كواليس شركة 'وظف': من البداية إلى تمويل بقيمة 1.7 مليون دولار(1-2)
شركة ناشئة مصرية تسيطر على سوق التوظيف المصري عبر الإنترنت. كانت بدايتها الرسمية شاقة وقت ثورة 25 يناير عام 2011، عندما أوقفت أغلب الشركات تعيين موظفين جدد وسرحت العديد من العاملين بها، ثم كان أن استطاعت وظف الانضمام إلى أكبر برامج تسريع الأعمال العالمية في (500 ستارتبس 500 startups). أمير شريف يتحدث إلى إبداع مصر عما فعله ليجمع هذا التمويل لشركته، وكيف يمكن لرواد الأعمال المصريين أن يبدأوا رحلتهم للحصول على التمويل اللازم لهم.
باختصار، لماذا أنشأت (وظف) من البداية؟
رأينا فرصة فانتهزناها. لم يكن هناك قناة واحدة في مصر نجحت في توصيل من يبحثون عن عمل بالشركات. كان سوق العمل مفككَا بين العديد من المواقع الصغيرة على الإنترنت والجرائد المطبوعة. دائمًا ما يشتكي أصحاب العمل من أنهم لا يجدون موظفين ذوي كفاءة، بينما يشتكي الخريجون والباحثون عن عمل من ندرة الوظائف. أضف إلى هذا أن الوصول للإنترنت أصبح سهلًا لدى الجميع في مصر. حتى أن عدد مستخدمي الإنترنت في مصر قد تضاعف خلال السنوات الخمس الماضية منذ أنشأنا (بشر سوفت) الشركة التي تدير (وظف).
ماهي أكبر عقبة واجهت (وظف) وكيف تغلبتم عليها؟
مبدئيًا كان مقررًا لنا أن نطلق موقعنا قبل ثورة 25 يناير بأسبوع واحد فقط. تخيل أن تطلق منصة لخدمات التوظيف عبر الإنترنت، ثم لا يمر أسبوع حتى نقطع خدمات الإنترنت لأسابيع، وتوقف معظم الشركات تعيين أي موظفين تمامًا. بدأت السيولة المالية لدينا تنفذ، وكان علينا أن نشد الأحزمة كما يقولون وأن نعمل بأقل التكاليف لمدة شهور. اتجهنا لتقديم الاستشارات وتطوير البرمجيات حسب الطلب فقط لنجلب بعض الأموال ونستمر في العمل حتى يمكننا إعادة إطلاق موقعنا في منتصف 2012.
خلال سنتي 2012 و2013، بالكاد توفرت لدينا أي سيولة لندفع الإيجار ومرتبات الموظفين. صار علينا تقليل العمالة بشكل كبير. لكن الشيء الجيد أننا اضطررنا لأن ندير العمليات بأقصى كفاءة ممكنة حتى نستمر. وهو ما أثبت فائدة ضخمة فيما بعد، لأن كفاءة العمليات صارت جزءًا من عقيدتنا وتركيبة جيناتنا. استطعنا النجاة في وضع شد الحزام هذا حتى صار لدينا تدفق أموال إيجابي وعندها فقط بدأ المستثمرون في الاهتمام بالاستثمار لدينا.
ماهو أكبر إنجاز لـ(وظف) تفخر به حتى الآن؟
بفضل الله ثم بفضل كل من دعمونا والفريق الذي يعمل وراء الشركة، حققنا الكثير من الإنجازات على مر الأعوام. لكن أكبر إنجازاتنا كان:
1- توظيف أكثر من 50 ألف شخص في أكثر من 4000 شركة في مصر.
2- أصبحنا أول شركة ناشئة مصرية تنضم إلى (500 ستارتبس) وهي شركة عالمية في مجال تمويل مراحل الاستثمار الأولى وتسريع الشركات الناشئة مقرها في سيليكون ڤالي، كان ذلك في يناير 2014.
3- تمكنّا من الحصول على أكبر تمويل حصلت عليه شركة ناشئة مصرية تعمل عبر الإنترنت من شركات أوروبية وأمريكية، وليس من شركات إقليمية فحسب. وكان إعلان حصولنا على هذا التمويل هو أول خبر إيجابي عن التكنولوجيا المصرية على موقع (تيك كرانش) منذ أربعة أعوام.
هناك عمالقة تحتل مساحة كبيرة في سوق التوظيف، وحتى على المستوى المحلي هناك العديد من المنصات المنافسة، فما الذي يجعل (وظف) أكثر تميزًا عن غيرها؟
أتفق معك أن ساحة التوظيف العالمية مزدحمة للغاية، سواء على المستوى العالمي والإقليمي والدولي. هناك أكثر من 100 ألف موقع للوظائف في العالم. لكن ما يجعلنا بارزين وسط هؤلاء هو أننا نقدم منتجًا أفضل من معظم ما تقدمه مواقع التوظيف الأخرى، بموقع سهل الاستخدام يعمل وفق خوارزميات تضمن أفضل توفيق بين الشركات والموظفين.
بالإضافة لذلك فإننا نوفر خدمة عملاء هي الأفضل بين كل الشركات. الشركات العالمية والإقليمية الكبرى ليست متغلغلة كفاية محليًا كي يمكنها أن تخدم احتياجات العملاء في مصر. كما أن فريقنا يتمتع بشغف شديد تجاه مساعدة الناس في الوصول للوظائف. قد لا نكون اخترعنا التوظيف عبر الإنترنت –الفكرة ظهرت في السوق منذ 20 عامًا- لذا ليس هناك شيء كبير بعينه يميزنا عن غيرنا، لكنهم كما يقولون؛ الشيطان يكمن في التفاصيل –تفاصيل المنتج وتنفيذه-.
كيف استطاعت (وظف) الانضمام لـ(500 ستارتبس)؟
بدأنا بأن قدمنا في جولة التقديم السابعة لمسرعات الأعمال لديهم وتم رفضنا. بعد ذلك ببضعة شهور، تمكنت بمساعدة (كون أودونل) أحد مستثمرينا الملائكيين، من السفر إلى عمان وعرض نموذجنا أمام عدة مستثمرين أمريكيين وسط عدة شركات ناشئة من مصر. لم أكن متحمسًا للذهاب، فقد كنت عرضت نموذجنا مسبقًا على أكثر من 100 مستثمر من كل أنحاء مصر والمنطقة. شجعني الكثيرون على الذهاب والمحاولة، لكن لم يكن لدي الكثير من الأمل.
هناك، قابلت مؤسس (500 ستارتبس) (ديف ماكلير)، وهو أحد أنشط المستثمرين العالميين إذ وضع استثماراته في 1000 شركة ناشئة حتى الآن. أعجبه ما قدمت، وكان أكثر ما أعجبه أننا استطعنا النجاة وسط كل العقبات الصعبة التي واجهناها بل وتمكننا من تحقيق دخل إيجابي ونمو سريع. شجعني على التقديم ثانية في برنامج مسرعات الأعمال لديهم، وتم قبولنا بعد أن وضعونا على قائمة الانتظار. كانوا مترديين للغاية بالطبع لأننا كنا الشركة الناشئة المصرية الأولى التي تنضم لبرنامجهم حتى ذلك الحين.
فباختصار، كنا محظوظين، لكن لا تنس أيضًا أن كل منا يصنع حظه بالمثابرة والعمل الجاد.
يمكنك قراءة الجزء الثاني من مقابلة أمير هنا
موقع إبداع مصر غير مسؤول عن مضمون التعليقات