أنت هنا

"الفشل قد يكون نجاحًا"- حوار مع محمد الديب مؤسس شركة مانكيز إن تاكسيدوز

هل سمعت قبل ذلك عن شركة تبيع الأفكار؟ حسنًا، لدينا واحدة هنا في مصر.

"مانكيز إن تاكسيدوز" شركة ناشئة انطلقت مؤخرًا في عالم الإعلانات بطريقة مختلفة.. فماذا يفعلون؟

للإجابة على هذا السؤال ومعرفة المزيد عن رحلتهم، قامت إبداع مصر بعمل حوار مع محمد الديب، ووظيفته متسلق الشجر الرئيسي -كما يسمي نفسه- في شركة "مانكيز إن تاكسيدوز" - قرود ترتدي البذلات- أو المدير الإبداعي كما يعرفه الآدميون.

 أرجو أن تقدم لنا نفسك، كيف أصبحت رائد أعمال؟

اسمي محمد الديب وعمري ٢٥عامًا، بدأت كرائد أعمال وعمري ٣ سنوات.. أنا لا أمزح.. فهذا العمر الحقيقي. بدأت مشاريع صغيرة منذ أن كنت طفلًا صغيرًا، بعضها نجح وبعضها فشل. لقد كانت رحلة ممتعة ولكن مليئة بالمطبات.

درست التسويق في الجامعة الأمريكية في القاهرة، وطوال حياتي عملت في شركتين فقط لا أملكهما.. لكني متحمس لأشياء كثيرة.

كيف استطعت أن تطلق العديد من الشركات الناشئة في مجالات مختلفة تمامًا؟ كيف يمكنك التركيز وتحقيق الأداء الجيد؟
أنا مرتاح جدًا لكوني غير مرتاح.. أحب أن تكون الأشياء غير مؤكدة، وأحب المغامرة وتجربة أشياء جديدة. الطريقة الوحيدة التي يمكن للإنسان أن يعيش حياة حقيقية هي التعلم وتجربة أشياء مختلفة.

أدرت مطعمًا من قبل ولم أكن أعرف شيئًا عن الطهي قبل ذلك، فتعلمت الطهي. في مجال الإعلام، أصبحت المدير الإبداعي من خلال كوني المخرج الإبداعي، نحن نتعلم من خلال العمل. المهارات التي تحتاج إليها من أجل حل مسألة رياضيات هي نفسها التي تحتاج إليها لطهي الطعام أو لتصميم شيء معين وهي إيجاد حل لمشكلة، ولكن التنفيذ هو الذي يختلف.

من أين أتت لك فكرة "مانكيز إن تاكسيدوز"؟ كيف بدأت؟

كمجموعة، كنا نعمل بالفعل معًا في العديد من الوظائف، بدأنا كأفرد يعملون لحسابهم الخاص.. وعند نقطة معينة، أدركنا أن كل واحد منا لديه شيء ليقدمه.

كما شعرنا أن هناك فجوة في سوق الإعلان. معظم الوكالات تركز إما على الإبداع وتفتقد الاستراتيجية أو العكس. كان لدينا المهارتين، لذلك قررنا إطلاق شركة.

ماذا تفعلون في "مانكيز إن تاكسيدوز" إلى جانب تسلق الأشجار؟

نحن نجمع بين الإبداع وعناصر الاستراتيجية لخلق تجربة مختلفة، وهذا يمكن أن يكون في صورة إعلانات أو موقع على شبكة الانترنت أو مقطع فيديو أو أي شكل آخر من أشكال الترويج، أو قد تكون فكرة ينفذها شخص آخر. في بعض الأحيان أحيانًل ننتج بأنفسنا، وأحيانًا نعمل مع شركات الإنتاج الأخرى .. ما يميزنا هو الأفكار.

أخبرنا أكثر عن رحلة "مانكيز إن تاكسيدوزحتى الآن.

عندما تقوم بتسويق شيء ما فإنك تغيرعقليات.. هذه هي المسؤولية.

لقد بدأنا فقط في يناير ٢٠١٥ كثلاثة شركاء وموظف واحد، وكنا كلنا قبل هذا التاريخ أشخاصًا يعملون لحسابهم الخاص، وتمكنا من تجاوز هدف الربع الأول من السنة.

ونحن نعمل الآن على الحملة العالمية لفير آند لفلي، والتي تتضمن إدارة علاقاتها العامة ووسائل التواصل الاجتماعي لبقية العام. وقمنا بالدعاية لعلامات تجارية عديدة وأنشأنا عدة مواقع لعدة شركات. نحن نعمل على نشر العديد من المفاهيم المبتكرة. ليصبح لدينا استوديو إبداعي؛ فنحن لا نحب تسلق فرع واحد من الشجر!

ما هي التجربة الأبرز التي قمتم بها من خلال "مانكيز إن تاكسيدوز

لم نقم بالكثير من المشاريع لذلك فأنا لا أعتقد أنني سوف أكون قادرًا على اختيار شيء وتسميته شيئًا بارزًا.. ولكن العمل مع بعض مديري العلامات التجارية هو عمل أكثر تميزًا من العمل مع البعض الآخر.

في بعض الأحيان لا يملك مديرو العلامة التجارية في الواقع فهمًا جيدًا لعلاماتهم التجارية، وقد لا يكون لديهم المرونة الكافية.. معظم مديري العلامات التجارية تقليديون ولديهم أفكار جامدة في رؤوسهم، ولذلك فإنهم لا يقبلون الأفكار الجديدة. اسم مانكيز إن تاكسيدوز أو القرود ترتدي البذلات يجلب لنا العملاء الئين يبحثون عن أفكار غير تقليدية مصحوبة بالمرح والمغامرة.

ما هي خطوتك التالية؟

بدأنا للتو شركة صغيرة، لذلك فخطوتنا التالية هي اتخاذ الخطوة الأولى. لدينا فريق وبدأنا الاستكشاف، ولكن لم نصل بعد. يبدو وكأننا نختبر الماء.. والآن حان الوقت للوصول إلى العمق.

كل واحد منا لديه أشياء يهدف إلى أن يتعلمها، ونحن نعتقد أننا بحاجة إلى النمو على المستوى الشخصي حتى نتمكن من توفير خدمات عالية الجودة وننمو كشركة.

نأمل أيضًا في العمل مع المزيد من العملاء وأن نتوسع إقليميًا إذا كان السوق يسمح بذلك. هذا هو ما يجب أن أقول لك الآن، ولكن ربما في الغد كل شيء سوف يتغير بما في ذلك الخطط أيضًا.

على المستوى الشخصي، أريد أن أكون أكثر انخراطًا في الشركة، وأريد أن نكون معيارًا للنجاح. أريد أن أتواجد وأخلق المزيد من المحتوى. لدي شركاء يدعمونني ويعتنون بتطويري على المستوى الشخصي، وهم طريقي لأصبح محترفًا أفضل. ولكن انتظر، أنا أسحب ما قلت.. فلا أريد لأحد أن يحسدنا أو يجلب لنا النحس! إن الأنانية لا تنجح، وهذا يحتاج إلى النضج. و القرود ترتدي البذلات لأنها مرحة و اكن أيضاً محترفة و لديها ما يكفي من النضج.

ما هي التحديات الرئيسية التي تواجهك؟

الانتقال من شركة ناشئة إلى أخرى ليس بالأمر الصعب، فإن التحدي دائمًا هو اختيار ما الذي يجب العمل عليه وتحديد ميزتك.. فأنت لا تستطيع عمل كل شيء.

وهناك أيضًا مشكلة التدفق النقدي في معظم الوقت، لم يكن لدينا ما يكفي من المال ليكون لنا مكتب، فقد كنا جميعًا أشخاصًا يعملون لحسابهم الخاص من أجل وضع المال في الشركة على شكل قرض، ولكن ليس كاستثمار.

كيف أثرت خلفيتك التعليمية على عملك؟

في الكلية نتعلم النظريات فقط، ولكن العالم الحقيقي مختلف. توضع القواعد لكسرها، ولكن لا يمكنك كسر القاعدة دون أن تعرفها. لا بد من كسرها عن وعي واختيار. خلال شهر رمضان الماضي، تم كسر العديد من القواعد، وكان هذا شيء مثير للاهتمام. ولكن العديد من الإعلانات لم تستند إلى أي من القيم الأساسية. كانت معظمها أفلام قصيرة، ومثيرة للاهتمام وقابلة للمشاركة، و لكن ليست إعلانات ذات رؤية قوية ومن ثم لم تحقق نتائج جيدة.

لقد عرفت دائمًا شغفي ولم أفكر في أن أعمل في مهنة تقليدية.. هذه هي شخصيتي، وأنا لن أعمل على عكسها.

معظم رواد الأعمال يقولون أنهم اختلفوا مع أسرهم في البداية.. هل كان لديك هذا الضغط للحصول على وظيفة تقليدية؟

الآباء لا يملكون أبناءهم، ولكن يقدمون الدعم لهم ويرشدونهم ليصبحوا من يريدون. من الطبيعي لابن أو لابنة أن يرغبوا في شيء وأن يفعلوه طالما أنه غير ضار.

كنت أتحدث مع عائلتي عن هذا قبل بضعة أيام. أنا شخصيًا أملك خلفية عائلية في ريادة أعمال حيث أن والدي رائد أعمال ووالدتي هي الجزء المبدع في العائلة.. فهما يتفهمان الأمر. كانت عائلتي داعمة جدًا، كل واحد منا -أنا وإخوتي- يفعل ما يحب. ولكن بالطبع نناقش العديد من الخيارات الغير عادية التي اتخذها من أجل الحصول على رؤية أكثر وضوحاً للمخاطر التي أوشك أن أواجهها.

 هل لديك أي نصيحة لرواد الأعمال الطموحين؟

من المهم أن تتعلم كيف تسقط ثم تمسح الغبار عنك وتعود. أحيانًا نتمسك بأشياء يجب أن تنتهي، يجب عليك وقف النزيف.

كنت ذات مرة جزءًا من شركة تعاني الكثير من المشاكل -بعضها كان في الجانب الأخلاقي- وتعرضت أموالها للسرقة وكانت كارثة.  لم أكن أريد إنهاءها.. ولكن في يوم من الأيام استيقظت وأنهيتها. و مازالت فخور بقراري، برغم خسارة أول مولود لي في عالم ريادة الأعمال.

وضعنا الكثير من الجهد والمال والوقت الذي كان من الممكن استثماره في أشياء أخرى، حتى وصلنا إلى مرحلة شعرنا فيها كأننا متزوجون من أفكارنا. أحيانًا يكون هذا خطأ، ومن الأفضل بكثير التوقف ووضع حد لهذا.

كما أود أن أضيف شيئًا: من أجل البدء، يجب أن تبدأ فعلًا. حسنًا، تابع ما يقول الجميع و خطط وقم بإجراء البحوث، ولكن يجب أن يكون لديك إيمان. يمكنك الحصول على المهارات كلما مارست العمل.

إذا تبين أن ما تقوم به قد فشل، فإنه لا يزال نجاحًا.

 كيف تنجح في البدء من جديد بعد أن تترك شيئًا؟

هذا شيء بسيط. بحلول الوقت الذي أكون أنهي فيه شيئًا أكون في الواقع أفكر في الشيء التالي. في إحدى المرات فكرت أنه ربما أحتاج لخبرة، لذلك حاولت العمل في الشركات مرتين. وسرعان ما اكتشفت أن هذه ليست  شخصيتي.  ليس من السهل أحياناً، ولكن تذكر الرؤيتك دائماً. اغمض عينيك وانظر لنفسك لبعض الوقت؛ تصور أين أنت وأين تريد أن تذهب، وإلى أين سوف تتوجهة. الوقت يصنع المعجزات.

لو أن شخصًا عرض عليك خمسة أضعاف ما تجنيه الآن لتبدأ في إنشاء شركة أخرى في الخارج، هل تفعل ذلك؟

هل هذا المكان به ناس؟ نعم.. ربما بعد سنة.. لماذا سنة؟ ربما لأنني بحلول ذلك الوقت أكون قد فعلت شيئًا وأعطيت ما يمكنني إعطاؤه، وحينئذ سأصبح قادرًا على الذهاب لمكان آخر. يأتي وقت في الحياة على كل رائد أعمال قد أعطى كل ما لديه، ويكون من الأفضل إعطاء القيادة لأشخاص آخرين لتستفيد الشركة. سوف أرغب دائماً في العودة، وربما ينتهي الأمر بالقيام بذلك، ولكن في بعض الأحيان هناك فرص جيدة ويجب أن نسعى.

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك