أنت هنا

تعلم من أخطائك: قصة فشل ٣٦٠ دليل

تعلم من أخطائك: قصة فشل ٣٦٠ دليل

يعتبر الفشل جزء لا يتجزأ من النجاح. كما يقول ألبرت أينشتاين: "من لم يخطئ، لم يجرب أى شئ جديد". محمود أيمن هو مثال للشخص الذى تعلم عن النجاح من أخطائه والعثرات التي واجهها أكثر من أى شئ آخر.

تخرج محمود أيمن من كلية الهندسة في جامعة عين شمس، ثم حصل على دبلومة تسويق من الجامعة الأمريكية في القاهرة. دخل محمود مشهد الشركات الناشئة في ٢٠١٠ مع Imagineers، منصة ابتكار للشركات والأشخاص، ثم بعدها شارك في ٢٠١١ في الشركة الناشئة Systex التي توفر خدمات حلول رقمية وتطوير الويب. في خلال فترة عمله في سيستكس، أسس محمود مع اثنين من اصدقائه ٣٦٠ دليل – شركة ناشئة تهدف أن تخلق جولات افتراضية باستخدام تكنولوجيا البانوراما ٣٦٠° – وقد نجحت الشركة قليلاً حتى أفلست. يعمل محمود الآن كمشرف التطوير التنظيمي في Lafarge لكنه ينوي العودة لمشهد الشركات الناشئة.  

كان حلم محمود من صغره بأن يكون لديه مشروعه الخاص الذى يضيف قيمة لحياة الناس هو الحافز وراء مشاركته في الشركات الناشئة وريادة الأعمال. كانت رؤيته هى أن يبدأ شركة ناشئة لتنمو ببطئ وتصبح شركة كبيرة تلبي احتياجات العملاء والموظفين معاً. عندما سُئِل محمود عن المجال الذى يراه مثير وممتع، جاوب بأنه ليس لديه تفضيل لمجال معين لكنه يرى أن كل المجالات مهمة إذا كان لها تأثير إيجابي على المجتمع. اتبع محمود منهجية البدأ بإيجاد فريق مناسب يشاركه الرؤية والحافز للشركة، ثم إيجاد العلاقة بين احتياجات السوق وما يمكن لمحمود وفريقه تقديمه من خلال قدراتهم. قال محمود بوضوح: "الفكرة يجب أن تكون ذات قيمة للزبائن وأيضاً مُربحة للشركة لكى أضمن أن فريق العمل ملتزمين بالنمو بالشركة."

بالرغم من اشتراكه في شركات ناشئة مختلفة، إلا أن محمود يعتبر ٣٦٠ دليل - رغم أنها فشلت - أكبر مساهمة منه في مشهد الشركات الناشئة.  قال محمود: "رؤية ٣٦٠ دليل كانت أن تصبح أكبر منصة على الانترنت للجولات الإفتراضية التي تدمج بين خدمة المستخدمين النهائيين والشركات الكبيرة والمتاجر المحلية". كان هدف ٣٦٠ دليل أن تتيح للمستخدمين الوصول للعالم كله من خلال توفير تجربة زيارة أماكن والتسوق في متاجر غير مألوفة من بيتهم، هذا يحدث من خلال الجولات الإفتراضية التي يضعها المستخدمين اللأخرين على المنصة. بالرغم من أن ٣٦٠ دليل لم ينجح في تحقيق رؤيته كاملة، إلا أنه نجح في خلق جولات إفتراضية لشركات معدودة مثل مورى سوشي.

طبقاً لمحمود، هناك أسباب كثيرة قادت لفشل ٣٦٠ دليل. ترك أحد مؤسسي الشركة الفريق كان أول الأسباب، خصوصاً أن غياب الأسهم الخاصة به تركت فجوة كبيرة لم يتم ملئها من خلال خليفه. السبب الأخر كان أن الشركة خصصت كل مواردها لتوسيع المنتج لكى يبهر المستثمرين ويقلل عدد المنافسين. شرح محمود وقال: "المنتج الناتج فشل في الحصول على تمويل وادخال ربح للشركة بسبب أنه كان واسع الأفق وصعب البيع". في محاولة لحل المشاكل، محمود حدد الاستثمار في أسهم الشركة، حيث أن المساهمين في الشركة لا يمكنهم بيع أو ترك الشركة بالأسهم إلا بعد العمل في الشركة لوقت محدد. أعلن محمود نيته في إعادة كتابة نموذج العمل للشركة بعد ذلك لأن، في وجهة نظره، كانت الشركة فقدت التركيز على احتياجات العملاء والزبائن. قال محمود: "في هذا الوقت، كان الموظفين والمساهمين في الشركة مُحبطين وكان الضغط كبير علي وحدي، لذا كان أفضل قرار للجميع هو إلغاء الشركة".

بالرغم من أن المحاولة فشلت، تعلم محمود دروس كثيرة من أخطائه مثل: أن يتم تحديد رؤية الشركة بحذر مع كل المؤسسين لكى لا يفقد الفريق تركيزه، أن يكون هناك نظام استحقاق واضح بين الشركاء حتى إذا كانوا أقارب أو أصدقاء لكى تضمن التزامهم بالشركة، أن يتم التركيز على الزبائن واحتياجاتهم بدون وضع التركيز كله على المستثمرين. وقال محمود: "إذا كنت جيد، ستأخذ مال, لن يعطيك أحد مال لكى تصبح جيد".

انهى محمود حديثه بنصيحة لرواد الأعمال الطموحين وقال: "ابدأ صغيراً لكى تجد نقطتك المميزة في البيع، واعمل جاهداً مع وضع الزبائن دائماً في عقلك، ولا تنتظر المكافأة والفضل، سيأتوا هم لك". 

رشح نفسك أرسل ملاحظاتك