أنت هنا

مؤسس بيجونلي، فريدريك هيوستن: مبدع غير متوقع

منذ 8 سنوات أسبوعين

مصدر هذه الصورة: Designswan

تم اعادة نشر هذه المقالة من  Innovation Excellence

أتيحت لي الفرصة لأقابل فريدريك هيوستن في مؤتمر كولليجن في لاس ڤيجاس. وفي خلال مناسبة امتلأت بالكثير من الشركات الناشئة العالمية والمتحدثين والمستثمرين، أحد أكثر الحضور إبداعًا في القاعة كان من أحد أغرب الاماكن على الإطلاق.

هيوستن هو رائد أعمال ومؤسس شركة بيجونلي، وهي شركة ناشئة ورائده في مجال الاتصالات الصوتية عبر بروتوكولات الإنترنت. ليس مستغربًا أن بيجونلي حصلت على تمويل مقداره ثلاثة ملايين دولار وانضمت مؤخرًا إلى برنامج واي كومبيناتور المرموق. لكن غير العادي بالمرة هو أن هيوستن دخل السجن الفيدرالي لقضاء عقوبة مدتها 4 سنوات بتهمة تهريب المخدرات.

منتجات بيجونلي تخدم نزلاء السجون، وعائلاتهم وأحبائهم. خدمة "تليبيجون" تخفض من تكلفة المكالمات الهاتفية في السجن بشكل كبير، كما تجعل "فوتوبيجون" من السهل إرسال صور مطبوعة للسجناء بنفس جودة محلات التصوير من هاتفك مباشرة.

لم نكن نتوقع أن نقابل هيوستن ونسمع عن نجاحه، ولكن لا ينبغي أن تكون تلك مفاجأة. قال لنا:  الناس في السجن "على دراية جيدة بريادة الأعمال". وأضاف: "إنهم يفهمون أساسيات الأعمال. وكيفية شراء المنتجات وكيفية بيعها". في الواقع، لاحظ هيوستن أن السجون هي تجمع طبيعي لرواد الأعمال الذين يمارسون أعمالًا تشبه إلى حد كبير الأعمال الأخرى كما في مثال بيع المخدرات في حالة هيوستن. الفارق الوحيد هو أن النشاط في حالة هيوستن كان خاطئًا. "لقد حصلت على المنتج الخطأ ، وكان الهدف خاطئًا، ولكن إذا استطعت أن تطبق نفس الدافع والمبادئ الأساسية لهدف إيجابي فسيكون لديك مشروع قابل للتطبيق".

قدمت قصة نجاح هيوستن أيضًا العديد من دروس الابتكار التي يمكن أن تنطبق على أي مشروع:

التركيز

كان لدى هيوستن الكثير من الوقت في السجن لكن كان لابد من أن يكون منظمًا ليفكر في التطورات الجديدة. قال هيوستن "كان المخرج لإبداعي بالنسبة لي هو انتاج الأفكار". ولكي يصقل مهاراته ويمضي الوقت، كان يجد المشكلات ثم يفكر في سبل لحلها. وشجع الآخرين على التركيز وإيجاد الوقت للتفكير بكل بساطة. وبذلك غادر هيوستن السجن ومعه "كومة من خطط الأعمال" بناء على الوقت الذي قضاه في حل المشكلات.

شارك أفكارك

قال هيوستن: "السجن هو انعكاس للخارج، ولكن على نطاق ضيق". يميل السجناء للانجذاب إلى الأشخاص الذين يفكرون مثلهم. وقد استفاد هيوستن من المجموعة التي كانت تتوق للتعلم. كانت لديه القدرة على إخراج الأفكار من "جميع أنواع الناس". كان هناك ذوي الياقات البيضاء الذين كانوا خبراء في التجارة، وآخرون لديهم خبرة بالتأمين والعديد من التجارب المختلفة في ادارة الأعمال التجارية. كان هيوستن قادرًا على خلق "بيئة قوية" سمحت له بصقل أفكاره. ما نوعية الناس الذين تتشارك أفكارك معهم؟ هل تقابل باستمرار أشخاصًا يشابهونك في الأفكار؟ هل تحتوي  تلك المجموعة على تشكيلة متنوعة من التخصصات والخلفيات الصناعية؟ كل من يريد أن يكون مبتكرًا ينبغي أن يخلق لنفسه هذا النوع من الفرص.

كل السجناء يريدون التواصل مع أحبائهم، ولكن هناك شركتان فقط تتعاملان مع الغالبية العظمى من الاتصالات داخل وخارج السجون لأن الرسائل لا بد من فحصها بعناية. وهذا يعني أن السجناء كان يتم استغلالهم بينما هم أصلًا ضعفاء وغالبًا من أصحاب الدخل المنخفض. في السجن يمكن لثلاثمائة دقيقة أن تكلف السجين ما يصل الى 70 دولارًا. فهم هيوستن هذه النقطة المؤلمة لأنه جربها. لذا عليك أن تلتفت إلى مشكلات الحياة اليومية مثلما حلت بيجونلي مشكلة "لم يكن يتصور أحد وجودها". فكر: ما هي المناطق المحرومة الأخرى التي قد حان الوقت لإيجاد حلول جديدة لها؟

إن خلفيتك هي ما تؤهلك

"المشاكل التي نحلها، لا يمكن أن يحلها الناس في سليكون فالي". كانت خلفية هيوستن في السجن هي ما أهله بشكل فريد لبناء مشروع تجاري لم يفهمه غيره. ما الذي أنت مؤهل بشكل فريد لتقدمه للعالم؟ كلنا لدينا خلفيات متباينة وتجارب ومهارات مختلفة. وكثير منا مثل فريدريك هاتسون، كل شخص قادرعلى أن يكون خبيرًا فريدًا من نوعه من أجل حل مشكلة ما في العالم.

مشاكل، وليس اتجاهات

يقول هيوستن :"لا تتبع الاتجاهات، ولكن اتبع المشاكل". "ركزت بيجونلي على المشكلة الحقيقية التي فهمها هيوستن وكان قادرًا على حلها. هناك "قيمة في أن تذهب حيث لا يذهب الآخرون" وأن تعمل على شيء "لا أحد غيرك يهتم به".

ركز على المستهلك

يسعى هيوستن جاهدًا ليحفظ تركيز بيجونلي على زبائنها. "لدينا الآلاف من الناس الذين يحتاجون إلى منتجاتنا ويعتمدون علينا يوميًا.  نريد أن نركز على احتياجات عملائنا وأسرهم وأحبائهم. " القيمة الحقيقية تكمن في فهم متطلبات العملاء بشكل أفضل من أي شخص آخر".

ربح جيد

بيجونلي بالطبع شركة تركز على مشكلة اجتماعية بقدر ما تركزعلى الربح، ولكن هيوستن لم يتساءل أبدًا عن وضع الشركة كمنظمة تهدف للربح. "الربح وفعل الخير فكرتان غير متعارضتين. يمكنك إحداث تأثير كبير وتقديم ما يحتاجه المستخدم بينما تتبع نموذج عمل يسعى للربح".

العملاء أهم

بسبب نجاح بيجونلي،غالبًا ما يسأل الناس هيوستن عن الطريقة التي أقنع بها المستثمرين بدعم أفكاره. "إن أسهل طريقة لإقناع شخص ما بما تقوم به من عمل هو أن يكون هناك زبائن مستعدون للدفع"  وهذا درس قيم لكل من الشركات الناشئة والشركات التي تعمل منذ مدة طويلة. إذا قدمت حلولاً حقيقية لتلبية الاحتياجات غير الملباة في السوق، فسيأتي الدعم عاجلًا أم آجلًا. 
فريدريك هيوستن ليس بالمبتكر المعتاد. إذ أنه لم يتبع الاتجاهات الحالية، ولكنه بدلاً من ذلك اختار أن يحل مشكلة عاشها عن قرب وعرف أن غيره لم يحاول حلها بشكل كاف. لم يركز على جمع الأموال، ولكن ركز بدلًا من ذلك على تقديم أفضل المنتجات لزبائنه. لم يكن لديه نفس الخلفية كرواد الأعمال الآخرين في مجال التكنولوجيا، لكن هذا هو ما مكنه من حل المشاكل المختلفة التي لم يحلها غيره.

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك