أنت هنا

الجانب الآخر لأشتون كوتشر .. ممثل كوميدي، رائد أعمال، أم مستثمر في التكنولوجيا؟

نعلم جميعاً أشتون كوتشر الممثل الكوميدي الذي جعلنا نضحك بصوت عال مرات عديدة في دور السينما أو في المنزل، لكن لا يعرف الجميع الجانب الآخر للمثل الكوميدي.

إذا كنت تعرف أشتون كوتشر كالشاب الكوميدي في فيلم "Dude, Where’s My Car?" ومسلسل “That ‘70s Show" أو الشاب الرومانسي/الكوميدي في فيلم “Just Married” و"Valentine’s Day"، فإنك يفوتك الكثير وعلى الأغلب ستتفاجأ لمعرفة أن الممثل ذات الـ٣٩ عاماً هو أيضاً رائد أعمال ومستثمر مغامر في مجال التكنولوجيا – وقد استثمر في ٥١ شركة مختلفة.

شارك كوتشر في تأسيس شركة رأس المال الإستثماري المخاطر "A-Grade Investments" في ٢٠١١ – و "Sound Ventures" في ٢٠١٥ – ومنذ ذلك الحين استثمر الملايين في شركات ناشئة مثل Skype وSpotify وAirbnb وUber وFoursquare وPath وSoundcloud وFab.com.

قال كوتشر في مقابلة له على المجلة الإلكترونية Grow: "لقد أدركت في وقت مبكر أن هناك الكثير من الشركات الناشئة تقدم حلول أفضل وأنظف وأسهل للمشاكل اليومية، وأنا لدى القدرة والإهتمام لتقديم تلك الحلول للعامة. أقضي الكثير من الوقت في التفكير في طرق جديدة وبسيطة للقيام بالأشياء، ولكن ليس لدى ما يكفي من الوقت لتنفيذ كل تلك الأفكار. لذلك وجدت الناس الذين ينفذون هذه الأفكار واستثمرت في نجاحهم."

يذكر أن كوتشر شارك فى المشروعات التجارية منذ عام ٢٠٠٣، عندما أسس شركة إنتاج “Katalyst”. قال كوتشر أن الملاك المستثمر الشهير رون كونواي هو من أخذ حياته المهنية إلى مستوى آخر. قال كوتشر في مقابلة له على A Plus (وهو مؤسس ومستثمر فيها): "هو أحد قادة استثمار الملاك. لقد فتح لي ملفه الاستثماري وبدأ الشرح لي كيف تعمل الأمور وما هى استراتيجيته. إنه على الأرجح أكبر وأفضل مُعلم لي."

قام كوتشر أيضاً ببعض الاستثمارات الفردية قبل تأسيس شركته A-Grade في عام ٢٠١١. إنه يملك حصة في Foursquare، الشبكة الإجتماعية التي تسمح للمستخدمين بتسجيل الوصول للأماكن المختلفة على الإنترنت. وقد كان هذا أول استثمار يضعه على خريطة مجتمع ريادة الأعمال والشركات الناشئة، ثم في عام ٢٠٠٩ استثمر في Skype، الذي تم شرائه بعد عامين من مايكروسوفت لأكثر من ٨ مليار دولار – فبالتالي تضاعفت أموال كوتشر ثلاث مرات.

في ٢٠١١، استثمرت شركة كوتشر لرأس المال المخاطر ‘A-Grade Investments’ في Airbnb – المنصة التي تربط بين المسافرين الذين يبحثون عن أماكن للإقامة مع الناس الذين يستأجرون منازلهم أو جزء من منازلهم. في ذلك الوقت، كان لدى Airbnb ٦٠٠٠٠ قائمة ومليون ليلة حُجزت من خلالهم. بعد ست سنوات، لدى الشركة الآن أكثر من ٢.٣ مليون قائمة ويتم تقييمها بـ٣٠ مليار دولار.

في ٢٠١٣، استثمر كوتشر في YPlan، تطبيق تذاكر آخر لحظة الذى يسمح للأشخاص العفويين شراء تذاكر آخر لحظة لأهم الفعاليات في لندن في يوم الفعالية نفسه. بعد استثمار كوتشر، توسع التطبيق لنيو يورك وسان فرانسيسكو. يُقال أن كوتشر جاء عبر تطبيق YPlan لأنه كان في لندن وكان يريد أن يخطط موعد في آخر لحظة مع صديقته – التي هى زوجته الآن: الممثلة ميلا كونيس.

قال كوتشر على المسرح في TechCrunch Disrupt ٢٠١١: "أعتقد حقاً أن التكنولوجيا لديها أكبر إمكانات لتسريع السعادة لمعظم الأشياء في العالم. الشركات التي ستعمل بشكل جيد في نهاية المطاف هى الشركات التي تُطارد السعادة. إذا وجدت وسيلة لمساعدة الناس على العثور على الحب، أو الصحة أو الصداقة، فإن الدولار سيطارد ذلك."

لم يتحول كل شئ استثمر فيه كوتشر إلى ذهب– فقد خسر مال في Ooma، شركة الاتصالات الهاتفية عبر الانترنت، وFashism، تطبيق التسوق الاجتماعي، على سبيل المثال - ولكن الغالبية العظمى كانت ناجحة ولا تزال في طريقها للنجاح. ومن المحتمل أن طبيعة كوتشر الحماسية لكل التكنولوجيا الجديدة قد ساعدته. في عام ١٩٩٧، التحق كوتشر بجامعة Lowa، وكان يخطط إلى التخصص في الهندسة البيوكيميائية – حتى فاز في مسابقة عرض أزياء، ترك الدراسة واتجه إلى مجال عرض الأزياء والتمثيل. ولكن اهتمامه بالعلوم والتكنولوجيا عاد بعد سنوات عندما بدأ الاستثمار في شركات التكنولوجيا.

إن مدى حماس كوتشر للتكنولوجيا مفاجئ وغير متوقع - حتى لأولئك الذين عرفونه في حياته المهنية في التمثيل. على سبيل المثال، مايكل سترن، مخرج فيلم “Jobs”، فيلم السيرة الذاتية لستيف جوبز، قال لجريدة الوول ستريت أنه فوجئ بمعرفة كوتشر التاريخية لـApple. 

حكى مايكل سترن قائلاً: "لقد دخلت مكان التصوير في يوم وكان هناك حاسب آلي كجزء من الديكور. أزاله كوتشر فجأة وقال ’ لم يتم اختراع هذا لمدة عامين آخرين'. كان يعرف كل شيء يمكن معرفته، حتى تاريخياً، عن التكنولوجيا."

صورة قديمة لستيف جوبز وصورة أشتون كوتشر في فيلم Jobs

كرائد أعمال ومتحمس للتكنولوجيا، لم يكن قرار تمثيل دور ستيف جوبز في فيلمه سهل. أثار شخصاً ما المناقشة وطرح على موقع Quora هذا السؤال: "لماذا قرر أشتون كوتشر لعب دور ستيف جوبز في فيلم Jobs؟"، قفز الممثل-الذى-أصبح-مستثمر-في-التكنولوجيا أشتون كوتشر في المناقشة للشرح. وقال أن قرار القيام بهذا الدور كان صعباً للغاية لأنه معجب كثيراً بالأعمال التي قام بها ستيف جوبز ولديه العديد من الأصدقاء والزملاء الذين عرفوا/عملوا مع ستيف. لذلك، عندما قرأ سيناريو لم يكن يمدح كثيراً في شخصية ستيف جوبز، كان لديه الكثير من التحفظات لكنه اختار أن يأخذ الدور لعدة أسباب، وهى:

" ١. أنا أهتم. عندما قرأت السيناريو كنت أشعر بمغص في معدتي. تخيلت ممثلين يلعبون هذا الدور ولا يربطوا بين الحب الذي أدى أحياناً إلى بعض القرارات التي تبدو غير عقلانية التي كان يأخذها ستيف. إذا أصبح هذا الفيلم ذاكرة دائمة، لرجل أنا معجب به، أردت التأكد من أنه يتم تصويره من قبل شخص يهتم بإرثه وأخذ وقته لتمثيله بطريقة يراها الأشخاص الذين كانوا قريبون من ستيف حقيقية ومُرضية.
 

٢. كانت فكرة لعب هذا الدور ترعبني. ولقد وجدت أن أعظم المكافآت التي تلقيتها في حياتي تأتي من القفز في الفرص التي تخيفني. ويبدو أن فرصة تصوير شخص مات ولكنه سيظل دائماً حى عبر العصور هو تحدي لن أقابله إلا مرة واحدة في العمر. 
 

٣. كان تجمع مثالي لمهنتي وإهتماماتي. لقد قضيت السنوات الخمس الماضية أعمل مع شركات ناشئة تكنولوجية في مراحل مبكرة كمستثمر ومستشار. لذا، بينما كنت أبحث الدور كنت قادراً على قضاء ساعات دراسة لا تحصى على تصميم التكنولوجيا، والمنتج، والتاريخ. كما أُتيح لي الفرصة للقاء العديد من أقران ستيف الذين هم أيضاً رموز في عالم التكنولوجيا.
 

٤. أحببت ما يعرضه الفيلم. أعتقد مع حيوية حالة الإقتصاد العالمي الملهم للشباب لبناء الشركات الناشئة، أردت أن أُذكر رواد الأعمال أن ستيف جوبز لم يكن دائماً "ستيف جوبز"، أنه عانى وكافح، أنه فشل، وأنه ثابر بصرامة على بناء شئ عظيم لتحسين حياة الآخرين. "

يبدو أن الممثل الكوميدي لديه العديد من الجوانب الأكثر جدية. فقد كسر بطريقة أو بأخرى القوالب النمطية، وكان قادراً على بناء سُمعة قوية كمستثمر في التكنولوجيا في السيليكون فالي. وقد استثمر الممثل الكوميدي ذات الـ٣٩ عام في ٥١ شركة مختلفة.

في مارس ٢٠١٦، ظهر كوتشر على غلاف مجلة Forbes لمقالة كبيرة شاملة كل استثماراته، التي أصبحت المقالة الأكثر قراءة في ٩٩ عام من تاريخ مجلة فوربس.

على مدى ست سنوات، حول كوتشر الـ٦ مليون إلى ٢٥٠ مليون من خلال استثماراته في مجال التكنولوجيا. لقد استثمر كوتشر في العديد من الشركات الناشئة – ولديه الكثير من النجاحات معهم – حيث أنه يمكن أن يُسمى مستثمر رأس مال مخاطر أولاً وممثل ثانياً. 

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك