عدّل ثم عدّل ثم عدّل ثم ابتكر!
تم إعادة نشر هذه المقالة من : Innovation Excellence
كانت لعبة أنجري بيردز Angry Birds إنجازًا قويًا لمطوري الألعاب الفنلنديين روفيو إنترتينمنت Rovio Entertainment. إذ باعت أكثر من ٢٠ مليون نسخة على عدة منصات للموبايل. وأتبعتها بعدة منتجات منها كتب وفيلم لسوني. أطلقت أنجري بيردز في ٢٠٠٩. وكانت اللعبة الثانية والخمسين التي تطلقها روفيو منذ إنشاء الشركة في ٢٠٠٣. أي أنه كانت هناك ٥١ محاولة قبل أن تنجح هذه اللعبة.
WD-40 هو زيت تشحيم واسع الانتشار. طوره الكيميائي نورم لارسن عام ١٩٥٣ في سان دييجو. الاسم WD-40 يأتي من "إزاحة الماء، التركيبة الأربعون" كانت هذه هي التركيبة الأربعون التي يجربها الكيميائي قبل أن يصل للنجاح. هذا المنتج تنتجه شركة روكيت للكيماويات ويوزع في أكثر من ١٦٠ دولة. وتعد التركيبة سرًا كيميائيًا محفوظا بعناية.
الكثير من المنتجات العظيمة كانت نتيجة قائمة طويلة من التعديلات. نادرًا ما يصبح أول منتج ناجحًا على الفور. فالابتكار هو عملية من التحسين والتطوير المستمر وأحيانًأ من التجربة والخطأ والفشل المتكرر الذي يؤدي في النهاية إلى النجاح.
إننا نرى نفس العملية في الفنون وفي التجارة. رواية هاري بوتر وحجر الفيلسوف لكاتبتها جي. كي. رولينج تم رفضها من أكثر من ١٢ ناشرًا قبل أن تقبلها إحداها. رائعة مارجريت ميتشل (ذهب مع الريح) تم رفضها ٣٨ مرة. مؤسسو سكايب قاموا بعرض فكرتهم ٤٠ مرة قبل أن يجدوا من يقبلها. سيسكو قدمت ٧٦ بينما جوجل حوالي ٣٥٠ عرضًا. الرفض جزء أساسي من النجاح، لكن فقط إذا كان يدفعك لمزيد من التعلم والتطوير. إن الصانع الذي يفشل مشروعه الأول يجبَر على العمل ثانية وتحسين منتجه. وهكذا فعل لاري بيج وسيرجي برين. فقد عاملا كل رفض كخطوة على الطريق وفرصة لتحسين منتجهم للمستثمر التالي.
كل منا يريد أن تحقق فكرته الأولى نجاحًأ ساحقًا. لكن الأكثر احتمالًا أن تفشل فشلًا ذريعًأ، لكنه فشل تعليمي. الأخوان جاكوزي أطلقا حمامًا بمدافع مائية داخلية. تم تصميمه ليخفف الألم لمن يعانون من التهاب المفاصل. أعجب السوق المستهدف بالمنتج لكنه كان عالي التكلفة فلم يحقق نجاحًأ تجاريًا وسط المرضى. لكن في وقت لاحق، أطلق الأخوان نفس المنتج لكن هذه المرة موجه نحو الأغنياء وليس بهدف تخفيف الألم ولكن الاسترخاء وتحسين الحياة الاجتماعية، وهذه المرة حقق نجاحًأ كبيرًا.
كيف يمكنك تجنب الألم الناتج عن إطلاق منتجك الأول ومشاهدته يخفق بشدة؟ إحدى الطرق أن تجرب الفكرة مرارًا وتكرارًا بأن تمررها على جمهور ليصوت عليها قبل أن تبدأ بالعمل عليها. وهذا ما فعلته ثريدليس Threadless بتصميماتهم من القمصان. جوستين ذهبت لأبعد من ذلك ودفعوا الناس لحجز ملابسهم سلفًا قبل أن يصمموها.
إذا لم تتمكن من تجربة فكرتك قبل أن تعمل عليها، فكن مستعدًا لأن تعدل عليها كثيرًا، وأن تتقبل الرفض كمصدر للنقد وملهم للتطوير. سيكون الأمر مؤلمًا بالطبع لكن من يعلم؟ قد ينتهي بك الأمر بمنتج ساحق النجاح كأنجري بيردز أو هاري بوتر أو جوجل.
موقع إبداع مصر غير مسؤول عن مضمون التعليقات