الأعداء الثلاثة للابتكار: الانتظار ثم الانتظار ثم الانتظار!
تم إعادة نشر هذه المقالة من : Innovation Excellence
كل مشروعات الابتكار تأخذ وقتًا ومجهودًا أكثر من المتوقع. لكن ربما حان الوقت لنغير من توقعاتنا.
إذا أخذت الوقت والموارد في الاعتبار، فإن العدو الأكبر للابتكار هو الانتظار ولا شيء غيره.
هناك كتب ومقالات تزعم أن الابتكار أكثر تعقيدًا من أن يتم بسرعة، لكن المشكلة ليست في التعقيد في رأيي. صحيح ما يقال أن هناك الكثير من الأشياء غير الأكيدة التي تواجهك في مشروعات الابتكار، لكنها ليست السبب في أن الأمر يأخذ كل هذا الوقت. بعضنا يلوم الثقافة غير الصحية المنتشرة بين الناس حول الابتكار، لكن هذا ليس صحيحًا أيضًا. حسنًا ربما تهم الثقافة بعض الشيء لكنها تهم لسبب محدد للغاية. إن الثقافة التي لا تتسامح مع الابتكار تسبب نوعًا من الانتظار الذي إن تم القضاء عليه يسمح للابتكار أن ينطلق بسرعة الصاروخ.
لكن دعنا نتساءل: حقًا؟ هل الانتظار هو المشكلة؟ الإجابة هي أن الانتظار ليس المشكلة الوحيدة، إنه أكبر ثلاث مشكلات!
لنرجع إلى الوراء قليلًا، إن تركيزنا الكامل على الإنتاجية العالية هو السبب الرئيسي لكل فترات الانتظار، وفي النهاية لا يدع هذا مجالًا واسعًا للابتكار. إليك كيف يتم الأمر؛ يأخذ الابتكار وقتًا لذا من المهم للغاية أن نزيد من إنتاجيتنا ونقلل استهلاكنا للأصول الثابتة مثل تصنيع المنتج المبدئي. عندها ينحصر تفكيرنا في أننا نريد حشر ثلاثة مشروعات أخرى في خط الإنتاج لنحصل على ناتج أكبر من مواردنا المشتركة. والنتيجة هي استغلال أعلى للموارد وجداول عمل خارقة. وكأن قادة الشركات لا يعرفون أصلًا بوجود نظرية اصطفاف المهام: أن تفعل شيئا يليه شيء آخر ولابد أن تفعل كل شيء مرة واحدة. كما هو الحال في الاحتباس الحراري، نظرية اصطفاف المهام تدعمها الحقائق لذا لا يمكنك أن تتجاهلها فقط لأنها غير مريحة بالنسبة لك.
السؤال هو: إذا كان الاستغلال الجائر للموارد المشتركة يؤخر إنتاج المنتج المبدئي بأسبوعين وأنت تضطر إلى المرور بدورة من عشرة منتجات مبدئية في كل مشروع ابتكار، فكم أسبوعًا تحتاج لتكمل مشروعك هذا؟ إذا قلت 20 أسبوعًا فأنت على حق، ولكن ليس هذا صحيحًا تمامًأ. فهذا لا يؤخر مشروعًا واحدًأ فحسب، إنك تؤخر كل المشروعات التي تعمل من خلال هذه الموارد لمدة 20 أسبوع. السؤال الآخر هو: ما الذي يكلفك إياه تسريع كل هذه المشروعات بمقدار 20 أسبوعًا؟
بشكل آخر: إن رغبتنا المستميتة في زيادة الإنتاجية تعمينا عن العقبات السلبية للانتظار. إننا نصنع منتجًا مبدئيًا في الأساس لكي نحدد ما إذا كانت هذه التقنية الجديدة ستعمل أم لا، وهذا أمر في غاية الأهمية لأي مشروع. عندما تؤخر المنتج المبدئي لمشروع ما بمقدار أسبوعين، فإن المشروع بأكمله يتأخر أسبوعين، وبدلًا من أن نعمل لتقليل الوقت الذي يأخذه إنتاج المنتج المبدئي، فإن سعينا لزيادة الإنتاجية يدفعنا للعمل بطريقة غير مجدية وشغل الموارد بعدة مشروعات في نفس الوقت. قد يكون من الأفضل أن نتوقف تمامًا ونساعد الشركة على التعامل مع الألم الناتج عن هذه التخمة، لكننا نملأ أوقاتنا وجداول أعمالنا بعدة مهمات لنبدو مشغولين ومنتجين. فتكون النتيجة هي عمل ونشاط لا يحقق تقدمًا ملحوظًا، واستهلاك غير مثالي للموارد المتاحة.
إذا كانت ثقافة الشركة لا تتسامح مع عدم التأكد فإن هذا يؤدي للنوع الثالث والأكثر تعطيلا من الانتظار. حيث تقلل الإنتاجية وسوء استغلال الموارد من سرعة الابتكار بشدة، مثل هذه الثقافة توقف الابتكار قبل أن يبدأ، الثقافة التي تركز على الطاقة السلبية وتبطيء أي تجربة تكون نتائجها غير أكيدة. إن إيقاف هذه التجارب يعوق عملية التعلم التي تأتي معها، وبهذا تخلق تلك الثقافة وقتًا لا متناهيًا من الانتظار حتى نصل لدرجة التعلم التي نحتاجها للابتكار. إذا لم تبدأ بالابتكار فإنك لن تكمله أبدًا. وفقط إذا أصلحت هذه المشكلة يمكنك أن تبدأ.
لتقليل وقت الانتظار، من المهم أن تعامل التصنيع والابتكار بشكل مختلف. في التصنيع فكر في الكفاءة واستغلال الماكينات. أما في الابتكار فكر في الفعالية ووقت الاستجابة. في التصنيع يكمن السر في السير على وصفة محددة بأكبر قدر من الإنتاجية، بينما في الابتكار ما يهم هو خلق الوصفة نفسها. والفرق بينهما كبير.
إذا تعلمت أن تنظر للانتظار على أنه عدو للابتكار، فسيمكنك أن تخلق شركة يمكنها الصمود طويلًا. وقد حان الوقت لتغير توقعاتك حول الانتظار.
مصدر الصورة: Pulpolux
موقع إبداع مصر غير مسؤول عن مضمون التعليقات