أنت هنا

السبب وراء ازدهار الشركات الناشئة في مصر

منذ 3 سنوات أسبوع واحد

شهد الأسبوع الماضي إطلاق صندوقين جديدين لرأس المال الاستثماري في مصر: صندوق سواري فينتشرز 71 مليون دولار، والصندوق الثاني لألجبيرا والذي يستهدف 90 مليون دولار في الإغلاق الأول المتوقع في الربع الثالث من هذا العام.

يأتي ذلك في وقت يتزايد فيه تدفق الصفقات والاستثمار في البلاد، حيث شهد الربع الأول من هذا العام حصول 34 شركة ناشئة مصرية على استثمارات بلغت 22 مليون دولار وهو ما يعادل ضعف المبلغ الذي حصلت عليه 24 شركة ناشئة في الربع الأخير من عام 2020، ومن المتوقع أن يساهم هذان الصندوقان في تنشيط النظام الإيكولوجي من خلال توفير المزيد من الاستثمارات للشركات الناشئة.

يقول كريم حسين ، الشريك الإداري في شركة ألجبرا فينتشرز"نحن متحمسون للغاية لنمو مساحة ريادة الأعمال في مصر"، وأضاف" قدمنا 21 استثمارا من الصندوق الأولي، ونحن نشهد نموًا ملحوظًا مع وصول بعض أعمالنا إلى حدود كبيرة للسوق وتحقيقها إيرادات متكررة كبيرة. وكما نرى اليوم في مجال ريادة الأعمال والفرص المتاحة به، أدركنا أننا بحاجة إلى مضاعفة الفرص المماثلة."

ووفقًا لأحمد الألفي مؤسس ورئيس سواري فينتشرز فإن هذه الفرص أفضل الآن، حيث يقول "إن نوعية ريادة الأعمال الآن أفضل مما كانت عليه؛ فهناك عدد أكبر من رواد الأعمال ذوي الخبرة الذين يطلقون شركاتهم الخاصة، كما تم تحسين التمويل؛ بفضل اعتراف المزيد من المستثمرين من خارج مصر بالمواهب والفرص الموجودة في مصر."

وأشار الألفي إلى الاهتمام المتزايد من قبل المستثمرين الأجانب في الشركات الناشئة في مصر، فهناك العديد من البنوك الأجنبية الموجودة في مصر في قائمة شركاء سواري فنتشرز، بالإضافة إلى بروباركو الفرنسية، وصندوق التنمية الهولندى،وسانجو كابيتال في جنوب أفريقيا.

ومن بين القطاعات التي اجتذبت قدرًا كبيرًا من هذا الاهتمام التكنولوجيا المالية،  وحتى الآن خلال هذا العام، هيمنت التكنولوجيا الصحية والتكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية على العدد الأكبر من الصفقات، مع استحواذ التكنولوجيا المالية على النصيب الأكبر من هذه الصفقات (60% تقريبًا) حتى الآن بفضل Paymob  مقدم طرق الدفع الرقيمة، والتي أعلنت الأسبوع الماضي عن الحصول على استثمار قدره 18.5 مليون دولار في جولة تمويل أولى من السلسلة أ، والتي تعد أكبر جولة تمويل من السلسلة أ في مصر حتى الآن.

كما تضم قائمة الاستثمارات الملحوظة الأخرى في مجال التكنولوجيا المالية هذا العام Dayra وNowPay ، حيث انضم كلاهما إلى الدفعة الأخيرة من برنامج Y Compinator في الولايات المتحدة.

ويقول الألفي " قطاع التكنولوجيا المالية قد يكون هو القطاع الأكثر إثارة في الوقت الحالي، بسبب دعم الحكومة ورغبتها في تحويل القطاع إلى الشكل الرقمي المبسط، ومن بين الدعم الحكومي ما قام به البنك المركزي بإطلاق sandbox لتشجيع الابتكار في مجال التكنولوجيا المالية، كما قامت الهيئة العامة للرقابة المالية بعمل رائع في تنظيم وإصدار لوائح جديدة لبدء العمل المالي غير المصرفي ".

ووفقًا لتصريحات الألفي فإن الهيئة العامة للرقابة المالية والبنك المركزي قد سارعا بوضع مبادئ توجيهية وأنظمة استجابة للطلب على السوق، مما ساعد على ازدهار شركات التكنولوجيا المالية الناشئة في مصر، كما ساهم إنشاء صندوق البنك المركزي المخصص للشركات الناشئة في المجال عام 2019 بتكلفة 57 مليون دولار إلى تعزيز القطاع، بالإضافة إلى  إنشاء صندوق Disruptech  المتخصص بالتكنولوجيا المالية بقيمة 25 مليون دولار .

ومما يشجع على الابتكار في هذا المجال، أن مصر يوجد بها أكبر عدد من السكان غير المصرفيين في الشرق الأوسط ، مما يوفر أرضا خصبة وحاجة إلى الابتكار في هذا القطاع، ولا سيما في مجال الشمول المالي.

ويضيف الألفي ""قامت الحكومة بتبسيط الكثير من الأنظمة لتصبح مرنة، كما ركزت بشكل أكبر على تعزيز النظام الإيكولوجي للشركات الناشئة وتشجيع الابتكار، وفي رأيي أن إطلاق شركة ناشئة في مصر أسهل من أي بلد في العالم العربي ".

وفقًا لحسين فإن مجال التكنولوجيا المالية يدخل في نطاق دائرة شركة ألجبرا فنتشرز، في إطار رؤيتها المتمثلة في "تلبية احتياجات المجتمعات التي تعاني من نقص في الخدمات."

ويقول "لدينا مصطلح شمول الخدمات، مما يعني إتاحة وصول الشريحة الأوسع من الأشخاص إلى نفس المستوى من الخدمات الموجهة إلى الطبقات العليا"، " ففي مصر، كما هو الحال في معظم الأسواق الناشئة، هناك الكثير من التحديات التي يجب أن تتم معالجتها مثل اللوجستيات، والتوزيع، والرعاية الصحية، والتعليم، وما إلى ذلك. وهذه هي المجالات التي تثيرنا لأن لدينا مجموعة واسعة من التحديات والمشاكل التي يتعين علينا التصدي لها."

وعلى الرغم من أن هذين الصندوقين الجديدين سيفيدان النظام الإيكولوجي المصري، إلا أنه لا تزال هناك فجوات في التمويل، في مرحلة التمويل الأولي والسلسلة ب.

يقول حسين: "سيكون هناك دائما بعض الفجوات التمويلية في مرحلة التمويل الأولي كما نرى أيضا فجوة في مرحلة السلسلة باء، فهي المرحلة المتوسطة ، في مكان ما بين حدود 10-15 مليون دولار"، "تلك هي المجالات التي نرى فيها بعض الفجوات، والتي يتعين علينا أن نجمع فيها استثمارات متعددة."

ووفقًا لطارق أسعد الشريك الإداري لألجيبرا فنتشرز، لم يكن نقص التمويل في السلسلة ب قضية من قبل، حيث نجحت معظم الشركات الناشئة في مصر من الحصول على 2 إلى 3 مليون دولار، حيث قال أسعد "الآن مع المستوى الحالي للنمو والجذب، فقد ازدادت احتياجات التمويل؛ وهذا هو السبب في ظهور هذه الفجوات ."

لمطالعة مصدر الخبر هذا الرابط.

 

ارسل خبرك الآن أرسل ملاحظاتك