجد رائد الأعمال نفسه وحيداً غارقاً في الشك وعدم المعرفة وضعف الإمكانيات والفرص، ومع تكرار الفشل والرفض يصاب بالإحباط ويفقد أمله ويرجع لأصدقائه قائلاً، "إياكم أن تبدؤوا في طريق الشركات الناشئة، إنه وهم."
في الحقيقة، ريادة الأعمال ليست وهم بدليل أن هناك شركات ريادية مؤسسيها من الصعيد، مثل Simplex وهي مثال على الشركات الناشئة التي تحقق نجاحاً ملموساً يوما بعد يوم. ولكن رواد الأعمال الأقل خبرة كما الحال في الصعيد يحتاجون إلى عناية وتوجيه بشكل مركّز وأكبر من رواد الأعمال في القاهرة. من خلال عملنا وحديثنا مع العديد من مؤسسي الشركات الناشئة في المنيا والصعيد توصلنا إلى الأسباب الآتية:
1 - مؤسسوا الشركات الناشئة في المنيا والصعيد بشكل أساسي هم إما طلاب أو حديثي التخرج ممن لا يملكون خبرة عملية كبيرة في صناعة محددة أو في سوق العمل، لكن لديهم حماس كبير وخبرة في العمل التطوّعي أو العمل على ابتكارات تكنولوجية.
2 - هناك الكثير من الشركات الناشئة في مرحلة الفكرة والمنتج الأولي [Minimum Viable Product] بينما لم يصل أي منها لمرحلة توافق المنتج والسوق [Product market fit].
3 - أغلب برامج الشركات الناشئة في الصعيد لا تقدم أي تمويل يذكر، وهناك صعوبات كبيرة للشركات الناشئة في الحصول على التمويل الأولي.
4 - هناك فرص ضئيلة للشركات الناشئة من الصعيد للدخول في مسرعات وحاضنات أعمال في القاهرة التي ينافس عليها الأكثر خبرة. كما أن من الصعب على أغلبهم الاستقرار في القاهرة طوال فترة البرنامج.
5 - لا يحصل أغلب المؤسسين على توجيه مركّز 1:1 بمنهجية صحيحة.
من هنا نجد أنّ ضعف التمويل والحصول على توجيه مركّز ومبني على استراتيجية لين [الشركة الناشئة المرنة -Lean Startup] مع ضعف خبرة المؤسسين في الصعيد مقارنةً بـ قرنائهم في القاهرة، أدى لفشل معظم المشاريع، بالإضافة إلى إحباط المؤسسين وعدم إيمان بعضهم بجدوى إنشاء شركات ناشئة من الأصل.
تم إنشاء مسرّعة أثر للشركات الناشئة من أجل سد الفجوة بين الشركات الناشئة في مرحلة الفكرة، وإعداد رواد الأعمال للوصول إلى مرحلة توافق المنتج والسوق عن طريق توفير تمويل أولي وتوجيه مركّز وتوفير فرص أفضل للنجاح أو الفشل الآمن لهم. الفشل الآمن يعني الفشل بدون خسارة كبيرة من معنوياتهم أو علاقاتهم أو أموالهم، والتعلم من الفشل وإدراك الأخطاء واعتبار هذه التجربة وقوداً لتجارب أخرى أكثر نجاحاً.
إذا كنت جاداً في تأسيس شركتك الناشئة وترغب في الوصول بها لأبعد مدى، قم بالتعرف على مسرعة أعمال أثر وخدماتها والتقديم على هذا الرابط: Athareg.com. نقبل الشركات الناشئة من جميع المراحل قبل مرحلة التوسّع [Scalability].
كل الشكر لشركائنا في البرنامج: المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي [GIZ] وشبكة رواد الأعمال والمستثمرين VFlock وصندوق سند الاستثماري [Sanad].
نقوم الآن بالعمل على إعداد تقرير عن الشركات الناشئة في الصعيد وسنقوم بنشر نتائجه قريباً، تابعونا
موقع إبداع مصر غير مسؤول عن مضمون التعليقات