أنت هنا

الرحلة: تذكرة لجنّة رواد الأعمال

منذ 8 سنوات 5 أشهر

في الثلاث سنوات ونصف الأخيرة، قضيت أيامي في التعرف على عالم ريادة الأعمال والابتكار في سيليكون فالي، وكدت أن أصبح مهووسة ببناء شبكة علاقات بعد أن انغمرت في حضور الأحداث و حضرت 379 منها حتى الآن. وعندما عدت للوطن، قررت أن أشارك شبكة علاقاتي مع الأشخاص الذين يشاركوني نفس طريقة التفكير من رواد الأعمال في الشرق الأوسط.، هؤلاء الذين يثورون على الوضع الراهن ويكرسون وقتهم وموهبتهم ومواردهم لبناء مستقبل أفضل. شاركت في إنشاء شركة PITME التي تهدف إلى دعم مناخ رواد الأعمال في الشرق الأوسط عن طريق ربطها بموارد سيليكون فالي. كان جزءًا من عملي أن أساعد في تنظيم العديد من الأحداث.

وعلى كثرة ما حضرت من أحداث في المكان الذي كنت فيه، ظننت أنه من الصعب أن أحضر أي حدث يتفوق على الأحداث السابقة، حتى انضممت إلى الرحلة  كمنظمة مساعدة وضيفة على ورش عمل المعسكر. (الرحلة) هي معسكر لمدة 4 أيام لرواد الأعمال في صحراء سيناء الجميلة بمصر-نويبع تحديدًا- يُقام في مخيم رمضان. يقدم المعسكر لرواد الأعمال فرصة للاسترخاء وبناء شبكة علاقات وحضور ورش عمل ومشاركة الأفكار وممارسة الرياضة على الشاطئ. بالإضافة للاستمتاع بهدوء وجمال الطبيعة، هناك برنامج يحتوي على أنشطة غير تقليدية إلى حد ما. تشمل ست ورش عمل مميزة تتعلق بمجال الأعمال وبرنامج للياقة البدنية وجولة في مزرعة عضوية.

ما يميز هذا المعسكر هو أنه –كما يقول شعاره- "رحلة لعقل وجسد وروح رائد الأعمال" أي أنه ينظر نظرة شمولية لرائد الأعمال.

وهذه أهم 5 دروس مستفادة أحب أن أشركها من معسكر الرحلة مع المزيد من رواد الأعمال:

1- رواد الأعمال -ومن يطمحون أن يصبحوا رواد أعمال- في مصر يحتاجون إلى أنشطة وورش عمل لا تتعلق بالأعمال:

لقد حدث ما يشبه الانفجار في الأحداث التي تتعلق بالأعمال في مصر في آخر 3 سنوات، مما ألهب حماس الشباب من 18 إلى 35 عامًا لخوض مجال ريادة الأعمال. أغلب تلك الأحداث كانت تقدم المهارات المهنية التي يحتاجها رواد الأعمال لبداية شركاتهم مثل وضع إطار لنموذج الأعمال BMC ومهارات الدخول في مناقصات وكيفية جذب المستثمرين. لكن كان التركيز قليلًا على التنمية الشخصية لرواد الأعمال، والتي تشكل أهمية خاصة بالنسبة لهم حتى يستيطعوا إدارة شركاتهم الناشئة بنجاح.

في الرحلة، كانت أكثر ورش العمل حضورًا وتفاعلًا هي تلك المتعلقة بالصحة واللياقة والتعامل مع ضغوط العائلة والمجتمع ومفهوم السعادة والحياة الرومانسية لرائد الأعمال!

2- تعزيز التعاون يحتاج إلى روابط اجتماعية أقوى:

 
 

 

 

 

يتفق معظم المصريين على أننا شعب اجتماعي وشخصيات اجتماعية بالفطرة. لكن التعاون في مجال الأعمال هو مبدأ جديد على أغلبنا. كذلك يكاد يكون الحوار والأنشطة منعدمين بين طبقات المجتمع بينما في الثقافة الغربية يتبنى الجميع مبدأ الحوار دون تفرقة. لقد استطاعت الرحلة أن تحفز بناء علاقات صحية من هذا النوع عن طريق صُنع الذكريات عبر الصور الجماعية وأنشطة بناء الفريق والمايكروفون المفتوح حيث يمكن للناس أن يشاركوا بحرية جزءًا من قلبهم مع بقية المجموعة.

3-ريادة الأعمال الاجتماعية والابتكار هما أكثر صور ريادة الأعمال شعبية خارج القاهرة:

في دراسة نشرتها معامل أبحاث ومضة في أكتوبر الماضي، تبين أن  تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات هي اختيار شائع في نشاط ريادة الأعمال وتمثل 69% من الأعمال الممولة في مصر. لكن رواد الأعمال من غير القاهريين الذين حضروا الرحلة كانوا أكثر ميلًا لبدء أعمال تتعلق بالابتكار المجتمعي وحل مشكلات المجتمع التي يواجهونها يوميًا مثل الطاقة والتعليم وإعادة التدوير وعدم المساواة بين الجنسين وغيرها.

4- يظهر"التنوع" بشكل صارخ في كل جوانب الرحلة:

أغلب المعسكرات المكثفة يتم تصميمها لمجموعة معينة من المحترفين، فمثلًا "الهاكاثون" يجذب مصمي الأكواد، و"النساء في مجال التكنولوجيا" يجذب السيدات المهتمات بالعلوم. لكن منظمي الرحلة خرجوا عن السياق بنهج أكثر شمولية وهو تصميم معسكر لريادة الأعمال يخاطب الجميع. وفي حين تتركز أغلب الفرص في مصر في المركزين الماليين القاهرة والإسكندرية، فإن 32% من الحضور في النسخ التجريبية من الرحلة (1) و(2) لم يأتوا من القاهرة. 

إن دعوة منظمين من خلفيات مختلفة (خبراء في الأعمال وفنانين ومصممين) قد جعلت المعسكر جاذبًا لمجموعة متنوعة من الأعضاء الذين أتوا من أنحاء مصر باختلافاتهم المهنية والثقافية. ولقد استفادت المقر –مساحة العمل المشترك وواحدة من المنظمين- من شبكة علاقاتها في بناء مجتمع من رواد الأعمال ذوي الخبرة والطموح من خارج القاهرة. وأدى هذا التنوع لتبادل النصائح بين المشاركين حول التحديات الشخصية والمهنية التي تواجههم.

5-الرحلة هي نسخة مصغرة مدتها 4 أيام من رحلة ريادة الأعمال المنتظرة:

هناك العديد من المقالات والأحداث التي تضفي صورة رومانسية خادعة على عالم الشركات الناشئة، مما يجعل الناس يتطلعون للقب "منشئ" أو "مدير تنفيذي" وأن يكونوا رؤساء أنفسهم. بالإضافة إلى ميزة ساعات العمل المرنة والأجواء اللطيفة لفريق عمل من الأصدقاء المشاركين في إنشاء الشركة. لكن الحقيقة القبيحة – المتمثلة في القلق والتوتر والأعباء المالية والمسئولية والطريق الوعر- عادةً ما يتم تجاهلها. كان منظمو الرحلة مهتمين بجمع رواد الأعمال الخبراء والطموحين مع بعضهم البعض في رحلة مدتها 4 أيام، وقد كان من الصعب الوصول إلى هذا العمق من مشاركة القصص الشخصية -كما حدث في المعسكر- في أي حدث مدته 3 ساعات في أي مكان آخر غيره. لقد كانت تلك القصص مهمة لوضع سقف لتوقعات رواد الأعمال الجدد بشأن الرحلة التي تنتظرهم.

وفي حالة أن شعر أحد المشاركين أنه تائه أو نسي شيئًا ما عندما يعود لحياته المزدحمة، فسيكون سوار الرحلة حول معصمه وسيلته للتذكر.

"أينما تذهب.. اذهب بكل قلبك"

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك