الرعاية الصحية تتجدد: الابتكار يقود زخم التقنية الطبية في مصر.

يدخل قطاعا التكنولوجيا الصحية (HealthTech) والتكنولوجيا الطبية (MedTech) في مصر مرحلة حاسمة، حيث تلتقي الضرورة بالابتكار.
مع تجاوز عدد السكان 107 ملايين نسمة، ونظام صحي مُجهد بسبب فجوات البنية التحتية والقوى العاملة، لم تكن الحاجة إلى حلول الصحة الرقمية أكبر من أي وقت مضى.
قطاع في مرحلة انتقالية
على مدى السنوات الخمس الماضية، اكتسبت التكنولوجيا الصحية في مصر زخمًا حقيقيًا، حفّزه التبني بعد الجائحة لخدمات التطبيب عن بُعد، والتشخيص الرقمي، واللوجستيات الطبية.
وفقًا لـ "التقرير السنوي لقطاع ريادة الأعمال المصري (2025)"، سجل القطاع درجة 2.6 من 5 في الجاهزية، مما يشير إلى اتجاه قوي في السياسات ولكن ضعفًا في التمويل والعمق المؤسسي.
على الرغم من هذا الإمكانات، لا يزال قطاع التكنولوجيا الصحية ناقص التمويل، حيث يمثل أقل من 7% من إجمالي تدفق صفقات الشركات الناشئة اعتبارًا من عام 2024. كما تظل أحجام الصفقات أقل من المتوسط الوطني، مما يعكس حذر المستثمرين تجاه المشاريع الخاضعة لرقابة عالية وتلك التي تعتمد على الأجهزة.
السياسة هي المحو
يرتكز تحول القطاع على إطارين رئيسيين:
- قانون التأمين الصحي الشامل (القانون رقم 2/2018)، الذي يتوخى تغطية على مستوى الجمهورية بحلول عام 2032.
- استراتيجية مصر الرقمية، التي تدفع باتجاه السجلات الصحية الإلكترونية والبنية التحتية للصحة الإلكترونية.
- توفر هذه السياسات أساسًا متينًا، لكن التقرير يسلط الضوء على أن التنفيذ يتخلف عن الطموح، مع قيود تحد من التقدم مثل خصوصية البيانات، والتراخيص الطبية، والبحث والتطوير (R&D).
الابتكار ينبع من الداخل
تتحرك الشركات الناشئة المصرية لسد هذه الفجوات. فمن التشخيص عن بُعد إلى فرز المرضى القائم على الذكاء الاصطناعي، يستهدف اللاعبون الجدد إمكانية الوصول والكفاءة.
من المرجح أن تركز الموجة التالية من التكنولوجيا الصحية على اللوجستيات، وإدارة الأمراض المزمنة، وتقديم الخدمات الريفية - وهي المجالات التي تشهد أعلى طلب غير مُلبَّى.
أهمية الأمر
التكنولوجيا الصحية هي أكثر من مجرد قصة تقنية؛ إنها قصة بنية تحتية بشرية. مع تزايد عدد سكان مصر وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، سيحدد الابتكار في تقديم الرعاية المرونة الاجتماعية للبلاد.
الخلاصة
رحلة التكنولوجيا الصحية تعكس منحنى الابتكار الأوسع في مصر: واعدة، ومدعومة بالبيانات، ولكنها لا تزال بحاجة إلى رأس المال والاتساق.
من خلال تنسيق أفضل وحوافز مستهدفة، يمكن للتكنولوجيا الصحية أن تتطور من ابتكار متخصص إلى مُمكِّن صحي وطني، يضع الرعاية الجيدة في متناول كل مصري.
موقع إبداع مصر غير مسؤول عن مضمون التعليقات