ما الذي يمكن لشباب المبتكرين ورواد الأعمال تقديمه لمجال الرعاية الصحية؟
على مدار سنين حياتك، لابد أنك قابلت جميع أنواع المشكلات مع نظام الرعاية الصحية. من ضمنها العثور على طبيب بارع في نفس حيّك، أو الحصول على خدمة طواريْ جيدة. أضف إلى ذلك أنه لا مستشفى تزورها أبدًا تحتفظ بأي من سجلاتك الطبية، لدرجة تدفعك لحمل ملف ضخم يحوي كل نتائج تحاليل الدم، والروشتات الطبية وتقارير الأشعة التي تخصك منذ كنت في الثانوية!.
لا زالت الرعاية الصحية في آخر السباق
لا ننكر أن الرعاية الصحية قد تطورت كثيرًا منذ الأيام التي كان أطباء الإرساليات يجوبون القرى ويساعدون المحتاجين. لكن بينما أحدث الإنترنت ثورة في العديد من الصناعات، ظلت الرعاية الصحية بطيئة ومتأخرة في اللحاق بهذا الركب.
توماس جيتز مؤلف كتاب "شجرة القرارات: التحكم في صحتك في عصر الطب الشخصي" يقول: "الرعاية الصحية ليست مشكلة في العلوم، لكنها مشكلة في المعلومات". فبينما يتم تسجيل المزيد والمزيد من الأشخاص في نظم الرعاية الصحية حول العالم، أصبحت متابعة سجلاتهم، وإدارة معلومات التأمين الصحي، وتوصيلهم بمقدمي الخدمات الصحية تحديًا ضخمًا يمكن للإنترنت أن تصنع فيه المعجزات.
ما الذي يمكن أن تقدمه الإنترنت للرعاية الصحية؟
من بين 7 بلايين شخص على الكوكب، يمتلك 6 بلايين منهم هواتف محمولة. تتوقع إنتل أن يرتفع عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت إلى 200 بليون جهاز بحلول عام 2020.
"لابد أن نستغل حقيقة أن المزيد والمزيد من الناس يتبنون أسلوب حياة رقمي، هناك قطاعات متنامية من سكان البلاد النامية صاروا يستخدمون الهواتف المحمولة" كما تقول د. منى جاسميان من كلية الملك بلندن في حديث لها مؤخرًا عن الرعاية الصحية الذكية.
ونتيجة لذلك، بدأ صناع التكنولوجيا ومطوريها يركزون على استخدام الإنترنت لجلب خدمات الرعاية الصحية قريبًا من الناس. عبر بناء سجلات طبية إلكترونية، وتوفير تطبيقات للهواتف المحمولة يمكن لمستخدميها متابعة صحتهم من خلالها وذلك من أجل زيادة الوعي الصحي بين الناس.
ما هو موقف الشرق الأوسط من كل هذا؟
يواجه الشرق الأوسط العديد من التحديات في مجال الصحة، تتشمن نقص المعلومات المتاحة للعامة بالعربية على الإنترنت، ونقص الأطباء في بعض المناطق، ووجود الكثير من المحاذير الاجتماعية حول بعض التخصصات الطبية.
وبالتالي فإن كثيرًا من رواد الأعمال الشرق الأوسطيين يحاولون إيجاد حلول تكنولوجية لجعل الرعاية الصحية أكثر سهولة في الوصول إليها.
فمثلًأ؛ قبل أن تزور الطبيب يمكنك أن تجد معلومات طبية موثوقة المصادر عن الأعراض التي تشعر بها، على مواقع مثل الطبي و ويب طب. وإذا كنت بحاجة لإيجاد طبيب في تخصص بعينه بالقرب منك، فيمكنك التوجه لمواقع مثل فيزيتا واكشف.
إذا كنت تبحث عن رأي طبي آخر بخصوص حالتك، فإن مواقع مثل AlemHealth و Clinical Fellows تمنحك القدرة على التواصل مع أطباء محترفين حول العالم في مختلف التخصصات، لتحصل على استشارات طبية عبر الإنترنت بسهولة أكثر وتكلفة أقل.
يمكنك حتى طلب الدواء عبر الإنترنت من مواقع مثل أجزخانة، والتي تسمح لعدة صيدليات محلية بعرض مخزونها من الدواء للعملاء على الموقع.
ما الذي يمكن للمبتكرين ورواد الأعمال المصريين تقديمه في هذا الصدد؟
عندما زار فريق إبداع مصر يوم الهندسة المصري لعام 2015 لفت أنظارنا أن تطبيقات الرعاية الصحية قد نالت اهتمامًا خاصًأ ذلك العام. ضم معرض يوم الهندسة المصري عدة مشروعات تتضمن تطبيقات طبية للتكنولوجيا، لكن التطبيقين الآتيين لفتا أنظارنا لأنهما عالجا مشكلتين أساسيتين تواجههما الرعاية الصحية في مصر: إدارة المعلومات وندرة الموارد.
"ريسكوبيا Rescupia" -الذي تمت تسميته بجمع كلمتي يوتوبيا وكلمة إنقاذ بالإنجليزية Rescue- هو تطبيق للهاتف المحمول طوره فريق من المهندسين الشباب بجامعة حلوان. كما شرح لنا قائد الفريق أحمد جاب الله؛ يقوم التطبيق باستشعار حوادث السيارات أوتوماتيكيًا عبر مستشعرات بداخل هاتف السائق أو أحد الركاب، ومن ثم يقوم بتنبيه السلطات المختصة وأقاربه المسجلين على الهاتف بمكان الحادثة بالإضافة لسجلات صاحب الهاتف الطبية والتي قد يفيد الأطباء معرفتها. استطاع "ريسكوبيا" الفوز بجائزة أحسن مشروع في مجال هندسة البرمجيات.
"لايف سيفيورLife saviour" هو فريق آخر من جامعة حلوان، طوروا تطبيقًا للأندرويد يمكن للمستخدم تسجيل تاريخه الطبي وفصيلة دمه ليمكن الحصول عليها لاحقًا باستخدام بصمات اصبعه في حالة الطواريء. وقد اتخذ الفريق خطوات جادة بشأن تسويق مشروعهم.
التغيير أمر حتمي
من الواضح أن الإنترنت قد أحدثت ثورة في الطريقة التي نتعامل بها مع الحياة بشكل عام، والرعاية الصحية بشكل خاص. وإن هي إلا مسألة وقت قبل أن يلحق رواد الأعمال الإقليميين بغيرهم على مستوى العالم في مجال الصحة. في رأيك، ما الذي يمكن للمبتكرين ورواد الأعمال الشباب فعله ليصبحوا من كبار اللاعبين في هذا المجال؟
موقع إبداع مصر غير مسؤول عن مضمون التعليقات