أنت هنا

Affectiva: الشركة التي تضيف الطابع الإنساني على التكنولوجيا

منذ 6 سنوات 9 أشهر
Affectiva: الشركة التي تضيف الطابع الإنساني على التكنولوجيا

هل سبق وتخيلت أن أجهزتك الخاصة ستكون قادرة على قراءة مشاعرك في يوماً ما؟

تمكنت العالمة المصرية رنا القليوبي من القيام بذلك. قد بدأت البحث عن هذه الفكرة كمشروع بحثها في MIT ثم انشأت شركتها الخاصة Affectiva في ٢٠٠٩. تهدف Affectiva لتحقيق الذكاء العاطفي للعالم الرقمي من خلال تقنية التعرف على المشاعر التي تحلل وتفهم تعبيرات الوجه والمشاعر.

قال محمد عزالدين، عالم تعلم آلي في Affectiva: "ما تريد Affectiva تحقيقه، هو ببساطة إضافة الطابع الإنساني على التكنولوجيا. لأننا نستخدم، بل ونعتمد على التكنولوجيا في كل شئ في حياتنا اليومية، ونعلم أن هذه الأجهزة ذكية ولكنها لا تفهم كيف يشعر المستخدم وبالتالي فإنها لا تتصرف على أساس العواطف البشرية".

اخترعت Affectiva مصطلح "Emotion AI"، الذي يُعرف أيضاً بتقنية التعرف أو الكشف عن العواطف والمشاعر. وفي أبحاث السوق، يُشار إليه عادةً بإسم "ترميز الوجه – facial coding". تقيس هذه التقنية العواطف الظاهرة من تعبيرات الوجه الغير مرشحة والغير متحيزة، وذلك باستخدام أى كاميرا ألوان.

يحتوي الكلام – مثل الوجه – على إشارات قوية للعواطف والمشاعر البشرية. شرح محمد عزالدين وقال: "نحن نقدم الآن منتجات التعرف على المشاعر من خلال تعبيرات الوجه، ولكننا نعمل على التعرف على المشاعر من خلال إشارات أخرى."

يقع مقر الشركة الرئيسي في بوسطن، الولايات المتحدة الأمريكية، والمكتب الآخر في القاهرة، مصر. يستخدم معظم شركات أبحاث السوق الرائدة (مثل Millward Brown، LRW، Added Value، Unruly) والعلامات التجارية مثل Mars، Kellogg’s، CBS، تقنية Affectiva لقياس الاستجابات العاطفية للمستهلك للمحتوى الرقمي. يتم استخدام تقنية "Emotion AI" في الألعاب، والسيارات، والروبوتات، والتعليم، والرعاية الصحية، والتسويق التجريبي، وتجارة التجزئة، والموارد البشرية، والاتصالات الفيديو، وأكثر من ذلك.

قالت رنا القليوبي، أحد مؤسسي Affectiva، في حديثها في TEDtalk: "كلما تصبح حياتنا رقمية أكثر، كلما كنا نقاتل في معركة خاسرة". ثم أكملت قائلة: " ما أحاول القيام به هو جلب المشاعر إلى التكنولوجيا. لدينا فرصة ذهبية لإعادة تصور كيف نتواصل مع الآلات، وبالتالي كيف نحن، كبشر، نتواصل مع بعضنا البعض."

العالمة المصرية رنا القليوبي - أحد مؤسسي شركة Affectiva. 

التحديات

طبقاً لعزالدين، أكبر تحدي واجهته Affectiva هو "التبني". خاف معظم عملاء Affectiva أن زبائنهم لن يوافقوا على مشاركة صورهم ومقاطع الفيديو للاستخدام الخارجي – لأنه كان يجب ارسال الصور أو الفيديو لخادم عبر الإنترنت (online server) ليتم فحصها. مع ذلك، تغلبت Affectiva على هذا التحدي من خلال إطلاق مجموعة تطوير البرامج (SDK) بدون الإتصال بالإنترنت الذي يكشف المشاعر في الوقت الحقيقي على الجهاز.

قال عزالدين: "كان هذا تحدي كبير لأن برامج الذكاء الاصطناعي في الأصل بطئ ويتطلب قوة حسابية عالية. لذا لم يكن من السهل تشغيل هذا البرنامج على جهاز، لكن في النهاية نجحنا ولدينا جهاز الـSDK يعمل بسلاسة."

ما هو تأثير Affectiva؟ 

تعطي Affectiva الشركات والعلامات التجارية نظرة أكبر وأفضل على ردود فعل الناس. كما أن كل الأعمال التجارية تحاول جمع ردود فعل واستجابات المستهلكين بطرق مختلفة – مثل الدراسات الاستقصائية وتحليل المشاعر - ولكن هذه كلها طرق للحصول على أراء المستهلكين في المنتج وليس مشاعرهم. "لن تحصل Affectiva فقط على رأى ورد فعل المستهلك، ولكن ستحصل أيضاً على مشاعره الفعلية أثناء استخدام أو مشاهدة أو حتى البحث عن المنتج في محلات السوبرماركت."

أعطانا عزالدين مثالاً عن استخدام منتج الـSDK من Affectiva قائلاً أن شركة Coverleaf لحلول البيع بالتجزئة استخدمت منتج Affectiva من خلال وضع Shelfpoint -  شاشات LCD مع أجهزة استشعار على مستوى العين تتعرف على مشاعر الفرح، الحزن، السعادة، أو الاشمئزاز في وجه المتسوق – بين كل الرفوف في السوبرماركت. يتمكن Shelfpoint من التعرف بسهولة على مشاعر المستهلك حين يقترب من المنتج أو ينظر إليه. وطبقاً لهذه المشاعر، يتم عرض محتوى إعلاني مختلف على الشاشات.

يعتمد تأثير Affectiva على المجتمع على مدخلاتها في قطاعي التعليم والرعاية الصحية. شرح عز الدين قائلاً: "يستخدم تطبيق للتعليم اسمه ‘Little Dragon’ منتج الـSDK من Affectiva للكشف عن تعبيرات الوجه والسماح للتطبيق التفاعل وفقاً لذلك. يتغير المحتوى التعليمي بناءاً على مشاعر المستخدم إن كان منتبه، مشتت، أو حائر."

يقرأ تطبيق Little Dragon ويستجيب بإستمرار لمشاعر المستخدمين: عندما تزداد الأمور صعوبة أو سهولة، يضبط التطبيق المحتوى لإبقائهم في تدفق مثالي للتعلم.

مثال آخر حيث يمكن لـAffectiva أن يكون لها تأثير كبير عليه هو الدورات الضخمة على شبكة الإنترنت المفتوحة (MOOCs). "يوجد بالفعل اللآلاف من الطلاب يأخذوا دورات على الإنترنت، وهم يستخدمون أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو الأجهزة الذكية لمشاهدة أشرطة الفيديو. لذا، من السهل أن يحصل المدربين – باستخدام منتجاتنا لكشف المشاعر – على ردود فعل الطلاب على أساس الشريحة تلو الشريحة وأن يكون لديهم القدرة على تغيير المحتوى على أساس ردود الفعل التي يحصلون عليها. ويمكن أن يعرفوا تقييمات المدربين على أساس الكشف عن المشاعر، ويمكن للمنصة نفسها البدء في ترتيب الدورات على أساس مستوى مشاركة الطلاب."

التمويل والإنجازات

تُدعم Affectiva من قبل كبار المستثمرين مثل Kleiner Perkins Caufield & Byers ، Horizon Ventures، Fenox Venture Capital، و WPP. في مايو 2016، حصلت Affectiva على تمويلها في الجولة D بمبلغ 14 مليون دولار من فينوكس فينشر كابيتال.

عندما تحدث عزالدين عن إنجازات Affectiva قال أن الشركة نجحت بطريقة استثنائية في صناعة أبحاث السوق. "وجود شراكة لسنوات مع الشركة الرائدة في هذا السوق، ميلوارد براون، هو إنجاز نفسه."

قال عزالدين: " الشيء الآخر الذي نفخر به حقاً هو أننا ندفع العلم. مهمة Affectiva من إضفاء الطابع الإنساني على الأجهزة، وخاصة مع صعود الذكاء الاصطناعي، يجعلها شركة تدفع العلم حقاً – وليس مجرد شركة تصنع المنتجات. دفع العلم هو شئ لا تفعله كل الشركات، وبكل فخر نحن نقود هذا المجال."

اترك نصيحة للشباب ورواد الأعمال الجدد

أخيراً، قال عزالدين أنه يتمنى أن تأتي شركات ناشئة مصرية من أفكار علمية أكثر وقد نصح رواد الأعمال الشباب قائلاً: " ابني علم. ابني منتجات مبتكرة مدعومة من العلوم. إنها صعبة للغاية ولكن مجزية على حد سواء. معظم الشركات الكبرى الناجحة التي نعلمها قد بدأت صغيرة بمنتج مبتكر."

رشح نفسك أرسل ملاحظاتك