خالد بن محمد بن زايد يوافق على إطلاق مجموعة الصحة والتحمل وطول العمر والطب (HELM) لزيادة دعم الابتكار الطبي وتصنيع الأدوية والتكنولوجيا الحيوية المتقدمة

التزام بالابتكار الطبي

أكد صاحب السمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان أن الاستثمار في الابتكار الطبي يظل أولوية وطنية تحظى بدعم كامل من القيادة. وينعكس هذا الالتزام في النهوض بمشاريع الرعاية الصحية التي تستفيد من أحدث حلول التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي لتعزيز جودة الحياة في المجتمع ككل.ويُعد مجمع HELM، الذي تم إطلاقه خلال أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025، منصة متكاملة لـالبحث والتطوير والتصنيع والتسويق في مجالات التكنولوجيا الحيوية المتطورة، وتطوير الأدوية الجديدة، والتكنولوجيا الطبية الرقمية، وحلول الصحة الرقمية. من خلال النهوض بالتصنيع الدوائي، وتأسيس مركز للذكاء الاصطناعي، وتسريع الابتكار، وجذب الشركات العالمية الرائدة في التقنيات الطبية المتقدمة وعلم الجينوم، يضع المجمع الأساس لـاكتشافات طبية من شأنها أن تعيد تعريف الرعاية الوقائية، وفعالية الأدوية، وطول عمر الإنسان.

الأثر الاقتصادي والريادة العالمية

وصف سعادة أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، مجمع HELM بأنه "خطوة تحويلية" في استراتيجية أبوظبي الاقتصادية. وأكد التزام الإمارة بتعزيز منظومة تتلاقى فيها الأبحاث العلمية، والابتكار، والجدوى التجارية، مما يوفر للجهات المعنية العالمية والمحلية مجموعة واسعة من الحلول، بما في ذلك الوصول إلى التقنيات المتطورة، والبنية التحتية ذات المستوى العالمي، والأطر التنظيمية التقدمية. وأفاد الزعابي بأن إنشاء مركز عالمي للعلوم الحيوية لن يؤدي فقط إلى تسريع النمو الاقتصادي، بل سيضمن أيضًا بقاء أبوظبي في طليعة تطوير التقنيات الرائدة التي ستفيد البشرية جمعاء.

ووصف سعادة منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي، إطلاق مجمع HELM بأنه "قفزة جريئة إلى الأمام" في طريقة تقديم الرعاية الصحية عالميًا. وأكد أن الاستثمار لا يقتصر على البنية التحتية، بل يشمل الإمكانات البشرية، والاكتشافات التي ستعيد تعريف طول العمر، والحلول التي ستتجاوز الحدود. واختتم بقوله: "هنا يلتقي الابتكار بالتأثير".ويهدف المجمع الجديد إلى ترسيخ مكانة أبوظبي كـرائد عالمي في ابتكار الرعاية الصحية، مع دعم التنويع الاقتصادي للإمارة. ومن المتوقع أن يساهم المجمع بأكثر من 94 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي لأبوظبي، ويجذب استثمارات تتجاوز 42 مليار درهم، ويوفر حوالي 30 ألف فرصة عمل جديدة بحلول عام 2045.وصرح سعادة بدر العلياء، المدير العام لمكتب أبوظبي للاستثمار (ADIO)، بأن مجمع HELM هو "عامل تغيير جذري" في صناعة العلوم الحيوية. وأشار إلى أن هذا المجمع مصمم لإزالة الحواجز، وتسريع الاكتشافات، وإنشاء مسار سلس من الاكتشاف إلى التأثير العالمي. وبفضل بنيته التحتية العالمية، وأبحاثه المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، ولوائحه التقدمية، فإنه يوفر لشركات التكنولوجيا الحيوية والعلوم الحيوية ميزة تنافسية لا مثيل لها. وأكد العلياء أن شركاء المجمع لا يستثمرون في الرعاية الصحية فحسب، بل في المستقبل، ويوفرون للمبتكرين الموارد، والشراكات، والدعم اللازم لإعادة تعريف الطب.

جزء من استراتيجية أوسع للتنويع

يُعد مجمع HELM ثالث سلسلة من المجمعات الاقتصادية التي أطلقها مكتب أبوظبي للاستثمار (ADIO) لتسريع التنويع الاقتصادي للإمارة وتعزيز ريادتها في الصناعات المستقبلية. ويأتي بعد الإطلاق الناجح لـمجمع صناعات المركبات الذكية والمستقلة (SAVI) في عام 2023، الذي يدفع نحو تسويق منصات التنقل المستقبلية مثل الطائرات الكهربائية ذات الإقلاع والهبوط العمودي، ومجمع نمو الأغذية الزراعية ووفرة المياه (AGWA) في عام 2024، الذي يعالج تحديات الأمن الغذائي العالمي واستدامة المياه. تعزز هذه المبادرات مجتمعة مكانة أبوظبي كمركز عالمي للابتكار يشكل صناعات المستقبل.

مع إطلاق هذا المجمع الجديد، تؤكد أبوظبي التزامها بالنهوض بالعلوم الحيوية والتكنولوجيا الحيوية، وتسريع التقدم في الرعاية الصحية العالمية. من خلال دمج الأبحاث العلمية المتقدمة والتقنيات الطبية المبتكرة في منظومتها الشاملة، تعيد أبوظبي تشكيل مشهد الرعاية الصحية، بينما تقدم حلولًا تحويلية لتحديات الرعاية الصحية الإقليمية والدولية.