أنت هنا

كيف تبقى في صدارة المنافسة؟

كرائد أعمال، فأنت عادةً ما تمر بدورة حياة تبدأ بملاحظة تتحول إلى فكرة أولية وإذا كنت محظوظاً بما فيه الكفاية فإن هذه الفكرة يمكن أن تتحول إلى نموذج عمل تجاري. ولكن عندما تبدأ في بناء مشروعك التجاري سيدخل عقلك تلقائياً فيما يمكن أن أسميه وضع "عقلية المنافس". في هذا الوضع ستقوم بمسح البيئة التجارية باستمرار بحثاً عن المنافسين المحتملين الذين يقدمون منتجات مماثلة أو بديلة وهذا بطبيعة الحال يضعك تحت ضغط كبير للبقاء في صدارة المنافسة من حيث نوعية المنتجات والمناورات التسويقية.

كيفية استجابتك لهذا الضغط ستحدد في نهاية المطاف مدى نجاح مشروعك وتوسعك في السوق. حسنا، من ما شاهدته حتى الآن فإن الشركات في السوق غالباً ما تستجيب بطريقتين. اذا كنت متحمساً لفكرة معينة وعلى دراية تامة بتفاصيل صناعتك وتعرف في قرارة نفسك بأنك ستقدم شيئاً جديداً فإن ردة فعلك على الأرجح ستكون إذا كان الجميع ذاهباً في هذا الإتجاه، سأذهب في الإتجاه الآخر.

أما إذا كنت تسعى وراء الحصول على صورة اجتماعية معينة (البرستيج) ولم تعمل على الفكرة الأولية بشكل جيد فإنك على الأرجح ستلجأ إلى استراتيجية محاكاة ودخول السوق بالأفكار الأولية الخاصة بشخص أخر. اسمحوا لي أن أكون صادقة معكم تماماً، فإن هذه الاستراتيجية بالتأكيد ستضعكم على الرادار وربما تحصلون على لحظات قليلة من الشهرة على صفحات التواصل الإجتماعي وينتهي الأمر. لماذا؟

لأنك عندما تقوم بتقليد استراتيجية لاعب آخر فأنت في الأساس لا تقدم شيء جديد إلى السوق، وعندما يتعلق الأمر بتنفيذ الفكرة الأولية لشخص آخر فأنت بحاجة إلى أن تدرك أن الأفكار عادةً ما ترتبط ارتباطاً وثيقاً برؤية مؤسسها حيث أن استعارة فكرة منفصلة عن رؤيتها هو أمر مشابه لاستعارة مضرب التنس الخاص بلاعبة التنس الأمريكية المحترفة سيرينا ويليامز، نعم يمكنك أن تأخذ بضعة جولات وبعض الصور لتخبر العالم بأكمله على وسائل التواصل الإجتماعي ولكنك لن تقوم بتسجيل الأهداف وذلك لأنك استعرت المضرب وليس ذراع سيرينا.

لا تقلق، هناك دائما طريقة مختلفة للقيام بهذه الأمور تحتاج فقط إلى تبني العقلية الصحيحة. من ملاحظاتي المتواضعة، رأيت أن أقوى الصفقات والنماذج التجارية هي تلك التي تقوم بخلق وضع مربح لكلا الطرفين (أي عقد الشراكات). لنأخذ نموذج أوبر على سبيل المثال، فإنه في الواقع يوفر وضع مربح لثلاثة أطراف من خلال تمكين ملاك السيارات الخاصة من كسب دخل إضافي من خلال عملهم كشركاء لأوبر (نعم أوبر في الواقع تطلق عليهم تسمية "شركاء") (لذا فإن الطرف الأول هو سائقي أوبر) وتوفير وسيلة نقل مريحة وبأسعار معقولة حسب طلب المستخدمين (الطرف الثاني العملاء) متمكنة في نفس الوقت من تحقيق الربح للشركة التي تأخذ حوالي ٢٠٪ من تكلفة كل رحلة (الطرف الثالث الشركة).

لا عجب أن هذا النموذج الذي يسمى بالاقتصاد التشاركي انتشر في جميع أنحاء العالم في مدة زمنية قصيرة جاعلاً أوبر إحدى أكبر الشركات العالمية في مجال النقل حسب الطلب. بإختصار، أنا حقاً أعتقد أنه إذا نظرت بعناية ستلاحظ بأن كل شركة لديها طريقة مختلفة للقيام بالأمور وذلك يعطيها ميزة في مكان ما (سواء كان ذلك استراتيجية فريدة من نوعها في التسويق أو فريق عمل قوي أو منتج مميز). لذا، بدلاً من سرقة الأضواء لفترة من الوقت وخلق وضع يسبب خسارة أحد الأطراف، لماذا لا تقوم بمشاركة الأضواء، توسيع دائرة المستخدمين الخاصة بك وكسب المزيد من الأموال؟!  

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك