أنت هنا

كفاك حديثاً عن أفكارك الرائعة !

منذ 8 سنوات شهر واحد

إذا كنت قد علقت في مرحلة العثور على الفكرة الملائمة، أو البحث بسوق العمل أو الجلوس على مكتبك يومياً والتذمر من أعباء عملك وأنت تفكر في شيئاً واحداً وهو كيف سيمر يومك سريعاً، إذاً فهذه المقالة موجهة لك.  

كلنا هذا الرجل، الذي يريد الركض بسباق المارثون لتغيير روتين حياته وأن يصبح بصحة جيدة لتتغير حياته للأفضل… أياً كان الدافع فهو يريد الركض في السباق.

وليس لسباق واحد قفط، بل يريد أن تكون هذه هي شخصيته الجديدة. الشخصية التي ستساعده على الهروب من كونه ملتصق دائماً بأريكة منزله.

فهو يريد أن تصبح صوره على مواقع التواصل الاجتماعي والفيسبوك، يريد الناس أن تراه وتشير إليه حائرةً عن مدى صعوبة ما يفعله. فهو يريد الركض  في السباق من أجل الأعمال الخيرية، ومن أجل إلهام الذين كانوا في نفس موقفه لكي يثقوا في أنفسهم .. ولكن لازال هو الشخص ذاته ولم يتغير. ولازلت أنت هذا الشخص أيضاً حتى تقرر التوقف عن الكلام والبدء بالأفعال.  

أفعل أي شئ، أبدأ شركتك الخاصة، تحدث إلى العملاء، تحدث مع أشخاص تريدهم أن يعملوا معك. ببساطة توقف عن الهراء وأبدأ حياتك.

أكُتب هذه المقالة لأنني أقابل أشخاص كثر بحكم عملي، ويأتيني اتصالات من أصدقائى القدامى وزملائي يريدون مني التصديق على أفكارهم. ومن وجهة نظري يقف الكثيرين عند هذه المرحلة، يريدون أن يصبحوا بصحة جيدة ويقولون أن لديهم الحافز ولكنهم لا يتصرفون كما يتطلب الموقف.

أما عن الهوية التي أرادوا صنعها لأنفسهم فقد تحولت إلى هوية متغيرة، فهم يعلمون في قرارة أنفسهم ماذا يريدون ولكنهم يختلقون الأعذار بهذه الشخصية الظاهرية، أي أنها أعذار "منطقية"  يختلقونها لأنهم لم يحصلوا على مرادهم.

وتأكد أن طريقك للهروب ليس موجود في خيالك فقط، فهدفك ليس صورة الجزيرة التي تضعها على خلفية الكمبيوتر الخاص بك وتريد الذهاب إليها عندما تتقاعد عن العمل، فهذا الشئ ليس هروباً من حياتك العملية ولن يجعلك تشعر بالراحة النفسية تجاه ما يجري في حياتك.

خذها كأنها تجربة، وعندما تقوم بها فأنت تفعل ذلك من أجل الحماس والفضول والاستمتاع. فأنت تقوم بها حتى تكتشف نفسك وتكتشف العالم من حولك، مثلها كمثل أي تجربة أخرى. تعامل مع أي تجربة كأنها خطة للهروب وتذكر أن هذه الخطة قد تحتاج إلى خطة هروب أخرى في المستقبل.

فأنا أرى هذا يحدث معظم الوقت، الحماس أنك ستبدأ مشروعك الخاص ولكن ينتهي بك الأمر بالفشل لأنك لم تدرك مدى صعوبة ما أنت مقدم عليه.

على صعيدٍ أخر، لا تأخذ كلامي مسلم به فمن الممكن أن تكون حالة إستثنائية وتصبح قصتك مثل قصة فيلم وداعاً شاوشانك (Shawshank redemption)، تنحت طريق الخروج إلى حلمك.

ومن وجهة نظر شخص بدأ يبني وينفذ فكرته (www.elmenus.com)، فهذه المرحلة تعتبر أقل أهمية في الرحلة بأكملها. بين الكلام عن حافزك للركض والفائدة التي ستجلبها لحياتك وركض ٤٢ كليومتر في سباق الماراثون بالفعل، هناك دروس وقصص ستمر بها دائماً وستتعلم منها، كسباقات الماراثون عامة وأكثر حذاء يناسبك  في الركض، وكذلك الأشخاص الذين ستحظى بهم خلال رحلتك.

تبدو هذه العبارة مكررة أو"كليشيه" ولكن في الحقيقة هذه هي رحلة حياة وليست محطة تقف عندها. خلال هذه الرحلة ستكتشف أشياء جديدة عن نفسك أكثر أهمية من أي شئ أخر. يمكن أن أن تكتشف أن سباقات الماراثون مملة بالنسبة لك أو أنك ذاك الشخص الذي يحب تنظيم سباقات الماراثون أكثر من الركض فيها أو صناعة الأحذية لأن الأحذية الخاصة بالركض ليست مريحة. وهذا كله يَكمن في رحلتك، يَكمن في إكتشاف أشياء أكثر وتكوين رأى أكثر قوة عن نفسك وعن العالم.

وعند ترجمة كل هذا إلى عالم ريادة الأعمال أو الأعمال الحرة نجد أن الاستقرار على فكرة صحيحة ولامعة، أمر يجب أن لا تهتم به كثيراً، جد شيئاً يثير إهتمامك وأبدأ بالتعرف عليه والفكرة ستأتيك من تلقاء نفسها. وفي ذلك الوقت ستتعرف أكثر على نفسك والأشياء من حولك كي تكون جاهزاً لهذه اللحظة.

رحلة سعيدة!

 

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك