أنت هنا

من الصفر للواحد

منذ 8 سنوات شهران

تشهد مصر هذه الأيام موجة جديدة من رواد الأعمال الشباب في مختلف القطاعات،كما اكتسبت ريادة الأعمال شعبية واسعة في أوساط الشباب المصري. ووصل الأمر إلى أن أغلب الشباب يريد و يسعى إلى الحرية المهنية عن طريق أن يصبح رائد أعمال، ولكن هل يعلم ما يلزمه لكي يحقق ذلك؟

عندما يتعلق الأمر ببدء مشروعك الخاص فالمال والعلاقات ليسوا كل شيء، سوف تحتاج إلى قدر من المعرفة و العلم لتبدأ رحلة المسئولية و الاستقلال. تأتي الفرص لمن هم جاهزون و لديهم متطلبات رواد الأعمال.

كتاب "من الصفر إلى الواحد" ليس فقط كتاب به الخطوات الأساسية لمساعدة رواد الأعمال المبتدئين،و لكنه أيضاً يشجعهم على الابتكار وتطوير مشاريعهم. كما يوضح الكتاب أن هناك نوعين من التقدم، التقدم الأفقي و التقدم العمودي. فالتقدم الأفقي هو الحفاظ على جودة المشروع أو المنتج أو تحسينه، بينما التقدم العمودي هو اتخاذ خطوة للأمام وإنتاج شيء جديد. و يؤكد ثييل على مفهومه موضحاً أن من "الصفر إلى الواحد" هوالانتقال من لا شيء إلى الواحد بينما من "الألف إلى الياء" هو مجرد بناء و تطوير على الأفكار و المنتجات الموجود بالفعل و ذلك كناية ودعوة للابتكار والخروج عن المألوف. ويقسم ثييل أفكاره إلى فصول، يحمل كل واحد منها عدة التحذيرات أوعدة نصائح في مجال إدارة الأعمال.

  1. الموارد شحيحة في كل مكان في العالم، لذلك العولمة قد تكون غير كافية دون التكنولوجيا. هنا في مصرحتى التكنولوجيا نادرة، مما يطيل الطريق علينا. بدأت قريباً الشركات الناشئة المعتمدة على التكنولوجيا في الظهور ولكنها في الغالب قليلة جداً ومتمركزة في القاهرة، مما يجعل الابتكار قليل في السوق. الاستثمار في تكنولوجيا سواء التدريب أوالأدوات له أكبر فرص الفترة القادمة في مصر، و بغض النظر عن كيفية استخدام التكنولوجيا في شركتك الناشئة ، سوف تتفوق على الجميع مما لا يستخدمون التكنولوجيا.

  2. إذا وضعنا التكنولوجيا جانباً، تعلمنا جميعاً بعض الخطوات الأساسية لبدء الأعمال تجارية، من الكتب، والكليات، أو حتى من بعض رواد الأعمال، وهذه الأفكار تندرج في إطار ''عقلية سليكون فالي'؛ يجب عليك أن تحدث إنجارات صغيرة ولكن بكفاءة عالية، اجعل خطة عملك مرنة لاحتواء أي تغييرات مفاجئة، وركز على تحسين موقفك بين المنافسين، وركزأكثر على المنتجات من المبيعات.
    تمثل هذه الخطوات معنى كبير لمعظم أصحاب المشاريع ورواد الأعمال ولكن ليس لثيل.
    فهو يعتقد أن التغييرات الصغيرة، تافهة لن تؤثر على المشاريع تأثير جذري بغض النظر عن مدى قوتها، ويؤمن أن علينا أن نتخذ خطوات جريئة ومحفوفة بالمخاطر بدلاً من ذلك. كما يعتقد بأن خطة عمل أمر بالغ الأهمية بغض النظر عن مدى صعوبتها. ينسى العديد من رواد الأعمال المصريين هذا الشيء، لأنه في مجتمعنا، نلوي الظروف لتتناسب مع وضعنا الحالي، ونحاول إيجاد طرق خلاقة لجعل الأشياء تتسق مع بعضها، ولكن خطة الأعمال ضرورية مع ذلك لتقديم صورة واضحة الفرص والمخاطروأين يتجه رجال الأعمال.
    يكره ثيل المنافسة؛ هو يشجع على الاحتكار والابتكار، و يؤكد أن بدءشركة ناشئة موجود شبيهها  بالفعل سوف ضيف قيمة لا تذكر للشركتك. ولدينا أيضاً نفس المشكلة في مصر حيث كثير منا خائفون على تحمل المخاطر؛ وهناك زليون محل للكاب كيك والأيس كريم على سبيل المثال، لكن لا أحد يبدئ المطاعم المكسيكية. الناس الذين يرغبون في فتح هذا المطعم المكسيكي يخافون ألا يروق المطعم الناس، ولكن عليهم أن يتذكروا أن مؤسس أول متجركاب كيك مر بنفس التجربة وأخذ الخطر على أي حال. أخيراً، الكثير من الناس يركز على المنتج أكثر من المبيعات، ولكن هذا ليس مشكلة لدينا في مصر. ويقول ثيل أن المنتج يجب أن يكون جذاب، وينبغي إضافة قيمة للعملاء، ولكنه لن يبيع نفسه بغض النظر عن مدى جودته. إذا كان لديك منتج رائع ولكن لا تعرف كيف تبيعه، إذاً ما الغرض منه؟

  3. هناك عدد قليل جداً من الاحتكارات في مصر، مثل شركة الحديد والصلب مملوكة لأحمد عز. تبدأ معظم الشركات نسخ أخرى من شركات موجودة لافعل للوصول إلى الهدف النهائي المتمثل في المنافسة. معظم الصناعات في مصر لديها منافسين كثر ، وفي حين توفر هذه الشركات قيمة لعملائها، فهي تجني أرباح قليلة جداً. في دولة من دول العالم الثالث وأكثر من نصف السكان غير متعلمين، يخاف الجميع من المخاطرة في تقديم أفكار جديدة. البحث المكثف والفريق الجيد هو السبيل الوحيد لضمان نجاح المشاريع التي يمكن أن تتحول يوماً ما إلى احتكار في مصر.

  4. نفترض إنك أطلقت شركتك الأولى وكنت ترغب في التركيز على المبيعات، تماما مثلما ذكر ثيل. يمكنك البدء في جني الأرباح على الفور، وحتى كسب إيرادات ضخمة بنهاية السنة الأولى، ولكن كيف تسير الأمور بعد 10 سنوات على سبيل المثال؟ التفكير في مستقبل الأعمال التجارية الخاصة بك أمر بالغ الأهمية. يمكنك البدء بالنظر إلى الأرباح قصيرة الأجل، ولكن انظر من خلال عدسة أوسع للكشف عن الفرص المتاحة.

  5. أن تجعل عملك دائم على المدى الطويل أمر يتطلب خطة استراتيجية. ينبغي أن يكون لديك الأدوات التكنولوجية المناسبة والمعلومات، وشبكات العلاقات الجيدة، وخطة المبيعات لفترات أطول من الوقت.

  6. نحن كمصريين نؤمن بالحظ والحسد بشدة، ونطبق هذه المفاهيم على جوانب كثيرة في حياتنا، ولكن ليس على الشركات. النجاح ليس عشوائي ابدأ. لا يصبح شخص ملياردير بمجرد الاعتماد على الحظ. بالتأكيد، الحظ قد يعطيه ركلة صغيرة، ولكن العمل الشاق هو دائماً المسبب الرئيسي للنجاح. كثير من الناس يعتقد أن ستيف جوبز أو بيل غيتس محظوظان، بينما ينظر المستثمرين ورجال الأعمال لهم على أنهم عباقرة ومجتهدين.

  7. بناء شركة بلا تأسيس سليم مثل بناء منزل على أسس غير مستقرة؛ سوف تنهار في أي وقت من الأوقات. العثور على مؤسسين والتعاقد مع الموظفين مهمة صعبة -تحتاج إلى عمل شاق و التزام كامل الوقت. اجتذاب المستثمرين شيء جيد، ولكن الصراعات قد تبدأ عندما  يكبرالفريق -من الناحية المثالية ينبغي أن يتألف مجلس الإدارة من 3-5 أشخاص للتقليل من الصراعات. وينبغي أن يكون هناك نوعا من الكيمياء بين جميع الأفراد في الشركة، نظراً للعلاقات التجارية مشابهة جداً للعلاقات الاجتماعية العادية.​
    لا يجب أن ننظر للشخص الأكثر موهبة؛ بل يجب أن تنظر  إلى لشخص الذي لديه نفس المهمة والذين تشاركهم نفس الأهداف والمصالح أنت وموظفيك، لأن هذا الموظف سوف يسهم بشكل أفضل للشركة من أي موظف موهوب ولكن غير مهتم. لا يمكن للعديد من المصريين تحديد الخيط الرفيع بين الاحتراف والتعاطف، وسوف يعينون أشقائهم أو أبنائهم فقط لأنهم يبحثون عن العمل، أو لأن أسرهم تريد العمل معهم على سبيل المثال. هؤلاء الموظفين يمكن أن يؤدوا إلى كوارث.

  8. الإعلان ضروري لنمو أي شركة، ولكن الإعلانات التلفزيونية و في الصحيفة ليست المقصودة. يجب أن لا تكون واضحاً عند الإعلان عن منتجك، وينبغي عدم ذكر الفكرة صراحة.تسويق المنتج الخاص بك والعمل على خطة طويلة الأمد لتسويق واسع الأمد يساعدك على زيادة الأرباح وجعل الشركة أكثر استدامة في المستقبل.

  9. وكما نعلم جميعا، العولمة لا شيء من دون التكنولوجيا. ولكن التكنولوجيا وحدها لن تحقق نسبة ١٠٠٪. الآلات وأجهزةالكمبيوتر قد تكون ذكية جداً، ولكن لا يمكنهم التفكيرأو خلق أحكام شاملة على سبيل المثال. مزيج جيد من الآلات والبشر سوف ينتج نتائج ممتازة. هذه التركيبة ستكون مثيرة للدهشة في مصر ولا سيما في المحافظات نظراً لوجود العديد من الشباب هناك يحتاج اكتساب المزيد من الوعي بالسوق وهي محاولة لاكتساب المهارات في مختلف الميادين.  في القاهرة، يعتمد معظم الطلاب الجامعيين فقط على شهادة التخرج في العثور على وظيفة لا خبرة.

  10. أعد ثيل ٧ الأسئلة على كل شركة ناشئة أن تحاول الإجابة عنهم قبل البدء: ١)هل تستخدم التكنولوجيا الجديدة أم التحسينات الأساسية فقط؟ ٢) هل هو الوقت المناسب؟ ٣) هل  بدأت بحصة كبيرة في سوق صغير؟ ٤) هل لديك الموظفين المطلوبسن ؟ ٥) هل لديك خطة أو استراتيجية لتسليم المنتج؟ ٦)هل موقفكم من السوق سيصبح دفاعي في المستقبل في المستقبل؟ ٧) هل حددت مكانة أو فرصة الفريدة في السوق لا يراها الآخرون؟ هذه الأجوبة سوف تخلق مخطط واضح يمثل إلى أين يتتجه الشركة.

المستقبل هو الشيء الأكثر رعباً عند افتتاح شركتك، والعمل عليها بهذا الخوف هو السبيل الوحيد للتصدي لذلك. بعض رواد الأعمال الموهوبين يمكنهم التنبؤ بالمستقبل، ولكن كم من الوقت يمكن أن يتنبأ للمستقبل ومدى دقة يمكن أن تكون؟ العمل و التخطيط هو السبيل الوحيد لضمان عدم فشل الشركات الناشئة.

 

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك