اقفز خارج القالب - الجزء الثاني
مصدر الصورة contestwatchers
كيف يمكن للشركات بناء مفاهيم جديدة للعمل حول الابتكار، خطوة بخطوة؟
كثيراً ما نرى موظفي شركات مصرية يشاركون بأساليب تقليدية سعياً وراء أفكار جديدة تساعد في نمو شركاتهم.
للأسف، عادةً ما تكون جودة ونطاق هذه الأفكار محدودين بأساليب التفكير التقليدية، والتي تؤدي -عادةً- إلى نتائج متوقعة. هذا لأن الموظفين أنفسهم محصورون في قالب تفكير واحد. ولا بد لهم من كسر هذه التوقعات.
أحد الأدوات التي تم تجريبها في سوق العمل المصري لكسر هذه التوقعات هي خريطة فرص الأعمال، أداة فعالة تساعد الشركات في التعرف على مجالات جديدة للعمل، ورؤية مختلفة لقدراتهم، كما توفر نظامًا لجلسات العصف الذهني وتعمل كأداة بصرية لتوضيح ومناقشة المجالات الجديدة للعمل.
لفهم قوة خريطة فرص الأعمال، علينا أن نفهم من أين يأتي الابتكار. فلنلق نظرة على جوانب الابتكار.
السوق
تدور الأفكار التي تولد في هذا الجانب حول الآتي: الشرائح غير المستهدفة للمستهلكين، القوى العالمية، والحركات الشائعة الجديدة (اجتماعية، تكنولوجية، سياسية، اقتصادية، بيئية).
لو أن ناشري الكتب الورقية قد رأوا تحول الاتجاه نحو المحتوى الإخباري الالكتروني مبكراً، لاستغلوا الحركة لصالحهم وبنوا منصات الكترونية، وأقاموا شراكات مع مع شركات الإلكترونيات، وتبنوا استراتيجية تسويق رقمية تجذب مستخدمي الكمبيوتر والهواتف المحمولة.
احتياجات الأشخاص: احتياجات الأشخاص وتغيراتها هي جانب مهم من الابتكار. يشمل هذا خلق تصور للمستهلك وتحديد أسباب تصرفه بشكل ما.
الوضع في السوق: النظر إلى وضع الشركة من زاوية أخرى وتبني وجهات نظر جديدة. هذا ما قامت به الشركة المصرية (جيزة سيستمز) لتغير وضعها في السوق من شركة حلول تقنية إلى شركة تقدم خدمات واسعة ومتكاملة في مجالات غير مستغلة.
التوصيل
قنوات التوصيل الفعالة يجب أن تؤخذ في الاعتبار خلال دورة تجربة المشتري ككل، وليس توصيل المنتج النهائي فقط.
يبدأ ذلك برفع الوعي بمنتجات الشركة وخدماتها، ومساعدة المستهلكين على تقييم عروض الشركة، وترتيبات توصيل العرض وتوفير الدعم للعملاء بعد الشراء.
آخر نقطة يجب أخذها في الاعتبار عند التفكير هي الاستفادة من المناسبات الموسمية (كرمضان، والعودة للمدارس) عن طريق تقديم منتجات وخدمات جديدة.
العرض
الأفكار المتعلقة بهذا الجانب تتضمن التجربة أسئلة مثل: ما التجربة التي يقدمها العرض؟ هل هو منتج أم خدمة أم مزيج؟ كيف يتم تقديمه؟ ما المنتجات أو الخدمات المكملة التي يجب تقديمها لتحفيز تبني العرض الأساسي؟ كيف يمكنني تتبع منحنى التعلم الخاص بالعروض الجديدة؟ أخيراً، كيف يمكنني أن أوسع شبكة المنتجات المصاحبة للعرض بحيث يصعب على العميل التغيير إلى منافس آخر؟
أحد أسباب اؤتفاع عدد مستخدمي هواتف آبل و أندرويد الذكية هو أن المبرمجين أصبحوا يبذلون مجهوداتهم في تطوير برامج (منتجات تكميلية) للمنصتين، على عكس مايكروسوفت وبلاك بيري مثلاً.
على الشركات أخذ هذه الاستراتيجيات في الاعتبار، وفهم أن ما يجعل منتجهم قوياً هو شبكة العروض المكملة وليس فقط قيمته متفرداً.
الإنتاج
الأفكار التي تخاطب هذا الجانب تتضمن التالي: ما التقنيات التي يمكن أن نستخدمها لخلق العرض؟ ما هي العمليات التي نقوم بها لتجهيز العرض؟ ما التعبئة التي نحتاجها لجعل المنتج جذاباً وملائماً؟ ما الموارد والأصول التي سنستخدمها لتوفير العرض؟
على سبيل المثال، بنت شركة (مشاوير) لخدمات النقل عملها على خدمات التوصيل السريعة والفعالة، مع تقديمها خدمة لا تقدمها شركة أخرى. بينما ابتكرت شركة (بيكو) للمنتجات الزراعية في التعبئة الخاصة بمنتجاتها حتى تلائم طبيعة الدول التي تصدر إليها. المثالان يعكسان ابتكارًا في الإنتاج.
نموذج الأعمال
الاعتماد على نموذج عمل بسيط هو عنصر مؤثر جداً. النماذج البسيطة تفوز بالقلوب والعقول. الأفكار التي تتعلق بهذا الجانب تتناول طرق الرفع من قوة التعهيد الجمعي لتحفيز مشاركة العملاء والتعلم منهم، وبناء مجتمع حول علامتك التجارية، وخلق نماذج يمكن البناء عليها بعروض جديدة ترفع من هامش الربح، وتحديد قنوات جديدة للعائد وفرص للشراكات من خلال سلسلة توريد المنتج.
من الممكن رؤية مثال على مساهمة سلسلة التوريد فيما قامت به مرسيدس بنز عندما عرضت جولات تجريبية لعملاء محتملين في القرية الذكية، مستهدفة شريحة عملائها العليا.
مثال جيد على التعهيد الجمعي هو نجاح شركة شيبسي في بناء مجتمع حول علامتها التجارية حين عهدت إلى عملائها جلب أفكار عن نكهاتها المستقبلية.
على مستوى آخر، تحتاج الشركات إلى تقدير اعتماد الشراكات التقليدية على سؤال: ما الضروري؟ ولكن الابتكار يجيب على سؤال: ما الممكن؟
في سلسلة التوريد، على الشركات تطوير الأفكار حول أسئلة مثل: هل يمكننا إقامة شراكة في المقدمة لرفع هامش الربح؟ هل يمكننا إقامة شراكة في المنتصف لنحصل على رد فعل أفضل من العملاء؟ هل بإمكاننا إقامة شراكة في النهاية حتى نصل إلى السوق بشكل أسرع؟
الخلاصة هي "ابتكر أو مُت" كما يقول المثل القديم.
الشركات المصرية جديدة على الابتكار، ولكنها بدأت تعي -ببطء- الحاجة للابتكار، وأن الابتكار شئ لا يقدرون على تحمل تكلفة تجاهله، خاصة في عالم سريع التغير.
موقع إبداع مصر غير مسؤول عن مضمون التعليقات