٢٤ اتجاه بسيط لإنتاج أفكار مبدعة في مكان العمل (الجزء ١/ ٢)
الأفكار الجيدة موجودة، لكننا يجب أن نكون منتبهين لأن الأفكار حولنا في كل مكان فهى تظهر فجأة من اللاشئ. كل شخص لديه الإمكانية أن يكون مُبدع، فالإبداع ليس له علاقة بالذكاء الفطري، لكنه له علاقة بالطريقة التي نعيش ونعمل ونتمتع بها.
إذن ما هو الإبداع؟
الإبداع هو فعل عشوائي بالوعى المفاجئ الذي بالأغلب يُحول الأشياء الخام والبدائية إلى أشياء حقيقية وجميلة وذات قيمة عالية.
الإبداع موجود في كل مكان. تُعرف مُدونة "الإبداع في العمل" الإبداع بأنه فعل تحويل الأفكار الجديدة والخيالية إلى حقيقة. بينما تُعرفه ويكيبيديا بأنه انتاج عقلي جديد ومفيد وأصيل ومقبول اجتماعياً، ويحل مشكلة ما منطقياً.
في حين كتب براين كليج وبول بيرش في كتابهم "إبداع فوري" أن الإبداع مراوغ. يوجد ثلاث جوانب من الإبداع: "الإبداع الفني" الذي يشمل كتابة رواية أو انتاج موسيقى. و"الإبداع الاستكشافي" الذي يشمل استكشاف واختراع منتجات جديدة. وأخيراً "الإبداع الفكاهي" الذي يشمل النظر إلى العالم بطريقة مختلفة. عادةً يستخدم الناس الثلاث جوانب للإبداع في حل المشاكل بطريقة مبدعة.
ما هى التحديات العملية للأفكار المبدعة؟
من الناحية التنظيمية والأعمال، الإبداع ليس مجرد ميزة جيدة أن تكون لدى الشخص، ولكنها في الحقيقة ميزة أساسية بدونها كانت معظم الشركات إنهارت قبل اليوم. بدون الأفكار المبدعة، كان حل المشاكل سيكون صعب وسنظل ننظر لنفس المشكلة كل يوم بدون رؤيتها من وجهة نظر أخرى.
يمكننا أن نقبل بفكرة الاحتياج للإبداع من خلال توظيف بعض الموظفين المبدعين ليخدموا احتياجنا للإبداع. هذا حل جيد، لكن ما نفتقده هو أن نحل تحديات العمل بأفكارنا الخاصة المبدعة. من الممكن أننا لا نعلم أن أفكارنا هي الأفضل وأننا نعلم مشاكلنا وتحدياتنا أفضل من أى موظف مدفوع له لكى يبدع في الحلول.
لدينا جميعاً إمكانية الإبداع لكننا غير واعون بها فبالتالي لا نستخدمها. وبعض الناس أيضاً قمعوها، وهناك أسباب كثيرة أدت لهذا منها أننا لسنا في مزاج جيد، أو أن الوقت غير مناسب، أو الطريقة التي تعلمنا بها. نعلم أن نظام التعليم الحالي يركز على إيجاد الإجابة الصحيحة والنموذجية بدلاً من ابتكار حلول مبدعة.
قد يلاحظ العديد من الناس أن النظام التعليمي يعتمد على الحفظ، تجبرنا الإمتحانات على أن نكتب الإجابات التي يريدها المصححون بدلاً من كتابة إجابات مبدعة أو ابتكار حلول مبدعة للمشاكل. وحتى فى الشركات، يكون التركيز على الحلول السريعة ولا يوجد فرصة للفشل. بالرغم من أننا نتعلم فقط من خلال فشلنا. يجب أن لا يهمنا الفشل لأننا سنحقق الإبداع فقط ، إذا واجهنا الفشل ويجب أن يُمنح الجميع فرصة للتعبير والمشاركة، ويجب أن لا نسخر من الفشل.
ومن الأسباب الأخرى لعدم الإبداع هى الأسباب النفسية التي تشمل أن يكون لدى الشخص رؤية نفقية أى لا يستطيع أن يرى غير ما يفعله الآن أو أن يكون لديه نظرة ضيقة للأشياء أو أيضاً عدم وجود إلهام.
طرق عملية لتبني حلول لتحديات العمل
الطرق المذكورة هنا ستأخذك من وجهة نظر مثبتة لتجبرك على فعل شئ لن تفعله إلا بهذه الطريقة. يمكن أن تكون هذه الطريقة غير مريحة في البداية، لكنها تقودك ببطئ إلى طريق انتاج أفكار مبدعة.
من الطبيعي أن تأتي بأفكار مختلفة وجديدة عندما تتبع هذه الطرق. يمكن إعتبارها فرصة للنظر لتحديات العمل من منظور جديد ومن إطار مختلف للعقل.
الطريقة العملية الأولى: اسأل السؤال "ما هى تحديات العمل؟"
هنا يجب أن تفكر بالمشاكل التي تواجههك في مكان عملك الحالي. انتاج أفكار مبدعة هى عملية من خطوتين يدوروا حول اكتشاف المشكلة وحدك وأخذ المساعدة من المجموعة. كفرد، تأتي بفكرة تقريبية أولية ثم تطور وتجمل هذه الفكرة مع المجموعة أو الفريق.
دعونا نفكر في طرق عملية لسؤال "ما هى تحديات العمل؟"، لكى نأتي بمجموعة مناسبة من المتطلبات. داخلياً، يمكن أن نكون لا نعلم ماذا نحتاج أو يكون السؤال غير واضح في البداية. لكن بعد مجموعة من أسئلة "كيف"، تبدأ الأمور توضح أكثر.
