أنت هنا

أميرة عزوز: رائدة الأعمال من هندسة الاتصالات إلى الموضة والسفر

منذ 8 سنوات 10 أشهر

كان الطريق أمام أميرة عزوز طالبة الجامعة الألمانية بالقاهرة يبدو واضحًا؛ ستنهي دراستها في الاتصالات وتنضم لمجال عمل العائلة. لكن خطوات أميرة ساقتها إلى وجهة أخرى. عند تخرجها أطلقت أميرة شركتها الخاصة؛ فستاني، وهي منصة موضة وأسلوب حياة للنساء الشرق أوسطيات.

اليوم وبعد مرور خمس سنوات، تسترجع أميرة أبرز محطات تجربتها في حديث لإبداع مصر.

شرحت أميرة: "كان مشروع تخرجي عن المصاعد، كنت بصدد أن أصبح مهندسة ولم يكن لدي أي خطط لفعل أي شيء آخر." لكن خطتها تغيرت عندما حصلت في نهاية عامها الآخير بالكلية على وظيفة محررة مستقلة في مجلة مهتمة بنمط الحياة مقرها لندن. "عندها اكتشفت شغفي." قالت أميرة.  "كانت المجلة تحد من قدراتي قليلًا، كان تفكيرهم قديمًا بعض الشيء. ومن ثم قررت أن أبدأ منصتي الخاصة." في سبتمبر عام 2009، أطلقت أميرة عزوز "فستاني" بمفردها. كانت فكرة "فستاني" الأصلية هو خلق نظام دعم لمصممات الأزياء العرب، لكن المنصة ثنائية اللغة تطورت عبر السنين لتتضمن محتوىً "يمكن النساء من عيش حياة يملؤها الإبداع" كما تقول أميرة. "يغطي فستاني كل شيء يمكن أن يهم المرأة العربية. إننا نعرض محتوىً يرتبط بها وبحياتها."

الرحلة الشخصية

بالنسبة لمعظم العائلات المصرية، فأن تصبح مهندسًأ أمر يحترمونه للغاية. لكن هل كان من السهل على أميرة أن تتخلى عن مستقبل في الهندسة؟ ربما. كيف أخذت تلك القفزة؟ "اتبعت حدسي."

"أنا أحب المخاطرات. إذا تحمست لأمر ما، فإنني أفعله أولًا ثم أكتشف الباقي فيما بعد" قالت أميرة. لكن قرار أن تصبح رائدة أعمال ليس من نوعية الأخبار التي يود الأهل سماعها عادةً.  "كان والداي قلقان بعض الشيء. وكان لديهم الكثير من التساؤلات"، أكملت أميرة. "كيف ستديرين الشركة؟ من أين ستأتين بالمال اللازم؟" قالت على لسان والديها.

لم يتفهم أغلب أفراد عائلتها وأصدقائها الفكرة كذلك، لكنهم الآن يرونها بشكل مختلف. "رأى والداي أخيرًا كم أتحمل المسئولية، وكيف تمكنت من التعامل مع الأوقات الصعبة التي واجهتها في عملي. حتى أن والدي أحيانًا يطلب نصيحتي فيما يتعلق بالعمل"، تقول أميرة. "كان أصدقائي دائمًا ما يرون في ما نسميه بالـHipster". ليس من السهل المحافظة على التوازن بين العمل والحياة الاجتماعية، لكن أميرة تقول أنها استطاعت مع مرور الوقت أن تكتسب تلك المهارة. "أنا أعمل أكثر من الشخص العادي، لكنني آخذ أجازات كذلك لأسافر وأرى أصدقائي. فأنا بحاجة لأن أبقي على توازن حياتي حتى أستطيع أن أعمل وأظل مبدعة."

تعلمت أميرة أكثر من طريقة واحدة لتحافظ على توازنها. "لم أكن ممن يتحلون بالصبر. فقد علمني العمل أننا قد نعمل ونبذل مجهودًا، لكن علينا ألا نتوقع نتائج فورية" كما تقول. أما الآن فهي تؤمن أن "التغيير هو الثابت الوحيد في الحياة". "أحيانًأ تجد نفسك على قمة العالم، وأحيانًأ لا تكون كذلك. ولابد أن تتعلم كيف تتعامل في الحالتين" قالت هي. 

في مجال يسيطر عليه الرجال، لا تفكر أميرة في أن كونها امرأة قد صنع فرقًا في حياتها المهنية. "لم يفدني هذا ولم يقف ضدي" تقول أميرة. "لكنني أعتقد أن النساء أكثر تصميمًا، فحقيقة أنه ليس هناك الكثير من رائدات الأعمال المصريات تحمس الناس لدعم أولئك اللواتي يحاولن فعل شيء" كما قالت.

لا مكان للقلق أو الندم

كفتاة تأتي من خلفية هندسية، تقول أميرة أنها اضطرت إلى تعلم "كل شيء بينما تكمل طريقها". التسويق وإدارة الأموال مثالان لأشياء كانت غريبة عليها، لكنها الآن تساعد من يعانون مع هذه الموضوعات.

"إذا كانت لدي الفرصة لأبدأ من جديد، كنت لأتعلم بعض المهارات التي كانت ستساعدني في تحقيق ما حققته لكن في وقت أقل". تقول أميرة. "يمكن لبعض المعرفة أن تقلل من وقت التجربة والخطأ." بالنسبة لأميرة، فالقلق "مضيعة للوقت". وقد تعلمت هذا بعد ليال من الأرق لم تفض بها إلى شيء. "أنا أبذل كل ما بوسعي، ثم الله يحقق لي ما أريد"

الأحلام والطموحات

تعمل أميرة الآن على مشروع شقيق لـ"فستاني"، كما كشفت لإبداع مصر. تعتقد أميرة أن استكشاف مناطق جديدة أمر شيق لكنه يمثل تحديًا كبيرًا. "نأمل أن تمكّن المنصة الجديدة النساء من التفاعل." لكن طموحات رائدة الأعمال الشابة يتجاوز بكثير مجرد إطلاق منصة ثانية. "أتمنى في يوم من الأيام أن تصبح فستاني هي امبراطورية الموضة للمرأة العربية" كما تقول. "كلما فكر أي شخص في الموضة في الشرق الأوسط، أريد لفستاني أن تكون أول ما يطرأ بذهنه." لكن أحلامها في توسيع أعمالها تمتزج بآمالها في بيع الشركة.  "أود أن أساعد عائلتي في مجال عملهم، وأن أبدأ منظمتين غير هادفتين للربح: واحدة تساعد الأطفال المرضى بالسرطان والأخرى للكلاب."

تأمل أميرة أن تسافر حول العالم يومًا ما مع عائلتها.

"من المدن التي أحلم بزيارتها: أسوان، سانتوريني، البندقية، سان فرانسيسكو وعمّان.". لكن أميرة أكدت أنها لن تترك فستاني إذا عرض عليها راتب أكبر في مكان آخر. "لا أقوم بهذا من أجل المال، إنه شغفي" كما قالت. "إذا بعت شغفي من أجل المال فإنه لم يكن قويّا كفاية من البداية." وبرغم كل طاقتها وشغفها تجاه فستاني، تعتقد أميرة أن أي رائد أعمال طموح "سيواجه الكثير من المصاعب."

"عليهم أن يعرفوا ما سيواجهونه. لن يكون الأمر سهلًا. ستكون الرحلة هي الأكثر تحديًا لكنها كذلك الأكثر إمتاعًا" كما تقول. "الأمر يستحق." 
 

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك