أنت هنا

ريادة الأعمال القاهرية: الناس والأسواق (الجزء الثاني)

هذا المقال جزء من سلسلة urbaneconomies# والتي تم نشرها بالأصل على موقع  Progss وتم تفويضه بdistrict للعمل الجماعي.

السعى وراء المواهب

بسبب صعاب السوق في مصر، كالعقبات التنظيمية والمنافسين الخفيون ومؤخراً الاقتصاد المنخفض، يضطر رواد الأعمال في القاهرة التعامل مع ضياع المفكرين نتيجة الهجرة وبحثهم عن الفرص في أماكن أخرى. قال رائد الأعمال والمستثمر وأحد مؤسسي رايز أب إيجيبت كون أودونل أن: "هذه البيئة مدمرة لدرجة أن الناس سينتهزوا أول فرصة يحصلوا عليها ليغادروا. يوجد في جوجل وتويتر وبوكينج أفضل الناس من مصر. يحصل هؤلاء المهندسون على فرص عظيمة، لكن هذا يخلق مشكلة لرواد الأعمال هنا في القاهرة لأن ما يتبقى ليس جيداً."

شرح أسامة عثمان أن تطوير المواهب المحلية هو مفتاح نمو النظام البيئي وكذلك للاحتفاظ بالمواهب. قال عثمان: "أنت تحتاج للناس أن يدخلوا ويبدأوا شركات ويحققوا نجاح متوسط ثم يغادروا ومن ثم هم أو الناس الذين عملوا معهم أن يعودوا ويبنوا المزيد من الشركات حتى تبني كتلة حرجة، وأنت تحتاج إلى المواهب لتفعل ذلك. نحن لا نملك هذا النوع من الموهبة في مصر وإلى الحد الذي يتواجدون به، أغلبهم يحاول الخروج من البلاد."

على الرغم من وجود خروج مستمر للمواهب، أشار طارق أسعد، شريك إداري في آي ديفلبورز، أن التغيرات الثقافية والاجتماعية تنعكس مباشرة على مجموعة الناس الذين يتجهون لريادة الأعمال. قال أسعد، "نرى أناس ذو خبرة عالية ولهم بدائل أكثر جاذبية وليس فقط على مستوى المؤسسين. نحن نرى ناس ينضمون إلى الشركات الناشئة لكي يصبحوا مديرين والناس يدركون قيمة خيارات الأسهم وهذا أمر للانتباه لأنك تحتاج إلى خليط من الشباب المبدعين الذين يحلمون بغزو العالم ولكنك تحتاج إلى خبرة في الإدارة لتجاوز البيروقراطية."

بجانب ضياع المفكرين نتيجة الهجرة، سنوات من التعلم عن ظهر قلب وغياب تعليم الأعمال الحرة من المناهج تعتبر عوامل مقيدة لرواد الأعمال. يحدد المراقب العالمي لريادة الأعمال [The Global Entrepreneurship Monitor] إلى التعليم والتدريب كأحد شروط ريادة الأعمال الأساسية لخلق بيئة تسمح بتكوير أعمال تجارية جديدة ونموها، وفي دورة 2012 جاءت مصر الأخيرة بين 69 دولة تم تقييمها.

قال حسام عثمان، نائب رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ومدير مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال، "عندما نتحدث عن ريادة الأعمال والتعليم، نحن نتحدث عن المهارات والسلوك والعقليات ومعرفة جوانب عديدة من التجارة." أشار عثمان أن كل هذه العوامل غير متواجدة في النظام التعليمي في مصر وقال، "يتحدث الناس عن الابتكار وريادة الأعمال، ولكنهم في الحقيقة لا يعرفون ما يتحدثون عنه."

يصف هاشم الدندراوي، المطور الزراعي ومؤسس شركة كيه ناين سينس، [K-9 Sense]، شركة توفر منتجات وخدمات لتدريب ورعاية الكلاب، ريادة الأعمال بأنها "توق وشعلة داخل الإنسان". بالرغم من ذلك يؤمن الدندراوي أن عوامل مثل التعليم والتدريب يمكن أن تساعد رواد الأعمال على تحديد الفرص المحيطة بهم.

وقد احتلت مصر المرتبة 84 من أصل 124 دولة شملها المسح في تقرير رأس المال البشري لعام 2015 الصادر عن المنتدى.

يعمل الدندراوي عن قرب مع رواد الأعمال في صعيد مصر ويشير إلى أن غياب مفردات لغة سهلة وعامة عادة لا يسمح لرواد الأعمال أن يتواصلوا مع محترفين يمكنهم دعمهم، خاصة المستثمرين. قال الدندراوي، "نحن في حاجة إلى خلق مفردات لغة سهلة لرواد الأعمال وتكون قريبة إلى الناس."

وفقاً لهالة حطاب، عضو مؤسس في مجلس الشرق الأوسط للمشروعات الصغيرة وريادة الأعمال في مصر ومدرس محاضر في إدارة وريادة الأعمال في الجامعة البريطانية في مصر، فإن التعليم هو مفتاح لخلق  ثقافة الأعمال الحرة. قالت حطاب، "تتعلق ريادة الأعمال بالاستباق ودور المبادرة. نحن ندرب الطلاب على النظر إلى الفرص." وضحت خطاب أنه بالرغم من الشعبية المتزايدة لريادة الأعمال في القاهرة، إلا أن روح المبادرة المركبة من الثقافة والتعليم لا تزال ناقصة.

توافق دينا شريف على ذلك، فقالت، "نحن لا نعلم بهدف خلق عقليات تلائم الأعمال الحرة، مما يعني أننا لا نركز على التفكير النقدي وحل المشاكل ورؤية الحلول بدلاً من المشاكل." شرحت شريف أن الطلاب في مرحلة الثانوية والجامعة يجب تعريفهم على التفكير الريادي إذا كانت هناك ثقافة عن ريادة الأعمال ستتكون في مصر.

كما أشارت شريف إلى أن النساء يحتاجون إلى الشجاعة والمجازفة وهذا هو مفتاح تكوين نظام متوازن لريادة الأعمال. قالت شريف، "النساء لا يثقن بأنفسهن، لذلك نحن نضغط بشدة على أنفسنا...تتم تربيتنا على أساس أننا لا نستطيع أن نحقق نفس الإنجازات التي يحققها الرجال. هذا المفهوم يتغير للأجيال الأصغر سناً ولكنه لا يتغير بسرعة كافية. نحن لا نُعلّم النساء الشجاعة والمجازفة، ولكننا نشجع الرجال على هذه الصفات." أضافت، "هذا الأمر ليس في مصر أو الدول العربية فقط، ولكنه في العالم كله." 

ترقبوا الجزء الثالث من المقالة الرابعة في سلسلة اقتصاديات الحضر. هذه المقالة برعاية :  

ترجمة: نورا شبل

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك