أنت هنا

كواليس شركة "وظف"؛ ماذا بعد سيليكون ڤالي؟ (2-2)

منذ 9 سنوات شهر واحد

يمكنك قراءة الجزء الأول من مقابلة أمير هنا

 

صف لنا الرحلة التي مرت بها وظف حتى تصل لتمويل 1.7 مليون دولار؟ وما هو في رأيك أكبر عوامل النجاح في رحلتكم حتى الآن؟

بعد انضمامنا لبرنامج تسريع الأعمال لدى (500 ستارتبس)، قرروا أن يعيدوا الاستثمار في شركتنا مع العديد من أشهر المستثمرين الملائكيين من مصر والولايات المتحدة. وفي عام 2014 زادت أرقامنا وأرباحنا بأربعة أضعاف. كان لدينا فريق قوي شديد الشغف يعمل على نمو الشركة، وتمكننا من تعيين بعض أكفأ الموظفين عالميًا لمساعدتنا على زيادة حجم أعمالنا أكثر وجلب المزيد من التمويل.

بدأنا جمع الأموال للجولة الأولى في يونيو 2014 وأغلقناها بعد ذلك بأكثر من سنة. كنا لا نزال نتلقى رفضًا من كثير من المستثمرين الإقليميين. لكن المستثمرين العالميين كانوا الأكثر اهتمامًا بما نفعل، بالذات لأنهم يركزون على الأسواق الناشئة، وقد رأوا فرصة عظيمة في مصر كسوق ذات إمكانية كبيرة للنمو. فجأة صار لدينا عدة عروض من مستثمرين مختلفين. واستغرقنا الأمر 6 شهور لنغلق الجولة، بدءًا بالمحادثات المبدئية مع المستثمرين مرورًا بكراسة الشروط وتقصي المتطلبات وحتى توقيع الاتفاقيات النهائية.
ساعدنا كثيرًا حصولنا على استثمارات سابقة من (500 ستارتبس)، لأنه وضعنا على الخريطة العالمية ليرانا المستثمرون. معظم من أرسل لنا عروضًا من المستثمرين كانوا هم من تقربوا منا وليس العكس.

في النهاية، كنا محظوظين للغاية أن حظينا بمستثمرين أقوياء لهذه الجولة. كل من المستثمرين الثلاثة الرئيسيين: (فوستوك نيو فينتشرز - Vostok New Ventures)، (بيتون كابيتال - Piton Capital)، و(500 ستارتبس)، كل منهم كان لديه شركة ناشئة بقيمة أكثر من بليون دولار في ملفاته، وهو أمر شديد الندرة.
باختصار، أن تؤسس شركة ناشئة وتجمع لها تمويلًا يعد ماراثون مرهقًا للغاية أكثر منه قفزة تقفزها مرة واحدة.

ما هي الخطوة القادمة بالنسبة لوظف؟

أن نزداد نموًا. ونساعد المزيد من الناس في إيجاد وظائف. هدفنا أن نساعد في توظيف مليون شخص بحلول عام 2020.

ماهي خطط وظف المستقبلية للسيطرة على سوق التوظيف في الشرق الأوسط؟

نسعى لأن نسيطر تمامًا على سوق التوظيف في مصر ومن ثم نتوسع للأسواق الإقليمية. ولا أعني بكلمة "إقليمية" منطقة الخليج فقط، بل أفريقيا كذلك. نحاول أن ننمو بشكل سريع، بأن ننتهز الفرص فور أن نراها، وحيثما نجدها.

هل تسعى في وقت ما لبيع الشركة أو طرح أسهمها للعرض العام؟ وإذا كنتم بصدد أن تصبحوا جزءًا من أي شركة عالمية أخرى فأي شركة ستكون ولماذا؟

المشروعات الجيدة تركز على النمو وخلق قيمة لدى الناس، وليس أن تباع. في سيليكون ڤالي لا يسأل المستثمرون أبدًا الشركات الناشئة في المراحل الأولى عن خططهم لبيع الشركة كما يحدث هنا في مصر.
أنا أؤمن أننا إذا ركزنا فقط على بناء شركة حقيقية ناجحة فإن النجاح سيحدث حتما. وحتى ذلك الحين، سنظل نعمل على نمو الشركة أكثر وأكثر. أما بالنسبة للشركات الناشئة على مستوى العالم، فأنا شخصيًا يعجبني الكثير منهم، لكنني لم أفكر أبدًا أن نصبح جزءًا من أيهم. كمؤسس ومدير تنفيذي لابد أن أبقي تركيزي على ما هو بين يدي. ولا شيء آخر يهمني أكثر مما أفعله حاليًا.

إذا كانت لديك نصيحة تقدمها لرواد الأعمال الشباب الطامحين لبدء مشروعات في مصر هذه الأيام، فأي المجالات تنصحهم بخوضها؟

مجال التكنولوجيا والإنترنت. حتمًا أنصح رواد الأعمال بالتركيز على استغلال البرمجيات كخدمات (SaaS)، للمشروعات الصغيرة أو منصات السوق. إذا ركزت على بناء منتج قوي، يمكنك أن تصنع شركة قوية للغاية. هناك العديد من المشاكل في السوق المصرية يمكن حلها باستخدام البرمجيات كخدمات (SaaS) ونماذج السوق، وهناك إمكانيات عظيمة كبيرة في السوق المصرية يمكن استغلالها.
لكن في جميع الأحوال، أنصحهم بالتركيز على حل مشكلة حقيقية، والتحقق من فعالية ما يقدمونه من حلول مع العملاء منذ البداية كلما أمكن، وأن يبدأوا بالتدريج. كذلك أن يقرأوا كتبًا عن الشركات الناشئة، شخصيًا كتابي المفضل هو (المؤسسون يعملون Founders at work) و(ذا لين ستارتب The Lean startup)

ماهي نصيحتك لرواد الأعمال الناشئين كي يتغلبوا على تحديات مثل التي واجهتها (وظف)؟ وأن يكونوا قادرين على الانضمام لمسرعات الأعمال العالمية مثل (500 ستارتبس)؟

عندما تختار مشكلة ما لتعمل على حلها، اختر واحدة تشعر بشغف شديد نحوها. من الصعب للغاية أن تبدأ أي شركة. فإذا كنت تفعل هذا من أجل المال، فلن تستمر طويلًا. لابد أن يكون لديك الاستعداد للتضحية بالكثير حتى تنجح فكرتك. وكلما كان لديك شغف نحوها كلما ستشعر أنها تستحق هذه التضحيات.

أما بالنسبة للانضمام للمسرعات العالمية، لابد أن أن تقوم بالبحث عن المسرعات المختلفة الموجودة في الولايات المتحدة وأوروبا والخليج. في الولايات المتحدة هناك عدة مسرعات تركز على عدة مناطق مختلفة. بعضها يركز على الأجهزة، تكنولوجيا الأموال، التعليم، البرمجيات كخدمات، التليفون المحمول.. إلى آخره. من المهم للغاية أن تقدم في برنامج تسريع الأعمال المناسب. لكن في معظم الحالات، لا يمكنك التقديم بفكرة فحسب. لابد أن يكون لديك نموذج حقيقي يعمل جيدًا. ستصبح فرصك أفضل إذا كان لديك جذب عضوي؛ بمعنى أن يكون لديك عدد متزايد من المستخدمين أو عوائد نامية بانتظام.

في كل الأحوال؛ اصنع شيئا يستحق أن يستخدمه الناس، وكن دؤوبًا مثابرًا في كل ما تفعل. 

 

 

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك