اتزان الأنشطة الابتكارية على وشك التغير
تم إعادة نشر هذه المقالة من: Innovation Excellence
مصدر الصورة: Bigstockphoto
هل ستسطيع التكنولوجيا الرقمية التي نراها هذه الأيام أن توفر التوتر الإيجابي بين ماهو عقلاني وماهو عشوائي في أنشطتنا الابتكارية؟
هل ستسيطر التكنولوجيا الرقمية على تفكيرنا الابتكاري؟ وهل سنفقد عشوائيتنا؟
تتميز العشوائية بتلك الشرارة من الإبداع الإنساني، فهل ستتمكن التكنولوجيا الرقمية من توصيل عدة خيوط جديدة بطرق مثيرة؟
كيف سيمكننا التأقلم مع الطرق المختلفة التي تفرض بها التكنولوجيا نفسها على احتياجاتنا وأنشطتنا الابتكارية؟
كيف سندير الاتصالات الهاتفية، وتكنولوجيا السحاب، وشبكات التواصل الاجتماعي، والتعهيد الجمعي، وإنترنت الأشياء والإنترنت الصناعي والداتا الكبيرة والتحليلات والطباعة ثلاثية الأبعاد كجزء من سيناريوهات تجارية ناجحة تتشابك مع التغييرات في السلوك الاجتماعي؟
هل نظم الابتكار الحالية لدينا مستعدة لما هو آت من تغييرات كاسحة في تدفق المعرفة والترجمة؟ لكي يمكن استغلالها تجاريًا بشكل ناجح في ابتكارات جديدة؟
إن البحث والسعي وراء الاشتباك مع العالم الأوسع هو ماسيعطينا صلات أوثق وهو ماسيجعلنا نستقبل كميات مهولة من البيانات الهامة عن التفاعلات والأداء والمشكلات المحتملة. بالإضافة إلى توصيل المعلومات المفككة غير المتصلة بواسطة الأدوات التحليلية وتحويلها إلى معرفة ذات قيمة حقيقية.
كلا من التفكير العقلاني والعشوائي يمكن استيعابهما في التقنيات الرقمية
أسفرت التكنولوجيا عن نظم تشغيل مجهزة أكثر للبحث عن الأنماط المتكررة، وعما هو معروف وعقلاني، عبر بناء هيكل نظامي يصله مدخلات متماسكة من البيانات والحقائق.
يساعد هذا على جعل العملية أوتوماتيكية وتحقيق نتائج أفضل وتوفر أكثر في المعالجة وتحصل على كفاءة أعلى كلما سعيت نحو التحسين والأوتوماتيكية.
إننا نرى التعرف على الأنماط العشوائية وتوفيقها وتجميع البيانات فرصة لخلق سيناريوهات عدة. ثم نبدأ في رؤية التغيير الأكبر عندما تريد تخزين هذه المعلومات، هذه البحيرات من البيانات التي يمكنك زيارتها مرارًا وسحب البيانات الخام منها بطرق جديدة ومختلفة. وتوفر تكنولوجيا السحاب بديلًا هامًا لذلك.
المعادل لتحقيق العشوائية
لحسن الحظ استطاع استخلاص المعلومات من البيانات الخام أن يبقي الجانب العشوائي متحركًا بنفس القدر. فهذا هو الجانب الذي يصنع القفزة الكبرى عبر هذه التقنيات الناشئة من شبكات التواصل الاجتماعي والتحرك الذكي والمستشعرات والماكينات الذكية الأخرى التي تولد مستويات جديدة تمامًا من البيانات. هذه البيانات الكبيرة تتطلب تحليلًا، والجوانب التحليلية القادمة من استغلال الخوارزميات المختلفة ستسمح بكثير من اللمحات عن الأنشطة التي تحدث مؤخرًا.
هناك حتى ما يبشر بأن الذكاء الصناعي يمكنه أن يجتمع مع الذكاء البشري بطرق مختلفة تمامًا ليصنع نموًا جديدًا ويحقق نتائج تجارية أكثر ابتكارًا وغنىً وعلى مستوى أعلى وهو ما على الاستثمارات الحالية أن تحققها.
عملية الابتكار هي مايحتاج أن يتأقلم ليستوعب تلك التغييرات
جاءت البيانات الكبيرة محملة بالتيرابايتس والقفزات الاستراتيجية الكبيرة. ويبدو أننا على أعتاب حقبة ثورية للغاية، مع التغيير الهائل الذي يحدث في عالم ما بعد التكنولوجيا الرقمية متمثلًا في تكنولوجيا السحاب، البيانات الكبيرة، الأجهزة الاجتماعية المتصلة بالإنترنت.
إن اكتشاف اللمحات التي يوفرها كل هذا الذكاء الكامن والنشاط الاجماعي وتحليل البيانات يقودنا إلى إدارة موجة هامة من فرص الابتكار الجديدة من المعرفة الرقمية.
التحدي الاستراتيجي الحقيقي في إدارة هذا التحول
سنحتاج إلى تغيير الكثير في نظامنا ولكن الأهم أن نوجه مهارتنا نحو استقبال وترجمة ونشر المعرفة بطرق جديدة.
فعبر جمع الناس والأشياء المتصلة بمشروعاتنا سيمكننا استخلاص ملاحظات جديدة، ولمحات يمكنها أن تقودنا نحو فرص ابتكار جديدة تمامًا. وهذا هو الأمل في الثمرة الكبيرة المغرية التي تحقق نموًأ طازجًا وفرص ابتكار ذات قيمة حقيقية.
لمحات وأفكار ستصبح عثرة في طريق الابتكار
من مكاني هذا يمكنني أن أرى تراكمات مقلقة من المفاهيم الواعدة التي تحاول كلها أن تخرج من قمع الابتكار. فإما على النظم وآليات القرارات الحالية أن تتغير بشكل جذري أو أن نتقبل توابع الفشل وإحباطات النمو وتأرجح مقاييس الأرباح أمام التكلفة التي نتكبدها.
يحتاج ضخ الإنتاجية الابتكارية إلى طرق مختلفة تمامًأ عن الطرق الحالية
يعمل خط الإنتاج الابتكاري الآن بشكل يدوي، إذ يحتاج تدخل العنصر البشري في القرارات والمدخلات وما ينبغي توصيله وما يتم الموافقة عليه وما يتم تجاهله. وعادة ما يثقل الابتكار بكل هذا التدخل البشري غير المرغوب.
فهل سيتغير هذا؟ وإذا كان سيتغير، فما المطلوب لكي نجعل عملية الابتكار أكثر أوتوماتيكية حيث يقوم تصميم التكنولوجيا والمعلومات الرقمية بصنع القرارات وتقييمات الاحتمالات؟ ما هي التغييرات المطلوبة ومن سيستثمر في إعادة التصميم الجذري في نظام الابتكار؟
ستتمكن الأجهزة الذكية المتصلة والمفاهيم المستكشفة رقميًا من تغيير بشكل جذري كما أوضحت سابقًأ. ستحتاج هذه إلى تغيير البنية الداخلية للشركات وبناء نماذج أعمال جديدة تستجيب لطرق السوق الفريدة.
وسيتطلب هذا إعادة تصميم جريئة وجذرية لكثير من مؤسساتنا لتسمح للابتكار أن يتدفق بشكل أفضل إلى السوق وأن نستفيد من العدد المتزايد من اللمحات القادمة من الواجهة الرقمية الأكثر اتصالًا.
أتمنى لو كنت أستطيع الشعور بنفس الحركة والضغط الذي يتم على النظم في أسفل مجرى الابتكار بينما تحاول إدارة هذه البيانات القادمة نحونا، لكنني لا أستطيع. وأعتقد أننا جميعا قد نشعر بالتضاؤل أمامها، لكنني آمل ألا نفعل.
موقع إبداع مصر غير مسؤول عن مضمون التعليقات