أنت هنا

في جولة بقيادة Sequoia Capital ... تيلدا تحصل على 5 مليون دولار في جولة تمويل ما قبل التأسيس

يبلغ عدد سكان مصر أكثر من 100 مليون نسمة، وتتميز بإتاحة الوصول إلى خدمات الهاتف المحمول والإنترنت، وخاصة لدى صغار السن والشباب أقل من 30 عام والذين يمثلون 61% من سكان مصر، وعلى الرغم من هذه النسبة فإن اثنين من كل ثلاثة أفراد ليس لديهم حسابات مصرفية في مصر، وينطبق ذلك على بقية دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث نجد أن 40% فقط من السكان لديهم حسابات مصرفية، وذلك وفق ما ورد في البيان الصحفي الذي نشره موقع تيك كرانش.

البنوك الرقمية لديها فرص وإمكانات هائلة في المنطقة، واليوم مع إنطلاق تيلدا وإعلانها الحصول على تمويل بقيمة 5 ملايين دولار من أجل رقمنة الكيفية التي يدخر بها المصريون الأموال ويرسلونها وينفقونها.

وبالتمويل الجديد فإن تيلدا تتجاوز شركة Flextock التي حصلت على أعلى تمويل تأسيسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا  قبل أسبوعين (بقيمة 3.4 مليون دولار)، وتتبوأ قائمة الأعلى في حجم التمويل التأسيسي (5 مليون دولار).

انطلقت تيلدا منذ شهر بقيادة أحمد صباح كرئيس تنفيذي والذي عمل سابقًا كشريك مؤسس ومدير تقني بشركة سويفل، ويوسف شلقامي كرئيس قسم التكنولوجيا والذي كان أحد كبار المهندسين في فريق البنية التحتية في أوبر.

وقال صباح إنه هو وشريكه قد وجها بصرهما إلى قطاع التكنولوجيا المالية في أماكن عملهما السابقة، ومع ذلك بعد تجربته في استخدام N26 أثناء زيارته لصديق في برلين عام 2015، فقد استشعر الإمكانيات الكبيرة للبنوك الرقمية في مصر، وصرح لموقع تك كرانش قائلا ""كنت مولعًا بالفكرة، مدفوعًا بصعوبة المدفوعات لدينا في مصر والمنطقة، وبالنسبة لي كنت في انتظار حدوث هذا في مصر، موقنًا بأني  سأستغل الفرصة يومًا ما."

وأضاف صباح "أنا ويوسف كنا نراقب المجال عن كثب لفترة بعدما بدأ أول بنك رقمي قبل ست سنوات، وشاهدنا كيف نما في الأسواق. ونحن نعتقد أن العمل المصرفي قد أصبح أكثر نضجًا، لذا تخيل فرصة في منطقة مثل مصر حيث الأعمال المصرفية لا تزال أقل نضجًا."

تعتبر مصر من أعلى أسواق الإنفاق الاستهلاكي في أفريقيا، حيث يشكل استهلاكها الخاص ما يقرب من 85% من ناتجها المحلي الإجمالي، كما أن 4% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي يمثل اقتصادًا غير نقدي، فمصر تعتمد بشكل أساسي على الأموال النقدية، ولا يزال استخدام بطاقات الدفع في البلاد في بدايته، ولذا فقد انطلقت تيلدا لتوفير بديل للتجارب المصرفية (المحبطة) التي لا تركز على العملاء.

تمكن تيلدا عملائها - مثل أي بنك رقمي على مستوى العالم- من إنشاء حساب مجاني لإرسال واستقبال الأموال، بالإضافة إلى بطاقة لاستخدامها على الإنترنت وفي المتاجر ولدفع الفواتير، ولكن حتى الأن لم يتم توزيع البطاقات على العملاء على الرغم من أن الخدمة موجودة حاليًا.

وأكدت تيلدا أنها أول شركة تحصل على ترخيص من البنك المركزي المصري، والذي يتيح لها بموجب اللوائح الجديدة إصدار البطاقات وتضمين العملاء على التطبيق الخاص بها، وبذلك فقد حققت الشركة -التي يبلغ عمرها شهرًا واحدًا- تقدمًا كبيرًا في وقت قصير نسبيًا، على الرغم من أن الحصول على هذه الرخصة قد استغرق حوارًا مطولاً مع الجهات التنظيمية.

وقال الرئيس التنفيذي لتيلدا "عادةً يتعين على المحركين الأوائل بذل كل الجهود مع الجهات التنظيمية من أجل تمهيد الطريق، حيث كان إقناع الجهات التنظيمية بالثقة في أعمالنا المصرفية وتنظيمها وتوفير الخدمات المالية المدفوعة لمستهلكينا هو الجزء الأصعب"، لكن تيلدا حصلت على الترخيص في نهاية الأمر بسبب توافق اقتراحها مع رؤية البنك المركزي المصري بشأن رقمنة المدفوعات في البلاد.

كما واجهت الشركة تحدي آخر تمثل في إيجاد بنك شريك لتقديم هذه الخدمات، ولذا فقد سعت تيلدا إلى إقناع البنك الشريك أن خدماتهم ستكون متكاملة ولن تتداخل بشكل كامل.

وأضاف ""هذا يعني محاولة أن تكون مستقل قدر الإمكان عن البنية التحتية للبنك، وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا لكي نتمكن من التحرك الصحيح والسريع كشركة ناشئة، دون ارتباط بوتيرة تكنولوجيا البنك وعملياته."

ووفقًا للرئيس التنفيذي لتيلدا، فإن فريق عمل الشركة يتألف من عدد من المصريين الذين عادوا إلى وطنهم بعد عملهم في شركات مثل فيسبوك ومايكروسوفت وأوبر ونوون وماكنزي.

ويبدو أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد أصبحت على أتم الاستعداد لتجربة البنوك الرقمية، فوفقًا للبيانات الصادرة عن الرابطة العالمية للاتصالات المتنقلة، فإن 280 مليون شخص في المنطقة يستخدمون الإنترنت من خلال الهاتف المحمول، بالإضافة لإحباط جيل الشباب من تجربة البنوك التقليدية، حيث يتوق إلى تجربة بسيطة وسهلة الاستعمال، وقد تمكنت تيلدا من ضم قائمة مبهرة من المستثمرين بما في ذلك Sequoia Capital.

وتعد شركة تيلدا هي أول مشروع لشركة Sequoia في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة مجلس التعاون الخليجي الأوسع، فقبل ثمانية أعوام ، قادت الشركة جولة تمويل البذور في بنك Nubank الرقمي في أميركا اللاتينية، والآن أًصبح بنك Nubank أكبر بنك رقمي في العالم بقيمة 25 مليار دولار وأكثر من 38 مليون عميل، وتسعى Sequoia إلى تحقيق نجاح مماثل مع شركة تيلدا.

قال جورج روبسون، الشريك في  Sequoia "هناك العديد من أوجه الشبه بين البرازيل ومصر، فالدول تتباهى بعدد سكانها وخصوصًا من  الشباب الموهوبين الساعين للابتكار"، وأضاف " يسعدنا أن نشارك تيلدا لتكون أول استثمار لنا في المنطقة."

وتعتزم تيلدا تسريع إنتاج البطاقات وتوزيعها باستخدام التمويل الجديد، كما أعلنت عن وجود أكثر من 30 ألف تسجيل على تطبيقها، طلب نصفهم الحصول على بطاقات تيلدا.

"أعتقد أن التوظيف هو أحد مفتايحنا، حيث نهدف إلى تكوين فريق عمل على مستوى عالمي يمكنه الاستفادة من الفرصة، فطموحنا يتمثل في النمو بشكل أساسي في مصر، وتسليم بطاقات للمتبنين الأوائل، ونخطط للوصول إلى إصدار ما يقرب من مليون بطاقة في عامنا الأول ".

تزايدت الاستثمارات في مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث سجلت مصر أكبر عدد من صفقات الاستثمار في الشركات التكنولوجية الناشئة بنسبة حوالي ٢٤٪ من إجمالي عدد المعاملات في إفريقيا في عام ٢٠٢٠.

وعلق رويل جانسن، الشريك في جلوبال فاوندرز، على النظام البيئي قائلًا " نحن من أشد المعجبين بصباح وشلقامي، ونحب رؤيتهما لبناء التطبيق المصرفي الرقمي الرائد في المنطقة، ونحن فخورون بكوننا جزءًا من رحلتهم، وهو أول استثمار تقوم به شركة GFC في مصر، ونؤمن بأن مصر لديها القدرة على أن تصبح محورًا هامًا في النظام الإيكولوجي العالمي للتكنولوجيا ."

وأضاف يوسف أوجدان الشريك الإداري لـ Class 5 global " "لقد أصبح المال وسيلة للتعبير عن الذات ــ كشكل من أشكال الهوية ــ وليس مجرد مخزن للقيمة، وقد قامت تيلدا بعمل رائع لتضمين ثقافتها وقيمها في المنتج، سواء من الناحية الوظيفية أو التصميم."

 

ارسل خبرك الآن أرسل ملاحظاتك