الأصول الفكرية: مقدمة إلى حقوق الملكية
كثيراً ما نسمع عبارات مثل براءات الاختراع و حقوق المؤلف، ولكن هذه العبارات ليست سهلة بالنسبة للجميع.
في هذه السلسلة، سأعرض بعضاً من الموضوعات المتعلقة بالملكية الفكرية من تجارب واقعية، مع التركيز على الشركات الناشئة والمعاهد البحثية. سأقوم بتبسيط المعلومات قدر الإمكان. ستغطي هذه المقالة بعض التعريفات الهامة، حتى نطمئن أننا نتحدث نفس اللغة الفكرية .اربط حزامك واستعد!
في تخيلك، ما هو الفرق بين الأصول الفكرية، الملكية الفكرية، و رأس المال الفكري؟
الأصول هي موارد أو أشياء نتملكها. قد تكون أصولاً ملموسة كالحاسبات أو السيارات أو المكاتب.
ومن الممكن أيضاً أن تكون أصولاً فكرية غير ملموسة، مثل:
- برامج الكمبيوتر
- المعرفة التي تكتسبها من المحاولات و الأخطاء التي تقوم بها في وظيفتك
- المعرفة التي تكتسبها من الدورات التدريبية
- لأفكار الجديدة التي تطورها (مثال: طرق تجعل الدفع عن طريق الانترنت أسهل).
- نموذج الأعمال الذي يميز شركتك الناشئة عن غيرها.
- العقود الحصرية التي توقعها مع عملائك، والتي تجعل التنافس معك صعباً (حاجز الدخول للسوق).
- قاعدة البيانات والمعلومات المميزة التي استغرقت شركتك سنوات لتبنيها، واحتاجت إلى مهارات خاصة لجمعها.
- العلاقات التي تربطك بشركاء العمل والتي ستسهل اختراقك للسوق في وقت أقصر.
- السمعة التي تبنيها بين عملائك كل مرة تدفع فيها جنيهاً في حملات التسويق على شبكات التواصل الاجتماعي.
هل لاحظت أن كل أصولك الفكرية -تقريباً- من الممكن أن يقلدها منافسوك؟
من الممكن أن يترك موظفوك الشركة و يذهبوا إلى شركات أخرى، آخذين جميع معلوماتهم وعلاقاتهم ومعرفتهم معهم. أي فرد بإمكانه تطوير فكرة عملك ونسبها لنفسه. أي شخص بإمكانه أن يستخدم علامتك التجارية، ويجعل عملاءك يقتنعون أن هذا أنت، ثم يجني أمولاً من دون علمك أو يقدم خدمات تؤثر على اسمك بشكل سلبي.
كل ما سبق ممكن أن يحدث -حتى الآن- لأنك لم تتملك أصولك الفكرية بعد، لم تحول هذه الأصول إلى ممتلكات خاصة بك وحدك.
حان الوقت لتستخدم فيه بعض الأدوات حتى تحمي أصولك الفكرية وتحولها إلى ممتلكات، حتى تصبح الشخص الوحيد الذي يمكنه السماح للآخرين باستخدامهم أو لا.
سأقوم بشرح هذه الأدوات بالتفصيل في مقالات قادمة. في الوقت الحالي، أود أن أوضح لك أن براءات الاختراع وحقوق المؤلف والعلامات التجارية التي تسمع كثيراً عنها هي وجوه متعددة لنوع واحد فقط من هذه الأدوات يسمى الحماية القانونية أو حقوق المملكية الفكرية. على سبيل المثال، براءة الاختراع هي أداة قانونية تحول أحد الأصول الفكرية (وهي فكرتك) إلى ملكية فكرية (براءة إختراع) لا يمكن لأحد أن يستخدمها دون إذنك. هل الفرق بين الأصول والممتلكات واضح أكثر الآن؟
والآن، ماذا بعد؟ ماذا يحدث بعد استخدامك جميع الأدوات لحماية أصولك وتحويلها إلى ممتلكات فكرية؟
أعتقد أن البعض سيقول: سوف أمنع أي شخص من استخدام التقنيات أو الأساليب أو الأفكار التي أمتلكها.
هذا بالفعل أحد الأشياء التي يمكنك القيام بها، وتعرف ب "الاستراتيجية الدفاعية للملكية الفكرية". سأعرض العديد من الاستراتيجيات في مقالات قادمة. كل ما تحتاج أن تعرفه الآن هو أن هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكنك اتباعها للاستفادة من ممتلكاتك الفكرية بدلاً من منع الآخرين من استخدامها فقط.
تخيل أن بإمكانك استخدام ممتلكاتك الفكرية للحصول على قرض بنكي (ما زال هذا النظام غير متبعاً في مصر)، أو للانتفاع بتقنيات تمتلكها شركات أخرى (تبادل التراخيص)، أو لإقامة شراكات مع شركات أكبر، أو للحصول على تمويل من مستثمرين، أو لبيع شركتك لشركات أكبر.
إذا تمكنت من استخدام ممتلكاتك الفكرية بشكل ناجح في عمليات تجارية و ينتج عنها قيمة مالية لشركتك، حينئذ يمكنك القول أنك حولت ممتلكات الفكرية إلى رأس مال فكري.
الآن بما أنه أصبح بإمكانك تحديد الفرق بين الأصول الفكرية، والممتلكات الفكرية ورأس المال الفكري. سأعرض مزيداً من الموضوعات المحددة قريباً. تابعني.
موقع إبداع مصر غير مسؤول عن مضمون التعليقات