أنت هنا

الناس دائماً هم الأهم - حوار مع شريف محسن، مؤسس ستار واليت لابز

إن إطلاق المنتجات الرقمية يبدو شبه مستحيل بالنسبة لرواد الأعمال غير الفنيين. ولأنه ذو خلفية تأتي من إدارة الموارد البشرية، فإن رائد الأعمال هذا خاض معركة كبيرة لإطلاق أول منتجاته. وبعد أقل من عام، أطلق حاضنة أعمال incubator لمساعدة من هم مثله (أي رواد أعمال يحاولون إطلاق منتجات رقمية).

لقد أجرت إبداع مصر حديثًا مع شريف محسن مؤسس شركة ستار واليت لابز حول شركته وخطواته القادمة.

 أخبرنا المزيد عن نفسك وكيف أصبحت رائد أعمال؟
اسمي شريف محسن. قبل أن أبدأ ستار واليت لابز كنت أعمل في شركة تصنيع تمتلكها عائلتي.

عملت كمدير تطوير شركات في هذه الشركة. عندما انضممت إلى العمل لم يكن لدينا أي نوع من النظم، فساعدت في إنشاء نظام. كان لدينا إدارة حسابات لكن لم يكن لدينا إدارة مالية، وكان لدينا إدارة مستخدمين ولكن لم يكن لدينا إدارة للموارد البشرية. لقد انتقلنا إلى مستوى جديد كليًا، واستطعنا أن نرفع قيمتنا السوقية من ٨٥٠ مليون جنيه إلى مليار جنيه. لكن كنت أريد دائمًا أن يكون لي شركتي الخاصة، وهذا ما فعلته.

ما هي ستار واليت لابز؟ كيف تحولت هذه الفكرة إلى حقيقة؟

ستار واليت لابز تركز على تسويق الإشراك engagement marketing، وأنا أعتقد أنه مستقبل التسويق. إن الفكرة هي إشراك الناس وإعطائهم شيئًا في المقابل.

كنا نستعمل التقنيات في الشركات العائلية التي كنت أعمل فيها، وقد أوحى هذا إلي أن أبدأ هذه الفكرة. خلفيتي هي إدارة الموارد البشرية وأنا خريج جامعة ميدلسكس في لندن، فكنت لا أعرف شيئًا عن الجانب التقني من هذه الأعمال.

حصلت على قرض قدره ١٥٠ ألف جنيه وقررت الاستعانة بمصادر خارجية في الجانب التقني. لكن التعاقد مع شركة كان قرارا خاطئًا للغاية، لقد فقدت أموالي وحصلت على أسوأ نموذج أولي ممكن.

لا مال ونموذج أولي سيئ، يبدو وكأنه مزيج صعب.. كيف تمكنت من إطلاق الشركة بعد ذلك؟

لقد استخدمت النموذج الأولي وبعته. هناك فرق ضخم بين بيع فكرة لمستثمر ووجود نموذج أولي للمنتج الفعلي. لقد جعلتني هذه التجربة أريد أن أبدأ بتكوين فريق خاص بي حيث اعتقدت أن الاستعانة بمصادر خارجية ليست فكرة جيدة.

لقد استطعت جمع الموارد، وكان تركيزي على البيئة. لدينا ثلاثة أشياء لا رابع لها نركز عليها : الفريق والنظام والبيئة.

بعد تشكيل فريق، أدركنا أن لدينا ميزة في مجال التنمية. أطلقنا بوجو بلس وأصبحنا شركاء، ومن ثم حصلنا على فكرة: لماذا لا نركز على المنطقة التي كادت تضيعنا -وهي الجانب التقني- يومًا ما؟ منذ حوالي ٦ أشهر أطلقنا حاضنة لمساعدة رواد الأعمال في الجانب الرقمي.
أحوالنا الآن جيدة. إنها سوق ديناميكية وعلينا أن نتحرك دائمًا بسرعة.

ولكن هناك الكثير من الشركات الناشئة غير التقنية، كيف تختارون الشركات الناشئة التي تعملون معها؟

ننضم إلى الشركات الناشئة كشركاء للمؤسسين، ونقوم بصيانة وإدارة المنتج لمدة عام، ونجمع الأموال ونأخذ فقط سعرًا موحدًا قدره ٢٠٪. لدينا ٣ دورات في السنة، وتدفع الشركة الناشئه ٣٠٠٠ دولار شهريًا، وفي المقابل نساعدهم على تحويل المنتج من منتج قليل القيمة إلى منتج قابل للتوسع ومستدام.

نحن نعمل فقط مع المنتجات التي نتحمس لها أي المنتجات التي بها إمكانيات كامنة. عمليًا، نحن لا نكسب أي أموال ونأخذ فقط سعرًا موحدًا. المال الذي نحصل عليه هو أقل بكثير مما تدفعه عادة الشركة الناشئة للتنمية.. ومع ذلك فإن رائد الأعمال يجب عليه وضع المال في المشروع أيضًا. إذا كنت جادًا في ما تفعله فضع أموالك فيه.

وبالنسبة لرائد الأعمال فإنها صفقة العمر.. لو كان يريد أن يخاطر فسنخاطر معه. 

كم عدد الشركات الناشئة المحتضنة حتى الآن؟

خمس شركات.. وهذا يشمل ستارواليت وهو أول مشروعاتنا والذي تحمل الشركة اسمه. ستارواليت تساعد المطورين في تسييل الأصول وزيادة اشتراك المستخدمين من خلال الإجراءات التي تجذب العملاء والمكافآت .

مشروع آخر هو بولتوك، وهو منصة على الانترنت للتعليقات الرياضية بلغات متعددة. يمكن لأي شخص أن يطلق قناته الخاصة والتعليق على أي لعبة. بعض الناس ليست نشطة في الألعاب الرياضية ولكنهم موهوبون جدًا كمعلقين رياضين. وهكذا أستطيع الآن مشاهدة مباراة وأستمع إلى صديقي يعلق عليها بدلًا من عصام الشوالي، أو إذا كنت مصريًا يعيش في الولايات المتحدة فلا يزال بإمكاني الاستماع إلى المباراة باللغة العربية. إن ذلك سوف يساعد على نشر ثقافة المصدر المفتوح في التعليق الرياضي، وربما يكتشف شخص ما موهبته من خلال ذلك.

اذكر لنا إحدى القيم التي تحرص عليها ستار واليت؟

تمكين رواد الأعمال غير الفنيين من إطلاق منتجات رقمية. وهذا ليس شيئًا سهلًا لكن له إمكانات كامنة كثيرة جدًا.

إلى أين تتجه سفينتكم الآن؟

جمع موارد مالية.. لقد اقتربنا جدًا من جني ما أنفقناه، فنحن الآن نتوسع إقليميًا ونفتتح مكاتب في دبي ولبنان ونخطط لتوسيع أعمالنا إلى وادي السليكون أيضًا. نحن نود أن يكون لنا وجود قوي في الولايات المتحدة.

لماذا تعتقد أن الوجود في الولايات المتحدة مهم؟

الولايات المتحدة محور عالمي للتسويق. لو قمت بالتسويق في الشرق الأوسط فستكون معروفًا في الشرق الأوسط، أما إذا قمت بالتسويق في الولايات المتحدة فستكون معروفًا في كل مكان. والولايات المتحدة مركز مبيعات إلا إنها أهم كمركز تسويق عنها كمركز مبيعات.

ما هي أكبر تحدٍ تتوقع أن تواجهه في المستقبل؟

العثور على الأشخاص المناسبين. المهم دائمًا هم الناس، أما أي شيء آخر فيمكن عمله. كل شيء ممكن عمله، إذا ركزت فيه. وأنا شخصيًا لا أستسلم، ولكني أنا أيضًا واقعي وأنا أعرف متى أغير موقفي.. لست عنيدًا بجنون.

 أتعلم شيئًا جديدًا كل يوم، ولكي تكبر شركتي فأنا أيضًا يجب أن أكبر.

إذا قابلت أحد رواد الأعمال الطموحين، بم تنصحه؟

لا تستسلم، ولا تخجل أبدًا من أن تقول "لقد أخطأت". تضخم "الأنا" يسبب لنا الكوارث، لا تفترض أنك دائمًا على حق، كن واقعيًا.

لو أن شخصًا عرض عليك خمسة أضعاف ما تجنيه الآن لتبدأ في إنشاء شركة أخرى في الخارج، هل تفعل ذلك؟

لا، وأعتقد أنه إذا لم يكن لك عمل فلا يمكنك أن تفعل أي شيء، ولكن إذا كان لديك عمل فيمكنك أن تفعل الكثير. لا أعتقد أن وادي السليكون لديه أي شيء إلا الموارد البشرية، ومع ذلك فإنه آلة لتوليد الإيرادات.

وضعنا أنفسنا أولًا، وهذا عدل، ولكن إذا فكر الجميع في أنفسهم ونموا فإن الوطن سيستفيد أيضًا. مصالح الأفراد والدولة لا تتعارض عادة.

 

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك