تقدم مذهل في إفريقيا: آفاق الابتكار والشركات الناشئة
شرع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، عام 2018، في سلسلة الحوارAFRI CONVERSE وذلك قبل القمة السابعة لمؤتمر طوكيو الدولي المعني بالتنمية الأفريقية التي انعقدت في أغسطس 2019، وشارك في تنظيمها حكومة اليابان، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومفوضية الاتحاد الأفريقي، والبنك الدولي، ومكتب المستشار الخاص لشؤون أفريقيا التابع للأمم المتحدة، وساهم المؤتمر منذ أكثر من ربع قرن في تعميم مراعاة الأمن البشري والنهج التي تركز على الإنسان في التنمية.
وقد استأنف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سلسلته الخاصة بالمبادرة مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي في متابعة لجدول أعمال القمة السابعة لمؤتمر طوكيو الدولي المعني بالتنمية في أفريقيا، وفي إطارالتحضير للقمة الثامنة في عام 2022.
ناقشت الجلسة الأولى في عام 2020، التي عقدت افتراضيًا، الوضع الحالي والآفاق المستقبلية للشركات الناشئة ونماذج أعمالها المبتكرة بالإضافة إلى تزايد فرص الشراكات مع الشركات اليابانية، والنظر في تأثير جائحة كوفيد-19.
وضم أعضاء حلقة النقاش متحدثين من القطاعين العام والخاص، و 270 مشاركا من قطاعات متعددة من أفريقيا واليابان. جاءت المناقشة في أعقاب إحدى الركائز الرئيسية لإعلان يوكوهاما الذي تم إقراره في القمة السابعة لمؤتمر طوكيو الدولي المعني بالتنمية في أفريقيا، وهي «تسريع التحول الاقتصادي وتحسين بيئة الأعمال من خلال الابتكار وإشراك القطاع الخاص».
وأعرب ريويتشي كاتو، المدير العام لإدارة أفريقيا بالوكالة اليابانية للتعاون الدولي، في كلمته الافتتاحية، عن أمله القوي في أن تستمر سلسلة مبادرة AFRI CONVERSE في الإسهام في تعميق التفاهم بشأن التنمية في أفريقيا وبناء زخم حول القمة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي المعني بالتنمية في أفريقيا بين أصحاب المصلحة المتعددي القطاعات. وللتصدي لوباء كوفيد-19، شدد على أن الوكالة اليابانية للتعاون الدولي ستقود مبادرات مختلفة مع شركاء مختلفين بتحقيق مفهوم الأمن البشري. واختتم ملاحظاته بالتأكيد على أن التعافي من الجائجة سيتطلب أفكاراً مبتكرة، وتوقع أن تقترح المناقشات خلال الدورة أمثلة واعدة.
وقدم أكيهيكو كوداما من إدارة التنمية الاقتصادية في JICA مبادرة جديدة تسمى NINJA(Next Innovation with Japan) تهدف إلى تعزيز النظم البيئية للشركات الناشئة في إفريقيا من خلال توفير خدمات شاملة لاحتضان الأعمال وتسريعها والتوفيق بينها. وفي إطار هذه المبادرة الجديدة، من المقرر تنفيذ مسابقة إقليمية لأعمال الابتكار المتعلقة بكوفيد-19 في 19 بلدا في أفريقيا.
وشرح السيد كوداما بالتفصيل مجالات دعم الوكالة للشركات الناشئة، بما يتجاوز المعونة التقليدية إلى إيجاد فرص العمل، وإيجاد الحلول للتحديات الاجتماعية، والتطور الجذري من خلال الابتكار المحلي. كما أوضح الحاجة إلى دعم المنظمات الإنمائية للمشاريع الناشئة في المراحل المبكرة لمضاعفة فرص الاستثمار المتاحة لها. وستقدم الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، بوصفها منظمة المعونة الثنائية اليابانية، خدمات ذات قيمة مضافة عن طريق ربط الشركات الناشئة بفرص الاستثمار والتعاون التقني مع القطاع الخاص الياباني.
أشار جيمس كوريا، رئيس تطوير الأعمال في الشرق الأوسط وأفريقيا، بمكتب الإستراتيجية العالمية لشركة Deloitte Tohmatsu Consulting LLC، إلى مجالات الأعمال المتنامية للشركات الناشئة الناتجة عن جائحة كوفيد-19 في إفريقيا، مثل الدفع الرقمي (بدأت جهات فاعلة مختلفة في تقديم خدمات بالإضافة إلى شركات الاتصالات السلكية واللاسلكية الكبيرة التقليدية)، والمنصات الرقمية (الاتصالات والتجارة الإلكترونية والرعاية الصحية والتعليم)، واللوجستية والتنقل (خدمات النقل التشاركي وخدمات تسليم الميل الأخير)، وشدد على ضرورة تعزيز الوصول إلى الإنترنت كشرط مسبق لنمو الأعمال التجارية في هذه المجالات. حاليًا، لا يتوفر اتصال مستقر بالإنترنت مع الوصول إلى شبكة الجيل الرابع إلا في العواصم الكبيرة في إفريقيا، بينما يعيق ضعف الاتصال الفرص في الضواحي. يعد الاستثمار في البنية التحتية للإنترنت قضية حاسمة، كما أعرب السيد كوريا عن أمله في ظهور شركات ناشئة جديدة في الضواحي حيث أجبر الإغلاق بسبب الجائحة الناس على العمل من المنزل، مما قلل من الحاجة إلى احتضان أفكار تجارية جديدة في محاور تقع في المدن الكبيرة.
أوضح Shigeru Handa، مدير Asia Africa Investment and Consulting Pte Ltd (AAIC)، أن النظام الإيكولوجي للشركات الناشئة في إفريقيا كان يتطور بسرعة مع تزايد الشركات الخارجية - بما في ذلك من اليابان والصين. يستثمر الصندوق في قطاعات مثل الرعاية الصحية والتكنولوجيا الصحية والخدمات الطبية والصحة العامة. وأشار إلى أنه وقت صعب للشركات الناشئة لتعبئة الموارد بسبب الانكماش الاستثماري الهائل مع تأثير جائحة كوفيد-19 مما أدى إلى انخفاض حاد في صفقات الاستثمار والمبالغ في الربع الثاني من عام 2020. وفيما يتعلق بمحافظ الاستثمار الحالية، أوضح أنه تم بذل جهود لخلق أوجه تآزر بين الشركات. بينما تنمو الشركات الناشئة في مجالات مثل التكنولوجيا المالية والتكنولوجيا الصحية مع الوباء، شهدت الشركات الناشئة التي تعمل في خدمات الفحص الصحي الشخصي انكماشًا.
تحدثت كارولين كياري كيموندو، Head of Exploration في مختبر التسريع الكيني التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عن النظام الإيكولوجي الديناميكي للبلاد، المدعوم بالانتشار واسع النطاق للهاتف المحمول، والبنية التحتية للتكنولوجيا المالية ومعدل الاشتراك المرتفع بشبكة الإنترنت، ومعدل محو الأمية المرتفع، والدعم الحكومي واستثمار القطاع الخاص. وأوضحت أنه من بين أكثر من 300 متقدم من جميع أنحاء البلاد تم اختيار المرشحين النهائيين بنماذج أعمال واعدة مثل إنتاج المعدات الطبية بواسطة طابعة ثلاثية الأبعاد ومنصة الرعاية الصحية عن بُعد ونظام المراقبة بالأشعة تحت الحمراء وتشخيص المحاصيل الرقمية والأعمال التجارية عن بُعد. وعرضت رؤى محلية تشير إلى الاتجاهات المتزايدة للشركات الناشئة في مجالات مثل المنصات عبر الإنترنت، والعمل التعاقدي، واقتصاد الوظائف المؤقتة، والموارد البشرية الافتراضية، ونظام الدفع غير التلامسي، وتحليل بيانات العملاء. وشددت كذلك على الحاجة إلى دعم خارجي مثل التمويل، والإرشاد، والربط الشبكي، والمساعدة القانونية، وأوضحت أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يزود الشركات الناشئة بالإرشاد، ودعم الربط الشبكي مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى والوكالات الحكومية، ودعم التعاون مع الشركات الخاصة، وكذلك توصيات السياسة العامة تجاه الحكومة.
وفيما يتعلق بآفاق الشركات الناشئة في أفريقيا، أعرب شيغيرو هاندا من AAIC عن رأيه في أن الاستقطاب سيتسارع وأن الافتقار إلى الموارد المالية سيتطلب دعما عاما من الحكومات والجهات المانحة. وتوقع أنه مع الاتجاهات الناشئة للرقمنة، ستسود نماذج الأعمال التي تركز على الأفراد. فيما يتعلق بالشراكة بين الشركات الناشئة الأفريقية والشركات اليابانية، أوضح جيمس كوريا حاجة الشركات اليابانية لتوضيح وجهة نظرها في المشاركة (دعم نمو الشركات الناشئة أو التعاقد معها كشركاء تجاريين)، ورؤيتها حول كيف يمكنها المساهمة في المجتمعات والشعوب على الأرض من خلال أن تصبح جزءًا من المجتمع في إفريقيا.
مصدر المقال: هذا الرابط
موقع إبداع مصر غير مسؤول عن مضمون التعليقات