١- مسارات جديدة
تستخدم هذه الطريقة لإيجاد التحدي الحقيقي في العمل أو المشكلة الكامنة وراء بيان المشكلة. نحتاج أن نظل نسأل سؤال "لماذا" في كل مرة يستخدم أحد سؤال "كيف". نحن نستمر بالسؤال "لماذا" لفترة حتى نصل إلى موقف يتحول فيه كل سؤال ب"لماذا" إلى سؤال ب"كيف".
٢- محفزات الحدث
ننتج سلسلة عشوائية من المحفزات في شكل فكرة متصلة، منتج أو خدمة. وبعد ذلك نستخدم هذه السلسلة لإنتاج مجموعة من الأفكار المبدعة.
نبدأ بالوضع الحالي والتحديات الحالية في العمل، وبعدها نشن سلسلة من الفعاليات في شكل فكرة مترابطة أو منتج متصل بالمشكلة الأصلية بشكل أو بأخر. نتوقف عندما نشعر أن محفزات الحدث جعلتنا نفكر في أفكار جديدة مبدعة.
٣- لا يؤخذ أى إجراء
ماذا يحدث عندما لا تتخذ أى إجراء؟ فقط كن ثابت. يوجد في الأغلب نتيجتين: أولاً، سيكون لديك فكرة أوضح وأفضل لفوائد عدم إتخاذ أى إجرائات، وستكون هذه الفوائد إشارات توصلك للأفكار المبدعة. ثانياً، ستعرف أيضاٌ الصعوبات التي ستواجهك لعدم اتخاذ أى إجرائات.
٤- ثلاث لوحات
علق ثلاث لوحات على الحائط: في أول لوحة، اذكر موجز عن الوضع الحالي. وفي اللوحة الثانية، اذكر العقبات التي ستواجههك لتحقيق أهدافك. وفي اللوحة الأخيرة، اذكر أين تريد أن تكون. ستلاحظ حين تكتب العقبات أن معظمها يمكن تحويلها لسؤال "كيف" وحلها بهذا السؤال.
٥- قراءة مقالات وقصص
يجب أن نظل نقرأ قصص ومقالات لم نقرئها من قبل من حين إلى أخر. يجب أيضاً أن نكون واعين أننا نتبع هذه الطريقة بالحفاظ على المشكلة الأساسية في عقلنا الباطن، عندما نعود للنظر للوضع الحالي والتحديات الحالية سنجد نور يضئ في عقلنا مختلف تماماً وسنتفاجئ أننا لم نفكر بهذا الحل من قبل.
٦- تمشى قليلاً
تمشى قليلاً في المنتزه وعُد وانظر للتحدى مرة أخرى: ستلاحظ شئ مختلف هذه المرة.
٧- انظر من أعين الآخرين
امضي بعض الوقت في ملاحظة الهرم التنظيمي لمؤسستك حيث يعمل الناس في أدوار مختلفة ورتبات مختلفة. يمكنك أن تبدأ بالنظر لمشكلتك من عين المدير أو تسأل نفسك: "كيف سينظر المدير التنفيذي للشركة لهذا التحدي؟" ثم اسأل نفس السؤال لترى التحدي من عين كل رتبة في الشركة بدايةً من المدير التنفيذي إلى الموظفين في أصغر المناصب.
٨- المواعيد النهائية
في العموم، عندما يكون هناك مواعيد نهائية، ننظر للمشكلة بطريقة مختلفة. من الجيد أن نضع موعد نهائي لحل المشكلة ونراه أمامنا في خلال شهور أو أسابيع أو أيام.
٩- ضع في الإعتبار سيناريوهات "ماذا لو"
ضع في اعتبارك سيناريوهات مختلفة تجعل للمشكلة إفتراض أخر. اسأل نفسك أسئلة "ماذا لو" لكى تنتج تصريحات ب "كيف". على سبيل المثال، اسأل نفسك "ماذا لو حدثت حرب؟" و كيف سترى المشكلة حينها.
١٠- إذهب أبعد عن الطبيعي
إبحث عن سيناريوهات بعيدة عن الطبيعي أو مبالغ فيها. بدلاً من تحسين الوضع بنسبة ١٠-٢٠٪، فكر كيف تحسنه بنسبة ٧٠-٨٠٪، حينها سترى المشكلة بطريقة مختلفة.
١١- موارد ضخمة تحت تصرفك كهدية
تخيل ماذا كنت ستفعل إذا تم إهدائك موارد ضخمة لتكون تحت تصرفك لحل المشكلة. كيف كنت سترى المشكلة؟ كيف كنت ستوجه فريقك لينجزوا عملهم؟ ما العمل الذي عليهم فعله؟ ماذا تتعلم من هذا الموقف؟ هذه بعض السيناريوهات لتساعدك أن ترى المشكلة في ضوء جديد.
١٢- تحدث عن عيوب أفضل منتج أو خدمة لديك
جد عيوب وأخطاء أفضل منتجاتك وخدماتك في السوق. بهذه الطريقة سينتهي بك الحال بأفكار مفيدة للتحسين والتطوير وسترى المشكلة من ضوء جديد.
انتظر الجزء الثاني من المقال لتتعرف على طرق عملية أخرى لإنتاج أفكار مبدعة.
موقع إبداع مصر غير مسؤول عن مضمون التعليقات