أنت هنا

لا تفشل في فشلك في الابتكار!

منذ 8 سنوات أسبوع واحد

تم إعادة نشر هذه المقالة من: Innovation Excellence

يتقبل معظمنا فكرة أن الابتكار يتضمن بعض المخاطرة. وفي المؤسسات المستنيرة يكون واضحًا لمن فيها أنه ينبغي تقبل الفشل كأحد نتائج لعبة الابتكار. الأمر كالرياضة، لا يمكنك أن تفوز طول الوقت، لكن هذا لا يعني أنه عليك تغيير الفريق في كل مرة تخسر فيها. وبالمثل لا يصح أن تتقبل الفشل بسرور لدرجة أن تتبناه.

هناك بالطبع بعض المحاذير، أحيانًا كثيرة يقوم كل الأفراد بدورهم على أكمل وجه، ويتخذ الجميع القرارات الصحيحة في الوقت المناسب، لكن الابتكار لا ينجح لأسباب خارجة عن تحكم الشركة. أسمي هذا "فشلًا قديرًا". لكن من ناحية أخرى، إذا تكررت بعض الأخطاء عدة مرات، فربما حان الوقت لتغيير الفريق لتجنب أي حوادث مستقبلية من "الفشل غير الكفء".

بالتجربة ستتعرف على الأشياء التي كان يمكن أن تتم بشكل مختلف. وينبغي للشركة أن تتعلم من هذه التجارب، ومن ضمنها الأخطاء. طالما لم يخترع أحد المنظار الذي يمكنه رؤية المستقبل فسيكون من الصعب أن تتوقع كل الغلطات والقرارات الخاطئة.

لكن ما هو الفشل؟ قد يبدو الأمر واضحًا للغاية لكن إذا حللت الأمر بعمق، لابد أن ننظر إلى نقطتين: الأولى هي كيف فشل الابتكار، والثانية متى حدث الفشل بالضبط؟

كيف يفشل الابتكار

هناك عدة طرق تؤدي لفشل مشروعات الابتكار، وإليكم بعض الأمثلة:

1- في أحيان كثيرة تفشل التكنولوجيا في تحقيق توقعاتنا منها، أو لا تحقق نفس الفائدة المرجوة منها. يعتمد هذا على مدى حداثة التكنولوجيا، كلما كانت التكنولوجيا جديدة وتقدم لأول مرة كلما واجه المشروع مشكلات أكثر وبالتالي صار عرضة أكثر للفشل.

2- قد لا يأتي رضا المستهلك عن المنتج على نفس توقعاتنا في مرحلة التطوير. يحدث هذا عندما لا يقوم الفريق ببحث تسويقي كافٍ، أو بسبب دخول غير متوقع للمنافسين في اللعبة، أو تقرر الشركة إيقاف إطلاق المنتج إذا لم يكن المشروع على قدر معايير الشركة.

3- إذا تم تخصيص الموارد غير المناسبة أو غير الكافية في مشروع الابتكار، فستزيد فرصة الفشل حتمًأ. يحدث هذا غالبًا قبل إطلاق المنتج لكنه قد يحدث بعده إذا تم تقليل الموارد بتعديلات كثيرة.

4- وأخيرًا قد يؤدي سوء التنفيذ لفشل الابتكار في تحقيق جذب في السوق. غالبًا ما تختلف خطة التسويق التي تتم بالفعل عن تلك التي بني عليها إطلاق المنتج، وبالتالي لا تتفاجأ إذا ما فشل المنتج.

متى يفشل الابتكار

1- قبل الإطلاق:

كثير من المشروعات لا ترى النور أصلًا. وهنا تأتي أهمية جملة مثل:"افشل مبكرًا ولن تكون الخسارة فادحة". لأنك تتجنب تكلفة إطلاق شيء ما نعلم جميعًا أنه لن ينجح. ويمكن أن توجه الموارد لشيء آخر له فرصة أكبر في النجاح.

بالطبع قد يكون من المؤلم أن تفشل في هذه المرحلة. إذا فشل دواء جديد في نهاية المرحلة الأخيرة من التجارب الإكلينيكية فستكون الخسارة فادحة والضربة قاصمة، وقد تؤدي لإفلاس الشركات الصغيرة تمامًا.

2- بعد الإطلاق مباشرة:

إذا فشل منتج جديدفي العام أو العامين التاليين لإطلاقه، حتى إذا كانت هناك عدة محاولات لإنجاحه فإنك لا بد أن تنحي الإصرار والكبرياء جانبًا وتبدأ في تقبل الفشل. قد تكون كل القرارات جاءت صحيحة وفي وقتها المناسب، لكن الابتكار لم ينجح لسبب ما، لابد أن تتعلم من هذا وأن تمضي قدمًا.  

مرة أخرى تساعد طريقة "افشل مبكرًا ولن تكون الخسارة فادحة".  في كثير من الحالات قد يساعد الشركة أن تقوم باختبار للسوق لتتعلم وتتأقلم وتنمو. هناك طبعًا بعض المخاطر مثل أن يعطي الاختبار لمحات للمنافسين تؤدي لفشل المنتج قبل إطلاقه.

3- بعد الإطلاق بفترة طويلة:

كما أشرنا في مقال سابق، 78% من مبادرات الشركات تختفي تمامًا بعد سبعة لعشرة سنوات من الإطلاق. يبدو الرقم صحيحًا من واقع خبرتنا. لكن هل هذه مشكلة المطورين الأصليين؟ في مرحلة التطوير والإطلاق يكون من المستحيل تقريبًا توقع كيف سيتطور السوق وكيف سيتغير سلوك المستهلكين وما هي المبادرات التي سيقوم بها المنافسون في المقابل.

في بعض الأسواق مثل سوق الهاتف المحمول، سيكون من الصعب أن تجد منتجًا ظل ناجحًا لعدة سنوات. هل يعني هذا أن كل الهواتف المحمولة التي تم إطلاقها كانت فاشلة؟ بالطبع لا.

لذا في رأيي ما يمكن قوله عن فشل الابتكار هو:

1- افشل بسرعة، ولن يكلفك الأمر كثيرًا. أعلم بالطبع أنها جملة شائعة، لكنها حقيقية للغاية بالذات في مرحلة ما قبل الإطلاق ومراحل الإطلاق الأولى. ضع أهدافًا لاختبارات السوق تريد تحقيقها -من ضمنها التعلم بالمناسبة-، لكي يمكنك أن تحكم إذا كان ينبغي أن تمضي في المنتج أم لا.

2- انس أمر الاستدامة طويلة المدى

قد يبدو هذا غريبًا لكن الأولوية القصوى التي ينبغي لك التركيز عليها هو إطلاق المنتج المناسب في الوقت المناسب للسوق المناسب، ثم دعمه بالطريقة المناسبة. وكما في كثير من مناطق الابتكار، لابد أن يكون هناك فهم واضح للوجهة النهائية للمنتج إلى جانب تركيز على الخطوات العاجلة التي ينبغي اتخاذها.

3- ادعم فرق الابتكار التي تفشل فشلًا قديرًا، وغير تلك التي تفشل فشلًا غير كفء.

4- وفر برامج تعلّم نشط للمشروعات الناجحة وغير الناجحة.

وفوق كل هذا، الابتكار مباراة توقع أن تخسرها من حين لآخر. ستساعدك كيفية تعاملك مع الهزيمة على تغيير سلوكك في المباريات القادمة. وإذا كنت تكسب كل مبارياتك الابتكارية تقريبًا، فأنت في الغالب لا تضع نفسك في تحديات صعبة بالشكل الكافي. إن عدم المخاطرة هو مخاطرة كبيرة في حد ذاته.

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك