أنت هنا

لماذا سيساعدك بناء نموذج أولي للمنتج في تقليل المخاطر؟

منذ 6 سنوات 12 شهراً

من مسابقات ريادة الأعمال وحاضنات/مسرعات النمو وحتى أكبر برامج ريادة الأعمال في التلفزيون ونحن نشهد فشل الشركات الناشئة وهذا الأمر ليس غريباً. في الواقع تُشير التقديرات إلى أن ٩ من أصل ١٠ شركات من المتوقع أن تتلاشى في سنواتها الأولى وهذه النسبة الصادمة تشير إلى أن النجاح في الشركات الناشئة هو الإستثناء وليس القاعدة.

عادةً ما تفشل الشركات الناشئة لأسباب مختلفة في مراحل مختلفة. ولكن، وفقا لدراسة أجرتها سي بي أنسايتس حيث قامت بتحليل ١٠١ من المقالات التي قام بكتابتها مؤسسي الشركات الناشئة بعد فشل شركاتهم لتوثيق أسباب زوال مشاريعهم وقد أتضح أن حوالي ٤٢٪ من الشركات التي شملها الاستطلاع تعتقد أن السبب الرئيسي وراء فشلها هو عدم وجود حاجة لمنتجاتها في السوق.

أنا شخصيا أدرك تماما مدى صعوبة مواجهة الحقيقة عندما يتعلق الأمر بالنظر إلى المستقبل الذي تتجه نحوه شركتك الناشئة لأن معظمنا عادةَ ما يبدأ وهو مُغرم تماماً بفكرة ما وكأن هذه الفكرة تأتي مرة واحدة في العمر ويجب الإستفادة منها. بالتالي فإن أى دلائل توحي بغير ذلك من الطبيعي أن يتم تنحيتها جانبا حتى نصل إلى طريق مسدود ونواجه احتمال فقدان الشركة. في الواقع هناك أخبار جيدة حيث يوجد بديل لكل هذه الفوضى وهو اختيار بناء نموذج أولي للمنتج.

إذا كنت لا تعرف معنى مصطلح نموذج أولي للمنتج فإن الأمر بسيط جدا. هذا المصطلح يشير إلى استراتيجية يتم استخدامها من قبل رواد الأعمال لتجنب خلق منتجات لا يرغب المستخدمين في شراءها حيث أن الفكرة تتلخص في طرح الحد الأدنى من السمات الأساسية التي ترتكز عليها المشكلة التي يقوم المنتج/الخدمة الخاصة بك بمحاولة حلها وذلك لرؤية رد فعل المستخدمين وحجم الطلب على المنتج.

إن الحصول على هذه المعلومات سوف يساعدك في التحقق من صحة ما تعرفه مسبقاً عن المنتج وتحديد ما إذا كنت بحاجة إلى إحداث بعض التغييرات في النموذج الأولي للمنتج أو أسوأ من ذلك تقرر غلق المشروع بأكمله. أنا أعرف أن هذا الكلام قد يكون نظري قليلاً لذا سأقول لكم كيف ساعدتني هذه الاستراتيجية شخصياً في توجيه عملية تطوير المنتج/الخدمة في الإتجاه الصحيح.

تجربتي الشخصية: تحديد وجود طلب على المنتج/الخدمة بنجاح

في بدأ أول مشروع لي، كومباس وهي شركة تدريب تستند على مفهوم التعلم التجريبي (التعلم من خلال التجربة والتأمل) أردت تحسين أسلوب التدريب التقليدي الذي يشبه إلى حد كبير إلقاء المحاضرات بإستخدام برنامج باور بوينت. كنت أعتقد أنه ربما إذا كنت قادرة على دمج المعلومات مع أنشطة/تمارين مخصصة للمجموعة سيؤدي ذلك إلى خلق تجربة تعلم ممتعة أكثر.

ولكن بدلاً من أن أقضي الكثير من الوقت في البحث وتصميم واختبار مجموعة من التمارين والنشاطات لكل موضوع من مواضيع التدريب، قمت بتصميم برنامج تدريب للمدربين يقوم بتغطية أساسيات التدريب لغرض إجراء بعض الاختبارات وقلت لنفسي إذا كنت قادرة على الحصول على عميل واحد فقط فإن جميع افتراضاتي حول الحاجة إلى التدريب التجريبي صحيحة، بالفعل نجحت في الحصول على أول عميل لي والتي كانت منظمة طلابية تبحث عن بديل أفضل من الذي يقدمه السوق.

خلاصة القول هي مهما كانت المغريات تدفعك نحو المزيد من الإتقان في تطوير تطبيق المحمول، المنصة الإلكترونية أو نموذج المنتج/الخدمة الأولي الخاص بك، فإن القرار المناسب دائما يكمن في خلق نموذج أولي للمنتج ودخول السوق بأسرع وقت ممكن لأن هذا هو السبيل الوحيد حقاً لتعرف الإجابة على بعض الأسئلة المعقدة مثل هل هناك حاجة في السوق للمنتج الذي أحاول أن أقدمه؟ كيف سيستجيب العملاء للمنتج الخاص بي؟ هل يعتبر الوقت مبكرا جدا لدخول هذه الصناعة؟ أم السوق تعتبر مشبعة تماما الآن؟

لا يمكن العثور على هذه الأجابات في المجلات التجارية أو مؤتمرات ريادة الأعمال ولن يجيبك عنها أفضل خبراء ادارة الأعمال يمكنك أن تجدها على أرض الواقع فقط لذا شمر عن ذراعيك لأن لدينا نموذج أولي للمنتج يجب بناؤه. 

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك