أنت هنا
السمات التي يجب على فريق أي شركة ناشئة أن يتحلى بها (لماذا ينجح البعض منهم؟) الجزء الثاني
ناقشت في مقالتي السابقة الوضعان اللازمين (وليست كافية) لنجاح أي شركة ناشئة الأول كان وجود الأشخاص المناسبين وأما الثاني هو وجود الدوافع الصحيحة. وقد أعطيت أربعة أمثلة مختلفة لمؤسسي الشركات الناشئة، الأول رائد الأعمال ومؤسس العديد من الشركات، الثاني العلامة التجارية، الثالث الشاب البسيط، الرابع المخاطر أو المراهن.
وسأتحدث في تلك المقالة عن الجزء الثاني (من ثلاثة أجزاء) الخاص بعنصر الأشخاص المناسبين، وهو المستثمرين. قد سألني بعض الأشخاص سؤالين جيدين للغاية في مقالتي الأولى وهم ما هي خصائص (التي يجب أن يتسم بها) رائد الأعمال التقني؟ وهل من الممكن أن نجمع تلك الخصائص في فريق واحد بدلاً من شخص واحد؟
سألخص أجابتي عن السؤالين في ذلك الرسم البياني الدائري ( pie chart) البسيط. من الممكن أن يعرف الكثيرون ذلك ولكني لازلت مذهول من عدد رواد الأعمال الذين يظنون أنهم يستحقوا التمويل قبل أن يمتلكوا تلك الخائص الثلاث وترسيخها بتأصُل في فريقهم:
تلك هم الثلاثة خصائص التي يجب أن يتسم بها الفريق الناجح. وتذكر: أنه من الممكن أن تتوافر لديك الثلاث خصائص وفرصتك للنجاح لا توال ضمن أرقام اُحادية ولكن إن لم يكن لديك الثلاثة، إذاً أنني أخشى القول، أن رحلتك ستكون صعبة وطويلة. فتلك المعايير تشرح نفسها ولا تحتاج إلى شرح أكثر. ولكن هناك قوانين أساسية يجب التفكير بها:
- لابد أن يحتوي فريقك كله على تلك المعايير حتى يكون فريقك ناجح. وإذا تفقد أي منهم، قم بتعيين أشخاص إضافيين.
- لابد أن يكون لدى كل مؤسس للشركة أثنان أو ثلاثة خصائص على الأقل ولابد للالتزام أن تكون واحدة منهم. ولذلك إذا طلب منك خبير تقني أن يكون لديه حصة في شركتك بنسبة ٢٠٪ في المرة القادمة لكي يمثل شركتك ككبير الموظفين التقنيين، قم بضربه على رأسه!
- من المستحب أن يتمتع مؤسس الشركة بالثلاثة صفات ولكن إن كان لديه أثنان فقط فمن المستحب أن يكونوا الالتزام والشجاعة. يحول ذلك التجميع الشخص إلى آلة دفع - وهذا هو ما يريده كل مدير تنفيذي لشركته. وإن كان لديك الشجاعة والالتزام، سيمكنك أن تجذب ذوي الخبرة (أقرأ تلك القصة لتلهمك، القصة تتحدث عن مؤسس شركة برمجة، ولم يكن يعرف أي شئ عنها، ولكنه صنع شركة من أكبر الشركات الناجحة).
- ما نوع "الخبرة"؟ حسناً، فكر في ثلاثة أنشطة موازية تحتاج العمل عليهم خلال السنتان الأولى من بدء عملك: تحتاج إلى بناء منتج، تحتاج إلى تجميع رأس المال وأيضاً تحتاح إلى قاعدة بيانات لعملائك. ومن المستحيل أن تجد شخص واحد جيد وذو خبرة في تلك المجالات الثلاث ( تطوير المنتج وتنمية المستثمر وتنمية العميل). فمثالياً، لابد لفريقك أن يغطي تلك الجهات الثلاث. أنا شخصياً أهوى الفرق المكونة من ثلاثة أشخاص: يهتم أحدهم بالمنتج والأخر بتنمية وزيادة عدد المستخدمين وأما الأخير فيهتم بالحصول على الاستثمارات، هذا هو معنى "الرفاهية" بالنسبة إلى الشركات الناشئة.
وماذا عن الشغف؟ في رأيي، الشغف هو العامل الرئيسي وراء الالتزام والشجاعة ولكن لا يمكننا قياسته بسهولة. ولهذا السبب أفضل قياس وتقييم السماتان الأخرتان: الشجاعة والشغف. إن لم يتحمس الشخص بقدر كافي للفكرة، فلن يتمكن من استجماع الشجاعة المطلوبة وتكريز الالتزام المطلوب لكي تواصل حلمك. ولكن العكس ليس صحيحاً، أنا أعرف الكثير من الناس ذو حماس لأفكار معينة، ولكن ظلوا يتحدثون ويتحدثون عن أفكارهم بدلاً من اتباع حدثهم، ومن ثّم يشاهدون من بعيد أناس أخرين ينفذون الأفكار نفسها. يمكن للشغف أن يساعدك ولكنه غير كافي.
في مقالتي القادمة سأتحدث عن الخصائص "الجيدة" و"السيئة" للمستثمرين في مجال الشركات التكنولوجية- الأشخاص الذين يمكن أن يساعدوا في نجاح أي شركة ناشئة أو فشلها.
موقع إبداع مصر غير مسؤول عن مضمون التعليقات