أنت هنا

فاعليات مجتمع ريادة الاعمال ... عيوب وحلول

فاعليات مجتمع ريادة الاعمال ... عيوب وحلول

يزداد نمو مجتمع ريادة الأعمال في مصر مؤخراً بشكل كبير نتيجة عوامل عدة منها ما هو ايجابي مثل انتشار مفهوم ريادة الاعمال بين طلبة الجامعات والخريجين نتيجة الفاعليات والبرامج التي تقوم بها بعض الجهات الحكومية وغير الحكومية. الجهات الحكومية مثل مركز الابداع التكنولوجي وريادة الاعمال TIEC من خلال برنامج InnovEgypt الذي يستهدف بالأساس طلبة الجامعات المصرية ومنها ايضاً برنامج أو مسابقة ابدأ Start IT التي تستهدف رواد الاعمال الذين يمتلكون نموذج اولي للفكرة Prototype بالإضافة الى خطة عمل Business Plan جيدة ويتم احتضان الاعمال الفائزة في مراكز الحضانات Incubators التابعة لشبكة مركز الإبداع التكنولوجي TIEC. وهناك المؤتمرات والندوات والفاعليات الغير حكومية والتي انتشرت في السنوات الأخيرة بصورة كبيرة ليس في مصر وحدها ولكن في منطقة الشرق الاوسط ومنها عرب نتArabNET وستارت اب ويك إند Startup weekend وغيرها الكثير. مما لا شك فيه أن هذه المؤتمرات والندوات والبرامج التي ينظمها مجتمع ريادة الاعمال فرصة هائلة لرواد الاعمال الشباب للتواصل مع عناصر مجتمع ريادة الاعمال وبالأخص المستثمرين Angel Investors وVenture Capitals والحضانات Incubators وأصحاب الخبرة من المدربين Mentorsبالإضافة الى وسائل الاعلام المختلفة ويزداد التفاعل عند وجود مسابقات لعرض الأفكار Idea Hackathon وخطة الاعمال Business Plan للشركات الناشئة Startup. عادة في هذه المسابقات يتم اختيار الأفكار الفائزة من خلال تقييم لجنة التحكيم والتي تتم بطريقتين: - الأولى تعتمد على عوامل عدة يتم تحديدها وتحديد درجتها في نموذج التقييم Evaluation Form الذي يتم الاتفاق عليه بين أعضاء لجنة التحكيم من البداية - الثانية تعتمد على أخذ الأصوات المباشر والتشاور بين أعضاء لجنة التحكيم قبل اعلان النتيجة وفي الحالتين ليست الفكرة وحدها – كما يظن كثيرون - التي يعتمد عليها أعضاء لجنة التحكيم في إصدار قرارهم ولكن هناك عوامل أخرى كثيرة منها: - المهارات الشخصية لرائد الاعمال وفريقه Personal Skills • مهارات التواصل Communications skills • مهارات تقديم العروض Presentation skills • لغة الجسد Body Language بالإضافة الى ذلك روح الفريق الواحد والتجانس والتكامل داخل الفريق الذي يظهر جلياً من خلال توزيع المهام والادوار. يعرف أعضاء لجنة التحكيم جيداً ان الفكرة ليست العنصر الرئيسي للاختيار فالأفكار تتشابه وتتشعب وتتشابك أيضاً ولذا فالفكرة لن تبقى كما هي ولكنها تتغير وتتطور وفي بعض الأحيان تتبدل ايضاً ولكن يبقى رائد الاعمال هو المسَير الفعلي لأي فكرة وليس العكس رغم التأثير الإيجابي لهذه الفاعليات في مجتمع رواد الاعمال إلا ان لها بعض العيوب او النواقص التي سأذكرها لعلنا جميعاً نعيها جيداَ ونعمل على حلها وذلك للوصول بتلك الفاعليات الى الشكل الأمثل من أجل الاستفادة القصوى للجميع: 1- تكرار الأفكار نعم أعلم جيداً ان الأفكار تتشابه ولكنها لا تتطابق فلابد للأفكار المتشابهة ان يوجد اختلاف في أحد عناصرها على الأقل في ركن او ركنيين من الأركان التسع الأساسية في نموذج الاعمال Business Model Canvas الذي يحدد العناصر الرئيسية للفكرة او المشروع من ناحية الموارد المطلوبة لتنفيذ الفكرة وانواعها وطرق وقنوات التسويق والبيع للمنتج او الخدمة حتى تصل الى العملاء كما يشمل مصادر الدخل وأيضاً وجهة المصروفات. لابد أن يسمح هذا الاختلاف بوجود عوامل تنافسية للفكرة او المشروع تميزها عن المنافسين (المتشابهين) الموجودين في السوق مما يعطي فرصة للنجاح. في بعض الأحوال يمكن ان تظهر الفكرة كالجديدة لعدم وجودها او انتشارها في السوق ولكن في كثير من الأحوال يمكن ان تكون فكرة مكررة متشابهة او حتى متطابقة مع أفكار أو مشاريع لم يكتب لها النجاح وهنا يظهر العيب الثاني الا وهو المتابعة 2- عدم متابعة الأفكار هناك مسابقات في جميع الفاعليات تقريباً يتبارى فيها المتنافسون -على الأقل - في عرض الأفكار وتنجح مجموعة منها في الفوز والحصول على الاستحسان والجوائز ويمكن ان يكتب لها الحظ في الحصول على دعم مادي او معنوي. حينما يبدأ الفائزون في تنفيذ فكرة مشروعهم التي كانت كما نقول – على ورق – تظهر لهم الحقائق التي تغير الفرضيات وتقف أمامهم الحواجز والمعوقات التي لم تكن في الحسبان وهنا يكون الرهان الحقيقي على مهارات الفائزين وقوة أفكارهم وبعد وقت يختلف من فريق لأخر ومن فكرة لأخرى إما أن يكتب لهم النجاح او الفشل. بينما يجد أصحاب الأفكار الطريق الى منصات الفاعليات لعرض أفكارهم، لا نرى أصحاب المشاريع التي قامت بالفعل وكانت قد لاقت الاستحسان وقتما كانت فكرة فقط ... سواء أثناء تنفيذها او حتى بعد ان يكتب لها النجاح أو الفشل وهنا سيكون حديث هؤلاء الرواد -سواء من نجحوا او ممن لم يحالفهم الحظ – أمام مجتمع رواد الاعمال حديثاً مختلفاً. سيكون حديثاً مثمراً لا يشمل افتراضات وردية للبدايات بل يحكي عن عثرات ومعوقات في الطريق وعن نتائج حقيقية للنهايات ... عن دروس مستفادة في كل مراحل تنفيذ المشروع فعلياً. كما ان رائد الاعمال المغامر هو المستفيد الأول من الدروس المستفادة في إلا ان أصحاب الأفكار الجدد سيكون لهم الحظ في الاستماع الى تجربة حقيقية توضح لهم المخاطر وتظهر لهم ما لم يكن في حسبانهم حتى يستطيعون معرفة الحجم الحقيقي لفكرتهم ومعرفة ما هم مقدمون عليه من تحديات وصعوبات لعلهم يجهزون جيداً للمغامرة. أقترح الحل في خطوات مبسطة عمل قاعدة بيانات مبتكرة من خلال زاوية خاصة على مواقع الويب الخاصة بالفاعليات والحضانات لمتابعة الأفكار الفائزة او المحتضنة يتم من خلالها ذكر الفكرة وتحديد مجالها والفئة التي تستهدفها مع ذكر أصحاب الفكرة ...الخ يسمح لرواد الاعمال المبتدئين (وبخاصة الفائزين في الفاعليات او المنتسبين للحضانات) بذكر التطور الفعلي لتنفيذ الفكرة يشمل تطور تنفيذ الفكرة او على الأقل ذكر المعوقات والصعوبات التي تواجههم أثناء التنفيذ وهنا يأتي المكسب الأول من المتابعة وهو دعم مجتمع ريادة الاعمال من هيئات أو مؤسسات او حتى افراد لتذليل هذه العقبات وإيجاد حلول لها بالنصح والارشاد او عملياً بالمشاركة وهنا يقل كثيراً معدل فشل المشروعات الناشئة بل ويزداد معدل نموها. هناك صعوبة عند رواد الاعمال المبتدئين في القدرة على تحديد نقاط او مؤشرات أساسية لنجاح المشروع و معظم المبتدئين منهم يرى ان النجاح التقني في تنفيذ الفكرة و خروجها الى النور يعتبر نجاحاً كافياً لذا يفضل تحديد مؤشرات قياس أداءKPIs ثابتة للمشروعات الناشئة يتم شرحها وتفسيرها جيداً نستطيع من خلالها فهم تطور المشروع لقياس نجاحه من عدمه منها ما يهتم بالنواحي الفنية للمشروع والأهم من ذلك ما يهتم بالنواحي المالية و التسويقية للمشروع وبالأخص حجم المبيعات و حسابات الدخل. وأخيراً لابد من ظهور رواد الاعمال الناشئين المغامرين في فاعليات مجتمع ريادة الاعمال لنستمع الى مغامراتهم وقصصهم ونتعلم من دروسهم المستفادة في رحلة الفشل والنجاح. م/ أحمد عبد الباري [email protected]

انضم كرائد أرسل ملاحظاتك