من أمام أهرامات الجيزة... ختام النسخة التاسعة من قمة رايز أب

في فعالية تهدف إلى ربط تاريخ مصر الإبداعي بالنظام البيئي المزدهر للشركات الناشئة، والعودة إلى الفعاليات الشخصية واللقاء وجهًا لوجه، انعقدت قمة رايز أب في بيتها الجديد بجناح الأهرامات، وقد نجحت القمة في اجتذاب الآلاف من المشاركين، ومن بينهم 150 شركة ناشئة وأكثر من 250 متحدثًا، تواصلوا جميعًا وجها لوجه، دون وجود شبكة الإنترنت وضعف تغطية شبكات الهواتف المحمولة، مما أدى إلى إرسال الحاضرين رسائل نصية لبعضهم البعض للالتقاء والتواصل، وفقا لما نُشر على موقع ومضة.

وانعقدت نسخة هذا العام من رايز أب تحت شعار "الابتكار الخالد"، وما زالت تثبت أنها حدث مثير ومهم، حيث تشير إلى عودة الحياة الطبيعية إلى النظام البيئي للشركات الناشئة المصرية، فالصعوبات اللوجستية التي واجهها العديد من المشاركين في هذا الحدث هي انعكاس للتحديات الفريدة التي واجهتها الشركات الناشئة في البلاد مثل البيروقراطية، وقدم البنية التحتية، والفساد المستمر (المرتبة 117 عالمياً في مؤشر تصورات الفساد) ــ ولكن هذه الشركات ما زالت قادرة على التغلب عليها.

فالشركات الناشئة التي بدأت العمل في مصر بارعة في العمل في سوق صعبة من الناحية اللوجستية، مما يؤهلها للتوسع الدولي، ونحن نشهد بصورة متزايدة توسعا للشركات الناشئة المصرية إلى منطقة الشرق الأوسط، وإلى آسيا وأفريقيا.

قال محمود إبراهيم، المؤسس المشارك لشركة هومزمارت، وهي سوق على الإنترنت للأثاث توسعت مؤخرًا إلى المملكة العربية السعودية "لم يكن في نيتنا التوسع إلى أفريقيا وآسيا، بل كنا نفكر فقط في التوسع في الإمارات أو السعودية أو مصر. لكن سويفل تمكنت من تحقيق ذلك وشجعت غيرها من الشركات الناشئة على القيام بنفس الشيء."

وقد حذت قمة رايز أب حذوها، فتم إطلاق نسخة المملكة العربية السعودية، وهي نظام إيكولوجي آخر سريع النمو.
 

وركزت النسخة التاسعة من رايز أب بشكل كبير على نمو تكنولوجيات البلوكتشين وتجارة العملات الرقمية في المنطقة، فضلا عن تأثير جائحة كوفيد-19 على اللوجستيات في ضوء تزايد رقمية سوق التجزئة والاعتماد المتزايد على التكنولوجيا المالية.

وقد اجتذبت الشركات المصرية التي بدأت العمل في مجال اللوجستيات وركزت على B2B الرقمي لسلسلة التوريد أكبر مبالغ التمويل مقارنة بنظيراتها في الصناعات الأخرى، وأبرزت الطلب المتزايد على سلسلة توريد مترابطة رقميا في مجال البيع بالتجزئة، وكانت شركة مكسب و  Capiter أكبر مثال على ذلك، حيث جمعت كل منهما 40 مليون دولار و33 مليون دولار على التوالي هذا العام.

أثناء حلقة نقاشية بعنوان " التنقل كخدمة"، تحدث أمير علام الرئيس التنفيذي ومؤسس تطبيق المنيوز، عن سوق التكنولوجيا الغذائية المتنامية والتحديات التي يواجهونها عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى المطاعم الصغيرة.

يقول علام "في السوق التي لا يزال لديك فيها 90 % من الطلبات والتسليمات تتم بعيدًا عن الإنترنت، فإن المطاعم لديها قائمة بالتحديات التي تواجهها يوميا؛ وهذا يتجاوز مشكلة التسليم، وكيف يمكنهم الاستعانة بمصادر خارجية اعتمادًا على شركات معينة، وصولا إلى كيفية حصولهم على التمويل وتنمية أعمالهم من خلال حصولهم على قروض جيدة تلبي احتياجاتهم المختلفة. لذلك، فإن وجود هذا النوع من التركيز بالنسبة لنا كشركة هو أمر بالغ الأهمية".

ومن بين الشركات الناشئة التي تم الحديث عنها أكثر من غيرها هي شركة سويفل، التي أعلنت عن خططها للإدراج على ناسداك عن طريق SPAC وإعلانها كشركة يونيكورن، فقد نقلت شركة سويفل المصرية المولد مقرها إلى دبي، ولكن على الرغم من هذه الخطوة، إلا أن العديد من العاملين في رايز أب كانوا يأملون في أن تتوفر لمصر البيئة المناسبة لإنتاج المزيد من شركات اليونيكورن.

وفي حلقة نقاشية بعنوان "“Unicorns vs. Unicamels، تحدث أمير برسوم المؤسس والرئيس التنفيذي لفيزيتا عن مدى صعوبة رحلة التحول إلى شركة بمليار دولار، حيث تحتاج إلى تفاني جميع عناصر العملية بدءًا من المؤسسين وفريق الإدارة والمستثمرين، فضلاً عن أهم عنصر هو مدى جاذبية الشركة من حيث ملاءمة المنتج للسوق، وحجم السوق، وقدرات الفريق.

وقد حصلت الشركات الناشئة المصرية على أكثر من 375 مليون دولار أميركي في الأشهر التسعة حتى سبتمبر 2021  من خلال 95 صفقة، وهو ما يمثل 24% من إجمالي عدد الصفقات في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال برسوم "إن مصر اليوم هي السوق الأكثر أهمية وإثارة في المنطقة"، وأضاف "مصر تنمو بسرعة مذهلة، البنية التحتية تتغير بسرعة، فمصر اليوم ليست مصر منذ عشر سنوات، وأعتقد أنكم سترون العديد من شركات اليونيكورن يخرجون من هذا الجزء من العالم ".

لقراءة المزيد من المصدر، من هنا.