أنت هنا

رواد تكنولوجيا المستقبل: هل هي مجرد مبادرة لبناء القدرات؟

منذ 5 سنوات شهر واحد

مع ظهور ثورة المعلومات في أوائل السبعينات، ووفقاً للباحث ليشمان في دراسته "ICT Diffusion in Developing Countries: Towards a New Concept of Technological Takeoff" ، والتي نشرت في " Springer " عام ٢٠١٥، كان للتقدم التكنولوجي تأثير قوي في جميع أنحاء العالم على عكس الثورات السابقة حيث، بالنسبة للاقتصادات النامية، وصفت ثورة المعلومات بأنها "تسونامي بدلاً من موجة تكنولوجية جديدة" وذلك وفقاً للباحث حنا في دراسته " Transforming government and building the information society: Challenges and opportunities for the developing world " التي نشرت في "Springer"  في ٢٠١٠. وبما أن التكنولوجيا من المفترض ان تجعل حياتنا أسهل، فهذا يعني ان أدوات الابتكار أصبحت أيسر منالاً وأقل تكلفة وأكثر فعالية، وهو ما يعني ببساطة أن تنفيذ فكرة جديدة أصبح أسهل.  

وبهدف اللحاق بهذه الثورة يتعين على البلدان النامية، أولاً، أن تكون لديها هياكل أساسية للاتصالات، بالإضافة إلى خطط فعالة لتبادل المعارف لدى السكان. الجدير بالذكر أنه قد ارتفع معدل انتشار الإنترنت في مصر من أقل من واحد في المائة في 2000، إلى 5٪ في 2004، 24٪ في 2009، طبقاً للاتحاد الدولي للاتصالات، و54.6 ٪ في 2014 طبقاً للباحث كامل في دراسته “Electronic commerce in Egypt” التي نشرت في " Springer " عام ٢٠١٥.

تعمل الحكومة المصرية على مسارات مختلفة لتعزيز وتطوير الوصول إلى المعلومات والمعرفة لجميع شرائح المجتمع، من خلال الجهود المتعلقة بمنصات الحكومة الالكترونية، البرمجيات مفتوحة المصدر، وبناء القدرات لدى الكوادر، والمكتبة الرقمية وخدمات الأرشيف، طبقاً لغرفة التجارة الأمريكية واستراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية  والاتحاد الدولي للاتصالات. وتهدف هذه الجهود إلى توسيع وتحسين مجتمع المعلومات في مصر وزيادة الوصول إلى خدمات الحكومية الإلكترونية، وتحفيز استخدام وتطوير تطبيقات وخدمات المعلوماتية في مجال الأعمال، وخاصةً من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة.

ومن ضمن الجهود التي تبذلها مصر لبناء القدرات بين الكوادر الشابة المبادرة الوطنية "رواد تكنولوجيا المستقبل". حيث تقدم المبادرة برنامج يجمع مسارات متنوعة للتعلم الالكتروني من خلال الدورات المكثفة المفتوحة عبر الإنترنت (MOOCs) التي تقدمها منصات رائده مثل كورسيرا، Udacity، Edx.

يدار البرنامج من قبل مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال، TIEC، التابع لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، ITIDA. ميزة خاصة لهذا البرنامج هو توفير نموذج التعلم الهجين من خلال توفير مجموعات للدراسة في فصول تحت إشراف موجهين خبراء بالتوازي مع التعلم الرئيسي عبر الإنترنت. بالتالي، خلق تجربة تعلم تجمع بين فوائد التعلم الذاتي مثل الاستقلال وكذلك التعلم من خلال التواجد في مجموعات دراسية مثل العمل الجماعي في المشاريع.

ولكن ما فائدة البرنامج بعد الحصول على شهادة من جامعة مشهورة أو المساعدة في العثور على وظيفة بطريقه تقليديه؟ هذه هي المكاسب  التي تقدمها التكنولوجيا لأي شخص يستوعبها ويتبناها وهي اتاحة أدوات للإبداع من خلال توفير موارد حسابية ونماذج مشاريع جاهزة للاستخدام للمنتفع من هذه التكنولوجيا من أجل تنفيذ فكرته. علي سبيل المثال، في تكنولوجيا بلوكتشين، كل ما هو مطلوب للبدء في استخدام هذه التكنولوجيا، إلى جانب التابلت أو PC، هو فهم بروتوكولات البرمجيات التي تحكم شبكتها اي تعلم كيفيه استخدام مشاريع البلوكتشين مفتوحة المصدر منها علي سبيل المثال، Hyperledger, Cord, Quorum,  واستخدام برامج تستند إلى الحوسبة السحابية لحفظ المفتاح الرقمي للمستخدم.

مثال آخر، الحوسبة السحابية، التي تسمح ببساطة بتوفير الموارد الحاسوبية والبنية التحتية. في هذه التكنولوجيا من الضروري معرفة نماذج التنفيذ المختلفة للاختيار من بينها استناداً إلى تطبيق المستخدم والخصوصية ونموذج الدفع وموثوقية البيانات وقابلية التوسع. لذلك، فإن اختيار تكنولوجيا ما وتعلمها وتطبيقها يجب أن يصبح جزءاً من شغف رائد الأعمال. انها مثل وجود مجموعة متنوعة من أدوات التنفيذ في عالم مليء بالأفكار.

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك