النقص العالمي في الرقائق وأثره على تصنيع الإلكترونيات
تسببت جائحة كوفيد-19 في مكشلة عالمية كبرى أثرت على جميع مجالات التصنيع ألا وهي نقص الرقائق الإلكترونية ــ الرقائق التي تعالج المعلومات الرقمية ــ وتدخل تقريبا في صناعة كل شيء: أجهزة الكمبيوتر، والسيارات، والأجهزة المنزلية، والمعدات الطبية، وغيرها، وتسبب نقص هذه الرقائق في اضطراب في كل شيء إلكتروني دام لسنوات مما دفع الحكومات إلى الإنفاق بسخاء على دعم صناعة الرقائق، وذلك وفقًا لما ذكره ستيفن شانكلاند في مقاله المنشور على موقع https://www.cnet.com/ .
فقد أثرت جائحة كوفيد-19 والموجات التصادمية التي اجتاحت الاقتصاد العالمي بسببها، في ارتفاع الطلب على تكنولوجيا العمل من المنزل مثل أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية وكاميرات الويب، مما تسبب في الضفط على صناعة تصنيع أشباه الموصلات وتقليل قدرتها على توفير الرقائق الداعمة المطلوبة لإنتاج أشياء مثل غسالات الأطباق وأجهزة مراقبة الأطفال وتركيبات إضاءة LED وغيرها.
وأجبر النقص شركات صناعة السيارات على وقف الإنتاج، ومن بينهم فورد موتورز، وجنرال موتورز، وتويوتا، ونيسان، و Subaru ، و Stellantis، كما قامت بعض شركات صناعة السيارات بشحن السيارات بدون الملحقات التي تحتاج إلى رقائق، وبالتالي يتسلم العملاء سياراتهم بدون الشاشات التي تعمل باللمس، وعلى الرغم من نجاح شركة تسلا في التغلب على هذه المشكلة بشكل أفضل من غيرها، إلا أنها لا تزال تعاني من نقص الرقائق.
وقد دفع الإغلاق الناتج عن الجائحة شركات صناعة السيارات إلى تعليق طلبات الرقائق، حيث تعتمد هذه الشركات بشكل غير متناسب على معالجات أرخص لا تتطلب أحدث تقنيات صناعة الرقائق.
كما تضررت وحدات التحكم في الألعاب بشدة، حيث أدى نقص الرقائق إلى قلة توفر Sony PS5، و Microsoft Xbox Series X، وتأخر توصيل طلباتها.
وسُرعان ما امتد نقص الرقائق إلى أبعد من احتياجات العمل عن بُعد والدراسة ليصل إلى منتجات الترفيه المنزلية مثل الأجهزة اللوحية وأجهزة الألعاب وأجهزة التلفزيون وبطاقات الرسومات لأجهزة الكمبيوتر الخاصة بالألعاب، والتي اشتراها الناس الماكثون في منازلهم بسبب الإجراءات الاحترازية الناجمة عن الجائحة بأرقام قياسية، ومما زاد المشكلة تعقيدًا: اندلاع حريق في شركة Renesas Electronics اليابانية لصناعة الرقائق، والطقس الشتوي المعوق في تكساس الذي أدى إلى توقف أكثر من 70 محطة طاقة عن العمل وقطع الإمدادات عن محطة تصنيع رقائق سامسونج.
ولم يكن هذا كل شيء، فقد أدت وفرة الشحن وندرة حاويات الشحن إلى تعطيل تسليم ليس فقط البضائع التي انتهى تصنيعها، ولكن أيضًا مكوناتها والمواد الخام، فصناعة السيارات وأجهزة الكمبيوتر تتطلب مئات المكونات الإلكترونية، لكن مكونًا واحدًا فقط مفقودًا يعني أنه لا يمكن بيع المنتج، وبالنسبة للمعالج المتقدم، من المحتمل أن تكون هناك شركة واحدة فقط تبنيه.
وعلى الرغم من هذا النقص العالمي في الرقائق إلا أن خبراء الصناعة يعتقدون أن الأمر لن يستمر طويلا، فقال بات جيلسينجر الرئيس التنفيذي لشركة أنتل لموقع CNET : إنه يعتقد أننا نمر تقريبًا بأسوأ حالات نقص الرقائق، والتي ستستمر خلال النصف الثاني من عام 2021. ويتوقع أن يتراجع هذا النقص تدريجياً خلال عام 2022 ويتلاشى في عام 2023.
وقالت ليزا سو الرئيس التنفيذي لشركة AMD في سبتمبر في مؤتمر Code. " لطالما كان عدم التطابق بين العرض والطلب على الرقائق شائعًا منذ عقود، ولكن ليس بهذا الشكل.لقد مررنا دائمًا بدورات، إلا أن هذه المرة الأمر مختلف"، وتتوقع ليزا أن يتراجع هذا النقص في الرقائق في عام 2022، وذلك بخلاف Arvind Krishna الرئيس التنفيذي لشركة IBM الذي يعتقد أن هذا النقص في الرقائق سيستمر في عام 2023 وحتى عام 2024.
موقع إبداع مصر غير مسؤول عن مضمون التعليقات