أنت هنا

ما الذي كان ينبغي على كوداك فعله؟

منذ 8 سنوات شهر واحد

 تم اعادة نشر هذه المقالة من: Innovation Excellence

غالبًا ما يستخدم المعلقون والكتاب في مجال الأعمال كوداك كمثال للشركة التي قتلها عدم الابتكار. الرسالة المعتادة هي أن الشركة العملاقة كانت بطيئة للغاية وشديدة الرضا عن وضعها، مما منعها من أن تتعامل بسرعة مع الموجة العارمة التي مثلها التصوير الرقمي بالنسبة لعالم التصوير.
تبدو الحقائق درامية جدًأ عندما ننظر إليها، الشركة التي أنشأها جورج إيستمان عام 1988، صعدت إلى موقع بارز وكانت محط أنظار الجميع كرائدة للتكنولوجيا والأعمال.
في عام 1976 استحوذت كوداك على 90% من حصة السوق في مبيعات أفلام التصوير و85% من حصة مبيعات الكاميرات في الولايات المتحدة. وفي عام 1975، طورت كوداك أول كاميرا رقمية في العالم، وحصلت على براءة اختراعها. وفي قمة مجد كوداك في التسعينات، قامت بتوظيف 70 ألف موظف وحصلت على عائدات تقدر بـ16 مليار دولار، وأرباح تقدر بـ2.5 مليار دولار. لكن في عام 2012 أعلنت الشركة إفلاسها بسبب الانتقال من التصوير الفوتوغرافي المعتمد على الأفلام إلى التصوير الرقمي.

من السهل على المراقب من الخارج الذي يتمتع بميزة النظر إلى الوراء، أن يتعنت وينتقد مجلس إدارة كوداك واستراتيجيتها. لكنه من الصعب جدًا تحديد ما كان ينبغي على كوداك فعله لتجنب هذا المصير. لم يكن الناس الذين يديرون كوداك أغبياء. فقد استطاعوا أن يروا الصيحة الرقمية منذ البداية وقاموا بعدة محاولات مختلفة ومثيرة للانتباه في البداية لحل المشكلة.

دخلت كوداك سوق الكاميرات الرقمية متأخرًا، لكنهم بحلول عام 2001 كانوا رقم 2 في الولايات المتحدة بعد سوني. على الرغم من ذلك، فقد خسروا الكثير من الأموال مقابل كل كاميرا رقمية باعوها. فقد انخفضت أسعار الكاميرات الرقمية، وتم استبدالها في النهاية بالهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية. حتى لو كانت كوداك اقتحمت عالم المنتجات الرقمية مبكرًا، ما كان ذلك لينقذها.

إن الإجابة النموذجية هنا هي التنويع، وكوداك قد نوعت. فقد دخلوا عالم خدمات التصوير، والأدوية، والتشخيص الطبي، وماكينات التصوير، والطابعات، وأجهزة الكمبيوتر. لكن أيًا من هذه المشروعات لم تتمكن من استبدال العوائد الضخمة التي كانت تجلبها مبيعات افلام التصوير الآخذة في الانحسار.

قامت كوداك بتعيين مدير تنفيذي من خارج الشركة كي تحارب ثقافة الرضا عن النفس وتتأكد من وجود تفكير مختلف داخل الشركة. وقد صفق لهم الكثيرون وقتها على قرار جلب جورج فيشر من موتورولا ومن بعده أنتونيو بيريز من إتش بي. لكن لم يتمكن أي منهم من تحقيق السحر المطلوب.
وقعت كوداك في الفخ الكلاسيكي الذي ناقشه كلايتون كريستنسن في كتابه "معضلة المبتكر". فقد ظلوا يستمعون إلى زبائنهم ويحاولون أن يبنوا على نقاط قوتهم، وهي في العادة أشياء جيدة جدًا لكن ليس عندما تحاول أن تواجه ابتكاراً ضخمًا مثل التصوير الرقمي.
ريبيكا هيندرسون، التي كانت -لسخرية القدر- أستاذة إيستمان كوداك في كلية سلون بـ إم آي تي MIT، استطاعت وصف الأمر بدقة. فهي تصف المحادثة الافتراضية التي تمت بين مدير كوداك وأحد مبشري التصوير الرقمي الأوائل:

"أنا أفهم. إنك تقترح علينا أن نستثمر الملايين من الدولارات في سوق قد يتواجد وقد لا يتواجد لكنه بالتأكيد أصغر من السوق الحالية التي نسيطر عليها، لكي نطور منتجًا قد يحتاجه عملاؤنا أو لا يحتاجونه، باستخدام نموذج أعمال سيعطينا بشكل شبه مؤكد أرباحًأ أقل مما تجلبه خطوط إنتاجنا الحالية. وأنت أيضًا تحذرنا من أننا سنواجه مشاكل تنظيمية عدة بينما نحاول القيام بهذا الاستثمار، بينما نطاق عملنا الحالي يعج بالاستثمارات. قل لي ثانية لماذا ينبغي علينا أن نوجه استثماراتنا في هذا المجال؟"


ربما لم يكن هناك مخرج ذكي بالنسبة لكوداك. هل لابد لنا أن نتقبل أنه في بعض الأحيان يحين أجل بعض الشركات مثلما يحدث مع البشر؟ أو ربما فات عليهم شيء ما كان يمكن أن ينقذهم. ما الذي كنت لتفعله أنت؟

مصدر الصورة: mirror.co

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك