أنت هنا
رواد الأعمال وبناء الاقتصاديات في المستقبل
ريادة الأعمال اليوم أصبحت ثقافة للأعمال في العالم وليس في الدول النامية فقط؛ حيث أصبحت تؤثر تأثيرًا قويًا على المؤشرات الاقتصادية للدول في العالم. وتسعى معظم الحكومات في العالم إلى تطوير سوق العمل وخلق بيئة عمل واستثمار مناسبة، وذلك في ظل مفاهيم إدارية حديثة مثل مفهوم ريادة الأعمال.
فما هي ريادة الأعمال؟
يمكن القول أن ريادة الأعمال هي الاعتماد على مشروعات صغيرة أو متناهية الصغر برأس مال صغير وأفكار للمشروعات تتسم بالإبداع، ويكون الأساس فيها رائدًا للأعمال وهو الإنسان، والذي يكون رأس ماله الأساسي الموهبة الشخصية وقدراته ومهاراته التي من خلالها يستطيع اكتشاف الفرصة الصالحة لكي تكون مشروع مربح ويحاول تدبير الموارد اللازمة لها؛ لتحويل هذه الفرصة إلى واقع عملي حقيقي والتي تحول من خلالها الدول الاعتماد على اقتصاد المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال، والتي أصبحت من أهم الأعمدة الرئيسية في الاقتصاديات العالمية للدول المتقدمة والدول النامية أيضًا، ليس لما لها من تأثير اقتصادي ولكن لما لها من تأثير اجتماعي كأداة لحل مشكلة البطالة وغيرها من المشكلات.
ومن هنا ظهر أيضًا مفهوم ريادة الأعمال الاجتماعية، وهي الأعمال التي تهدف لتحقيق حل لمشكلات مجتمعية ويكون مقياس النجاح إلى جانب الربح هو مدى القيمة الاجتماعية المضافة للمجتمع، وتقوم الدول حليًا بعمل مايسمى حضانات الأعمال Business incubator وهي عبارة عن مجموعة من الخدمات تقدم للشركات الناشئة والصغيرة والتي تقدم أفكارًا جديدة في سوق العمل والخدمة الاجتماعية.
رواد الاعمال : يمكن تعريف رواد الاعمال أنهم الاشخاص اصاحب الأفكار والمشروعات الصغيرة التي تتسم بالابداع وحل المشكلات المجتمعية. في المستقبل سيشكل رواد الأعمال قوة كبيرة في التحكم في اقتصاديات الاول لعدة اسباب أهمها :- • الحلول الابتكارية التى تقدم حلول اقتصادية، ويمكن لرواد الاعمال حل المشكلات المجتمعية ومساعدة الدولة في حلها كيف يمكن أن تؤثر ريادة الأعمال في العالم العربي؟
ريادة الأعمال لها تأثيرًا على مؤشرات الاقتصاد الكلي للدول من خلال تحفيز الاقتصاد بمشروعات جديدة صغيرة للشباب وتستقبل أيضًا فئات في المجتمع مثل ذوي الاحتياجات الخاصة والأرامل وغيرها لتصبح قوة اجتماعية منتجة ومحفزة، ورفع الضغط عن الحكومات في إيجاد فرص العمل في الأجهزة الحكومية، كما أن هناك عوائد اقتصادية للحكومات من تشجيع ريادة الأعمال مثل ارتفاع حصيلة الضرائب في الموازنة العامة للدولة بالإضافة إلى العوائد الاجتماعية؛ مثل تقليل نسب البطالة وخفض معادلات الجريمة وتقليل نسب الهجرة، وهو ما يحتاجه العالم العربي.
وهناك تحديّات كبيرة لريادة الأعمال في الوطن العربى؛ مثل الثقافة المجتمعية وضعف الدخل وقلة مستوى المعيشة والروتين الحكومي وعدم تشجيع الدولة للاستثمار وخلق بيئة أعمال مناسبة للشباب. وقد كان للمجتمع المدني في العالم العربي دور في تطبيق علمي للريادة الأعمال وخصوصًا مع طلاب المدارس، وذلك من خلال مؤسسة إنجازالعرب، البداية في "إنجاز العرب" كانت قبل 10 سنوات وهي المنظمة غير الربحية الوحيدة في الدول العربية الرائدة في تمكين وتدريب الشباب في مهارات الريادة والقيادة من خلال برامج تعليمية عملية يتم تطبيقها في المدارس والجامعات بالتعاون مع متطوعي القطاع الخاص في المنطقة، واستطاعت المؤسسة خلال هذه الفترة تمكين أكثر من 1.5 مليون طالب وطالبة في العالم العربي من خلال تواجدها في 15دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان، تقوم "إنجاز العرب" بإعداد شباب المنطقة للنهوض والتنمية الاقتصادية في العالم العربي من خلال برامج تدريبية تحث الشباب على روح المبادرة لديهم والسعي في تحقيق طموحاتهم لإنشاء مشاريع ريادية أو للدخول في سوق العمل، وذلك من خلال شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص في المنطقة.
تم اختيار "إنجاز العرب" من قبل مجلة جلوبال ضمن قائمة أفضل 100 منظمة غير حكومية في العالم لعامين على التوإلى (2012 و2013) وهي عضوٌ في مؤسسة Junior Achievement العالمية، المنظمة الأكبر في العالم التي تُعني بإعداد الشباب وتأهيليهم لدخول سوق العمل وريادة المشاريع. وتكمن أهمية مؤسسة إنجاز في العالم العربي في نشر ثقافة ريادة الأعمال وثقافة العمل الحر وأثر ذلك في التنمية الاقتصادية، فهناك أسباب عديدة للاتجاه إلى ريادة الأعمال في العالم العربي ومنها:
- الغموض الوظيفي وضعف الرواتب لدى الكثير من الشباب في العالم العربي.
- البطالة وعدم حصول الشباب على الوظائف وضعف الفرص الوظيفية.
- البطالة المقنّعة(وهي العمل بوظيفة وأجر دون تقديم عمل ملائم نظير الأجر)
- بُعد مجالات الدراسة الأكاديمية عن الربط بسوق العمل.
- عدم تحقيق الطموح للشباب من خلال الوظائف التقليدية.
وفي النهاية ريادة الأعمال من أهم الحلول الاقتصادية والاجتماعية الابتكارية، إن ريادة الأعمال خطوة البداية فيها هي الفكرة ، فالافكار الصغيرة الآن من الممكن أن تكون أعمالًا عظيمة في المستقبل، إن كنت بدأت تفكر في ريادة الأعمال فإن هدف المقال قد وصل إليك.
موقع إبداع مصر غير مسؤول عن مضمون التعليقات